إعلان

يشهد السودان حالة استنفار غير مسبوقة بعد أن أطلقت الهيئة العامة للأرصاد الجوية ووزارة الري تحذيرات عاجلة من موجة أمطار غزيرة قد تتحول إلى فيضانات مدمرة خلال ساعات. الخرطوم وعدة ولايات أخرى وُضعت تحت الإنذار البرتقالي، وهو مستوى يعكس خطورة الأوضاع واحتمال وقوع سيول جارفة تهدد حياة الملايين.

لكن ما يجعل المشهد أكثر قلقاً أن هذه التحذيرات تأتي في وقت يعاني فيه السودان من أزمات مركبة: حرب داخلية، بنية تحتية ضعيفة، ونقص حاد في الإمكانيات اللوجستية. كل هذه العوامل تجعل البلاد في مواجهة مفتوحة مع الطبيعة دون درع واقٍ.

خريطة الخطر الممتد

التقارير الرسمية تشير إلى أن الخطر لا يقتصر على الخرطوم وحدها، بل يمتد إلى ولايات نهر النيل والشمالية وكسلا والقضارف وحتى دارفور. مدن مثل عطبرة وبربر ومروي قد تواجه فيضانات تعزلها عن محيطها، بينما حُذرت مناطق مثل هيا في البحر الأحمر والكرمك في النيل الأزرق من سيول مفاجئة يصعب السيطرة عليها.

مقارنة إحصائية بين فيضانات السودان: 2020 – 2024 والتوقعات الحالية

السنة عدد المتأثرين تقريبًا الأضرار الأساسية
2020 650,000 إلى 900,000 شخصًا تحطيم الأراضي الزراعية (أكثر من 2.2 مليون هكتار)، خسائر بمحاصيل تفوق مليون طن، وفقدان أكثر من 108,000 رأس ماشية
2022 حوالي 314,500 شخصًا خسائر غذائية ضمن مئات الآلاف هيكتارات، فقدان أكثر من 4,800 رأس ماشية، وتأثر حوالي 5,100 هكتار من الأراضي الزراعية
2024 أكثر من 44,000 شخصًا مهجّرًا تقريبًا تدمير أو تلف أكثر من 12,000 منزل، وتضرر حوالي 198,000 فدان (~205,500 فدان) من الأراضي، ووقوع أكثر من 68 قتيلًا
التوقعات الحالية تأهب شُعبي واسع لمستوى إنذار برتقالي وإمكانية أن تكون الأمطار الأعنف في التاريخ حديثًا تحذيرات من سيول خطيرة ومفاجئة، خاصة في الخرطوم، نهر النيل، وكذا في ولايات مثل كسلا والقضارف وشمال دارفور، وسط ضعف البنية التحتية وعدم جاهزية التصريف

ردود فعل السكان

على منصات التواصل الاجتماعي، امتلأت الصفحات بنداءات النجدة ورسائل التحذير المتبادلة. بعض السكان بدأوا في تخزين المياه والطعام والبطاريات تحسباً لانقطاع الكهرباء أو تعطل شبكات الطرق. آخرون أعادوا نشر صور من فيضانات الأعوام الماضية، مذكرين بخطورة الاستهانة بهذه التحذيرات.

إحدى المواطنات كتبت: “لسنا بحاجة لتكرار مأساة العام الماضي، على كل أسرة أن تضع خطة طوارئ ولو بسيطة، فالحذر لا يكلّف شيئاً مقارنة بخسارة الأرواح.”

إعلان

رأي الخبراء

عوض إبراهيم، خبير الأرصاد الجوية، ذهب أبعد من ذلك حين توقع أن تكون هذه الموجة من الأمطار “الأعنف في تاريخ السودان”، وقد تستمر لأسبوعين ضمن ما يُعرف بـ”منزلة الجبهة النداية”، وهي فترة موسمية معروفة بشدة الأمطار.

تحليل شخصي

برأيي، لا تكمن المشكلة فقط في هطول الأمطار الغزيرة، بل في غياب أنظمة تصريف فعالة، وضعف التخطيط العمراني، وتجاهل دروس الماضي. فبينما تتعامل دول أخرى مع مثل هذه الكوارث بخطط طوارئ مدروسة، لا يزال المواطن السوداني يعتمد على جهوده الفردية لحماية منزله وعائلته.

نصائح عملية للسلامة

  • التخزين المسبق: تجهيز مؤن غذائية ومياه صالحة للشرب تكفي عدة أيام.
  • رفع الأجهزة: وضع الأجهزة الكهربائية والأثاث الثمين في أماكن مرتفعة.
  • طرق الإخلاء: تحديد أقرب ملجأ آمن أو مدرسة قريبة يمكن اللجوء إليها.
  • التواصل: متابعة نشرات الطقس الرسمية وتجنب الاعتماد فقط على الشائعات.

خاتمة

إن ما يحدث اليوم في السودان ليس مجرد تقلب طقسي عابر، بل هو إنذار مبكر لكارثة محتملة. ووسط هذه الظروف الاستثنائية، يبقى الرهان على وعي الناس وتكاتف المجتمع المحلي، في ظل ضعف الإمكانات الرسمية. فالتحذيرات واضحة: إما أن يتخذ الجميع الحيطة والحذر، أو يواجهوا المجهول.


الأسئلة الشائعة حول فيضانات السودان:

1. ما سبب التحذيرات الأخيرة في السودان؟

بسبب توقعات أمطار غزيرة قد تتحول إلى سيول جارفة تهدد ولايات عديدة بينها الخرطوم ونهر النيل.

2. ما هو الإنذار البرتقالي؟

هو مستوى تحذير رسمي يصدر عند توقع كوارث طبيعية خطيرة مثل السيول والفيضانات.

3. أي المناطق الأكثر عرضة للخطر؟

الخرطوم، نهر النيل، الشمالية، كسلا، القضارف، دارفور، والبحر الأحمر.

4. كيف يستعد المواطنون لمواجهة السيول؟

بتخزين الغذاء والمياه، رفع الأثاث والأجهزة، وتحديد طرق آمنة للإخلاء.

5. هل هذه الأمطار طبيعية أم استثنائية؟

وفق خبراء الأرصاد، قد تكون هذه الأمطار الأعنف في تاريخ السودان خلال العقود الأخيرة.


المصدر:

الأرصاد الجوية السودانية – وزارة الري – تصريحات خبراء الطقس

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version