في تحرك غير مسبوق، أعلن ائتلاف دولي يضم أكثر من 32 دولة عن تنظيم “المسيرة العالمية إلى غزة” خلال يونيو 2025، وهي مبادرة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ قرابة عامين. يشارك في هذه المبادرة أكثر من 10 آلاف ناشط ومتطوع من مختلف أنحاء العالم، يسيرون على الأقدام من القاهرة إلى معبر رفح.
هذه المسيرة التاريخية، التي يقودها الناشط الحقوقي سيف أبو كشك، تعكس حجم التضامن العالمي المتزايد مع القضية الفلسطينية، وتسلّط الضوء على الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يمر بها أكثر من مليوني إنسان في غزة.
لماذا المسيرة العالمية إلى غزة الآن؟
تشهد غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، إذ تعاني من نقص حاد في الغذاء، والماء، والدواء، إلى جانب الدمار الواسع للبنى التحتية جراء الحرب الأخيرة. وعلى الرغم من المناشدات الأممية المتكررة، لا يزال الحصار مستمرًا، ما دفع نشطاء من مختلف التوجهات للمبادرة بهذا التحرك الشعبي السلمي.
من ناحية أخرى، تأتي هذه المسيرة بعد صمت دولي طويل، لتعيد تسليط الضوء على مأساة غزة التي باتت تغيب عن عناوين الأخبار رغم تدهور الأوضاع.
من يشارك في المسيرة؟
تشمل المسيرة أكثر من 10 آلاف شخص من الصحفيين، الأطباء، المحامين، الناشطين، الممرضين، والمهندسين، إلى جانب فنانين وممثلين عن منظمات مجتمع مدني. يشترط في المشاركين أن يكونوا فوق سن 21 عامًا، وقد انقسموا إلى مجموعات حسب جنسياتهم لضمان التنسيق والتنظيم.
على سبيل المثال، تضم المجموعة الأوروبية مشاركين من فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، وإسبانيا، بينما تشمل المجموعة الآسيوية أفرادًا من باكستان والهند وماليزيا. وقد تعهد المشاركون بتحمّل نفقات السفر والإقامة بأنفسهم، دون أي تمويل حكومي.
تفاصيل خط سير المسيرة
ستنطلق “المسيرة العالمية إلى غزة” من القاهرة يوم 12 يونيو 2025، ويستمر المشاركون بالسير لمسافة تتجاوز 40 كيلومترًا حتى الوصول إلى معبر رفح في 15 يونيو. من المتوقع أن تسير القافلة في ثلاث مراحل على مدار ثلاثة أيام، تتخللها محطات للراحة والإمداد اللوجستي.
بالتالي، ستكون المسيرة اختبارًا حقيقيًا لقدرة المشاركين على التحمل والالتزام، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة التضاريس.
أهداف المسيرة العالمية
-
كسر الحصار عن غزة بطريقة سلمية وعلنية.
-
إدخال مساعدات طبية وإنسانية بشكل مباشر عبر المتضامنين.
-
إيصال رسالة رمزية قوية للمجتمع الدولي مفادها أن غزة ليست وحدها.
-
فضح الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون يوميًا.
في الواقع، يأمل المنظمون أن تكون هذه المبادرة حافزًا لتحركات دبلوماسية وسياسية على أعلى مستوى.
الترتيبات اللوجستية والتنسيق مع السلطات
بحسب تصريحات سيف أبو كشك، تم التواصل مع السلطات المصرية وسفارات الدول المشاركة لضمان سلامة المشاركين وتأمين المسارات. كما أن هناك فرقًا إعلامية سترافق المسيرة لتوثيق كل لحظة ونقلها إلى العالم عبر البث المباشر والمنصات الرقمية.
بالإضافة إلى ذلك، تم تشكيل لجنة طبية تطوعية تضم أطباء وممرضين للطوارئ في حال حدوث إصابات أو نوبات صحية.
ردود الفعل الدولية
مع أن المبادرة ما زالت في طور التحضير، إلا أنها لاقت ترحيبًا واسعًا من منظمات حقوق الإنسان مثل “هيومن رايتس ووتش” و”أطباء بلا حدود”. وفي الوقت ذاته، عبّرت بعض الدول عن قلقها من الأبعاد السياسية المحتملة لهذا الحدث، رغم طابعه الإنساني البحت.
المسيرة العالمية إلى غزة ليست مجرد حدث، بل صرخة ضمير ضد الحصار، وضد صمت العالم. إنها تذكير أن الإنسانية لا تعرف حدودًا، وأن الدعم لا يُقاس بالكلمات، بل بالأقدام التي تمشي على درب العدالة.
إذا نجحت هذه المبادرة، فقد تفتح الباب أمام أشكال جديدة من التضامن الشعبي مع القضايا الإنسانية العادلة. وربما يكون ذلك ما تحتاجه غزة في هذه اللحظة المفصلية من تاريخها.
المصدر:
الجزيرة نت – Aljazeera.net
أسئلة قد يطرحها الجمهور
ما هي المسيرة العالمية إلى غزة؟
هي مبادرة إنسانية تضم أكثر من 10 آلاف مشارك من 32 دولة، تهدف إلى كسر الحصار عن غزة بالسير على الأقدام من القاهرة إلى معبر رفح.
متى تنطلق المسيرة؟
ستنطلق في 12 يونيو 2025 وتصل إلى معبر رفح في 15 يونيو.
من يمكنه المشاركة؟
الأشخاص فوق عمر 21 عامًا من كافة المهن والجنسيات.
ما الهدف الرئيسي من هذه المبادرة؟
كسر الحصار المفروض على غزة والتأكيد على التضامن الشعبي العالمي.