في خطوة كانت متوقعة إلى حد كبير، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصل النطاق الجديد إلى ما بين 4% و4.25%. القرار جاء وسط تزايد القلق بشأن تراجع التوظيف وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3% في أغسطس، وهو الأعلى منذ أكتوبر 2021.
خفض إضافي في الأفق
وفقًا لتوقعات أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، من المرجح أن يشهد العام الحالي خفضين إضافيين في أكتوبر وديسمبر. هذا المسار يعكس إدراك الفيدرالي لتباطؤ النشاط الاقتصادي، خصوصًا بعد مراجعة بيانات الوظائف التي أظهرت أن الاقتصاد أوجد نحو مليون وظيفة أقل مما كان معلنًا خلال العام المنتهي في مارس 2025.
معضلة التضخم والبطالة
يواجه الفيدرالي معضلة حقيقية بين السيطرة على التضخم الذي ما زال “مرتفعًا نسبيًا”، وبين دعم سوق العمل الذي يظهر علامات ضعف واضحة. البيان الصادر بعد الاجتماع أشار بوضوح إلى أن المخاطر السلبية تجاه التوظيف قد ارتفعت، ما يعكس القلق من ركود محتمل إذا استمر التشدد النقدي.
السياسة والاقتصاد يتداخلان
القرار جاء في أجواء سياسية مشحونة، حيث يواصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الضغط لتسريع خفض الفائدة بشكل أكبر، معتبرًا أن ذلك ضروري لإنعاش سوق الإسكان وخفض تكاليف الدين. كما شهد الاجتماع جدلًا إضافيًا مع محاولة البيت الأبيض إقالة الحاكمة ليزا كوك، قبل أن تمنع المحكمة ذلك.
تأثير القرار على الأسواق
رغم أن الأسواق كانت تتوقع مسارًا أكثر سرعة لخفض الفائدة، إلا أن الفيدرالي أشار إلى خفض واحد فقط في 2026، ما قد يخلق تذبذبات في الأسهم والدولار والسندات خلال الفترة المقبلة. إذ أن الأسواق كانت تسعّر ثلاثة تخفيضات في 2026، مما يعكس فجوة بين توقعات المستثمرين ورؤية الفيدرالي.
ما الذي ينتظر الاقتصاد الأميركي؟
من المرجح أن يشهد الاقتصاد الأميركي مرحلة انتقالية حساسة خلال العامين المقبلين:
- على المدى القصير: استمرار خفض الفائدة لدعم التوظيف.
- على المدى المتوسط: اقتراب الفائدة من المستوى “الحيادي” عند 3%.
- على المدى البعيد: بقاء التضخم مرتفعًا قد يعيد الفيدرالي إلى تشدد جديد، خصوصًا إذا ارتفعت تكاليف الاقتراض عالميًا.
في كل الأحوال، القرار الأخير للفيدرالي يفتح الباب أمام مرحلة من عدم اليقين، حيث ستبقى الأسواق العالمية تترقب كل كلمة وكل مؤشر يصدر عن واشنطن.
المصدر:
- شبكة CNBC الأميركية
- مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي
- بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي (BLS)
الأسئلة الشائعة
لماذا خفض الفيدرالي الأميركي الفائدة؟
خفض الفيدرالي الأميركي الفائدة لدعم سوق العمل بعد تباطؤ التوظيف وارتفاع معدل البطالة، رغم استمرار التضخم في مستويات مرتفعة نسبيًا.
ما تأثير خفض الفائدة على الدولار؟
عادةً يؤدي خفض الفائدة إلى إضعاف الدولار أمام العملات الأخرى، لأنه يقلل من جاذبية الأصول الأميركية للمستثمرين.
كيف سيؤثر القرار على الأسواق العالمية؟
القرار قد يؤدي إلى تذبذبات في الأسهم والسندات، مع توقعات بزيادة السيولة في الأسواق الناشئة، لكنه قد يرفع المخاطر إذا بقي التضخم مرتفعًا.
هل سيواصل الفيدرالي خفض الفائدة هذا العام؟
وفقًا لتوقعات الأعضاء، يتوقع الفيدرالي خفضين إضافيين قبل نهاية العام الحالي، ربما في اجتماعي أكتوبر وديسمبر.
ماذا يعني المستوى الحيادي للفائدة؟
المستوى الحيادي هو المعدل الذي لا يحفز النمو الاقتصادي بشكل مفرط ولا يضغط عليه، ويقدره الفيدرالي بنحو 3%.