شهدت الفضة موجة صعود غير مسبوقة هذا الأسبوع، إذ تجاوز سعر الأونصة حاجز 51 دولارًا للمرة الأولى منذ عام 1980، محققة مكاسب تاريخية تزيد عن 18% خلال ثلاثة أسابيع فقط. ويصف الخبراء هذا الارتفاع بأنه “انفجار سعري” يعكس حالة من الزخم الاستثماري القوي في الأسواق العالمية.
ووفقًا لتحليل منصة WarrenAI عبر InvestingPro، فإن الطلب المتزايد على الفضة يأتي في ظل تصاعد القلق الجيوسياسي وتباطؤ الاقتصاد العالمي، ما دفع المستثمرين إلى الاحتماء بالملاذات الآمنة مثل الذهب والفضة.
منذ بداية العام، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 75% مدفوعة بعوامل مزدوجة:
- عمليات شراء مكثفة للتحوط من التضخم وضعف الدولار.
- زيادة الطلب الصناعي في قطاعات التكنولوجيا والطاقة الشمسية والبطاريات المتقدمة.
عام ذهبي للمعادن الثمينة
لم يكن هذا الصعود بمعزل عن أداء الذهب، الذي تجاوز 4000 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه. ومع ارتفاع أسعار الذهب، لجأ المستثمرون الأفراد ومديرو الصناديق إلى الفضة باعتبارها خيارًا أرخص وأكثر ديناميكية للتحوط من الأزمات.
تؤكد منصة WarrenAI أن الاستخدامات الصناعية الواسعة للفضة — مثل الألواح الشمسية والهواتف الذكية ومراكز البيانات — تمنح المعدن قيمة استراتيجية طويلة الأمد، حتى في فترات استقرار الطلب الاستثماري.
تدفقات استثمارية تاريخية
كشفت مارينا سميرنوفا، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة سبروت لإدارة الأصول، أن التدفقات إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالفضة هذا العام هي الأعلى منذ عام 2020، ما يعكس ثقة متجددة بالمعادن الثمينة كأدوات تحوط موثوقة.
وحقق صندوق iShares Silver Trust ETF ارتفاعًا بنسبة 68% منذ بداية العام، ما يعزز الصورة الصعودية للمعدن الأبيض.
رؤية ختامية وتحليل مستقبلي
على الرغم من هذا الزخم التاريخي، تشير التحليلات إلى أن التشبع الشرائي الحالي قد يؤدي إلى تصحيحات قصيرة الأجل مع قيام بعض المستثمرين بجني الأرباح.
لكن الاتجاه العام لا يزال إيجابيًا بفضل الطلب الصناعي القوي، وتراجع الدولار الأمريكي، واستمرار حالة عدم اليقين في الأسواق.
ببساطة: إذا كان الذهب هو ملك التحوط، فإن الفضة أصبحت أميرة التكنولوجيا.