إعلان

نظرة جديدة على حالة “أوليفر ألفيس”

في واقعة طبية إعلامية نادرة، ظهر شاب يدعى أوليفر ألفيس ليعلن أن جسده قد عانى من ما يُمكن وصفه بأقصى درجات حرمان النوم، إذ أنه لم يغط في النوم طيلة عامين كاملين. يقول: «أشعر وكأنني درع حديدي، وعيناي تذوبان… جسدي محترق من الداخل». هذه الكلمات العاطفية تكشف عمق المعاناة التي عاشها، وكذلك اللغز الطبي الذي أثار اهتمام علماء مثل فريق أعصاب من جامعة ستانفورد.

بين التشكيك والتأييد العلمي

أثار هذا الادعاء استهجان كثير من الأطباء، معتبرين أن الأمر “غير ممكن علميًا”، بينما ذهب آخرون إلى أن هذه الحالة ربما تُصنف تحت مظلة الأرق المتناقض (Paradoxical Insomnia)، حيث يُفرَد أن المريض لا يشعر بأنه ينام أبدًا، رغم أن الاختبارات قد تُظهر نومًا سطحيًا أو غير مُدرك حسب تقدير الدماغ.

ماذا تقول الدراسات والإحصاءات؟

  • مفارقة النوم غير مُسبوقة: لا توجد حالات بشرية موثّقة علميًا بقي فيها المرء يقظًا بالكامل لمدة عامين. أطول فترة معروفة علميًا هي 11 يومًا. ووثّقت غينيس حوالي 18 يومًا مستيقظًا.
  • الأرق المتناقض منتشر بدرجة متفاوتة: يتراوح بين 5% وما يصل إلى 50% من الأشخاص الذين يعانون من الأرق حسب بعض الدراسات، لكنه نادر كتشخيص مستقل.
  • الحالة المُزمنة: “الأرق التام” يحدث في عدد قليل جدًا من الحيوانات (كالكلاب تموت بعد 17 يومًا، والفئران بعد 32 يومًا)، ولم يُسجّل في البشر.

ردة فعل المجتمع

  • علميًا: شدّد باحثون على ضرورة دراسة مثل هذه الحالة بدقة، ليس فقط لتفسير الواقعة، بل لفهم آليات الدماغ الحقيقية خلف النوم.
  • عاميًا: تداول الناس القصة على منصات التواصل، وتباينت ردودهم: بعضهم عبر عن الاستنكار والشَّك، وآخرون أبدوا تعاطفًا عميقًا مع أوليفر، معتبرين أن الألم النفسي والبدني الذي يعانيه لا يمكن التقليل منه حتى لو كان جزئيًا نفسياً.

نصائح عملية لمن يعاني نومًا غير مُدرك:

استخدم أجهزة تتبع النوم (actigraphy)، وقم بالتوثيق اليومي، وحافظ على روتين نوم ثابت.
تدخلات نفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي تساعد كثيرًا.

إمكانية العلاج:

حاليًا لا توجد أدوية محددة للأرق المتناقض؛ التركيز يكون على المشورة النفسية، تحسين بيئة النوم، واستخدام تقنيات تخفيف القلق قبل النوم.

من الواجب أن نتعامل مع هذه الحالة بحذر علمي وإنساني. الأرق المتناقض حقيقي، وقد يسبب الألم والضياع لمن يعاني. ولكن أن يعيش إنسان بلا نوم إطلاقًا لمدة عامين؟ هذا يتجاوز حدود العلم المعرفي الحالي. ربما ما يمر به أوليفر هو مزيج بين اضطراب إدراك النوم، وعامل نفسي عميق، وربما مرض عصبي نادر أو حتى لا يُعرف بعد. من الضروري تشخيصه بأجهزة علمية متقدمة وفحص شامل، وليس الاكتفاء بالقصص المتناقلة.

إعلان

أسئلة شائعة:

ما الفرق بين الأرق المتناقض والأرق العادي؟

الأرق المتناقض: المريض يعتقد أنه لا ينام مطلقًا، بينما ينام فعليًا نوماً سطحيًا. العادي: الشخص فعليًا لا ينام بما يكفي.

هل يمكن أن يعيش الإنسان بدون نوم؟

لا توجد أدلة علمية مُتينة على ذلك؛ أطول فترة موثّقة كانت 11–18 يومًا.

ما أسباب الأرق المتناقض؟

قد تشمل القلق المزمن، اضطراب مزاجي، أو اضطرابات نفسية أخرى، مع اختلاف في إدراك الدماغ لوقت النوم.

كيف يتم التشخيص؟

عبر دراسة النوم (polysomnography)، أجهزة تتبع الحركة، ومقاييس إدراك الذات (سجلات النوم).

هل يمكن علاجه؟

لا يوجد علاج دوائي مخصص؛ يُستخدم العلاج السلوكي المعرفي وتحسين روتين النوم كخيار أول.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version