الذهب يسجل قمة تاريخية
شهدت أسعار الذهب قفزة تاريخية جديدة، حيث تجاوز سعر الأونصة 3689 دولارًا في التداولات المبكرة، قبل أن تستقر حول مستوى 3683 دولارًا. هذا الارتفاع اللافت جاء مدفوعًا بعاملين رئيسيين: تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته منذ أشهر، وتوقعات الأسواق بأن يقدم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب.
الدولار يتراجع والفائدة تحت الضغط
من المعروف أن الذهب يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين المالي. ومع تراجع الدولار إلى أدنى مستوى له في شهرين ونصف أمام اليورو، وأدنى مستوى في عشرة أشهر أمام الدولار الأسترالي، ازدادت جاذبية المعدن الأصفر للمستثمرين العالميين.
في الوقت ذاته، تشير توقعات أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME إلى أن الأسواق تتوقع خفضًا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بينما يراهن البعض على خفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس. هذه التوقعات عززت الطلب على الذهب باعتباره بديلًا استثماريًا أقل تأثرًا بتراجع العوائد.
رأي الخبراء وردود الفعل
المحللون يؤكدون أن الذهب يعيش “لحظة فارقة”.
- كايل رودا، المحلل في “كابيتال دوت كوم”، يرى أن استمرار الفيدرالي الأميركي في دعم مسار التيسير النقدي قد يدفع الذهب لتخطي حاجز 3700 دولار قريبًا.
- في المقابل، يحذر بعض الخبراء من أن أي مفاجأة في سياسة الفيدرالي قد تؤدي إلى تصحيح حاد للأسعار.
كما أن دعوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى “خفض أكبر للفائدة” أضافت مزيدًا من الضغط السياسي على البنك المركزي، ما زاد من تقلبات السوق.
مؤشرات إضافية تدعم الذهب
- ارتفعت حيازات صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صندوق مدعوم بالذهب في العالم، إلى 976.8 طن مقارنة بـ 974.8 طن في نهاية الأسبوع السابق.
- هذا الارتفاع يعكس إقبال المؤسسات المالية الكبرى على المعدن النفيس، في وقت تشهد فيه أسواق الأسهم والسندات حالة من الحذر.
ماذا عن المعادن الأخرى؟
بينما استمر الذهب في تحطيم الأرقام، شهدت المعادن النفيسة الأخرى أداءً متباينًا:
- الفضة تراجعت قليلًا بنسبة 0.2% إلى 42.6 دولارًا للأونصة.
- البلاتين استقر عند 1401 دولار.
- البلاديوم حافظ على 1183 دولارًا.
التحليل والتوقعات المستقبلية
الذهب اليوم لا يُنظر إليه فقط كملاذ استثماري تقليدي، بل كأداة تحوط ضد سياسات نقدية متقلبة وتراجع العملات الرئيسية. ومع اقتراب اجتماع الفيدرالي، تبدو الأسواق في حالة ترقب.
التوقعات:
- في حال تنفيذ خفض فعلي للفائدة، من المتوقع أن يتجاوز الذهب حاجز 3700 دولار للأونصة.
- أما إذا فاجأ الفيدرالي الأسواق بتثبيت الفائدة، فقد نشهد تصحيحًا سريعًا للأسعار.
لكن بشكل عام، الاتجاه الصاعد للذهب يظل قويًا، خاصة مع استمرار المخاطر الجيوسياسية والتضخم العالمي.
