النقاط الرئيسية
- الذهب يتعافى بعد هبوط قوي بدعم من عمليات الشراء عند المستويات المنخفضة.
- الأسواق تترقب بيانات التوظيف الأميركية لتحديد اتجاه الذهب القادم.
- تراجع الثقة في الأسهم عزز الإقبال على الملاذات الآمنة كالذهب والفضة.
ارتفعت أسعار الذهب العالمية خلال تعاملات الأربعاء بعد موجة تراجع حادة دفعت المعدن النفيس إلى أدنى مستوياته في أسبوع. وجاء هذا الصعود مدفوعًا بعمليات شراء انتهازية من المستثمرين الباحثين عن صفقات رابحة، وسط حالة من القلق في الأسواق العالمية.
وقال جيجار تريفيدي، المحلل البارز في شركة ريلاينس سيكيوريتيز، إن “الارتفاع الحالي للذهب جاء نتيجة الشراء عند المستويات المنخفضة، إضافة إلى توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة مع ازدياد العزوف عن المخاطرة في الأسواق المالية”.
تأثير الأسواق الآسيوية وتراجع الثقة في الأسهم
شهدت الأسواق الآسيوية استمرار موجة البيع التي بدأت في وول ستريت، بعدما شعر المستثمرون بأن تقييمات الأسهم أصبحت مبالغًا فيها. هذا التراجع في شهية المخاطرة أعاد الذهب إلى دائرة الاهتمام كملاذ آمن.
إلا أن المحلل تريفيدي أشار إلى أن الذهب يواجه ضغوطًا متزايدة بسبب تراجع التوقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة خلال العام الجاري، موضحًا أن المعدن قد يتراجع دون مستوى 4,000 دولار للأونصة وربما يختبر 3,900 دولار إذا جاءت بيانات التوظيف الخاصة بشركة ADP أقوى من المتوقع.
الفيدرالي الأميركي.. إشارة توقف مؤقتة
كان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد خفّض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي، لكن تصريحات رئيسه جيروم باول أوحت بأن هذا الخفض قد يكون الأخير في 2025.
ووفق أداة متابعة الفائدة الأميركية على Investing السعودية، فإن الأسواق ترى احتمالًا يبلغ 69% لخفض جديد في ديسمبر، بعدما كانت النسبة تتجاوز 90% قبل تصريحات باول.
ومع استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي الذي أوقف صدور البيانات الرسمية، اتجه المستثمرون للاعتماد على التقارير الخاصة مثل تقرير ADP الوطني للتوظيف، كمؤشر بديل لقياس حرارة الاقتصاد.
أسعار الذهب والدولار الآن
عند الساعة الأخيرة من التداول، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.9% إلى 3,966.65 دولارًا للأونصة، بعد أن كان قد هبط الثلاثاء بنسبة 1.5% إلى أدنى مستوى له منذ 30 أكتوبر.
كما صعدت العقود الآجلة تسليم ديسمبر 0.4% إلى 3,975.30 دولارًا.
في المقابل، استقر الدولار الأميركي قرب أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، مما حدّ من مكاسب الذهب مؤقتًا.
المعادن الأخرى
ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 1.1% إلى 47.61 دولارًا للأونصة، وصعد البلاتين بنسبة 0.4% إلى 1,541.17 دولارًا، بينما أضاف البلاديوم 0.5% ليصل إلى 1,398.28 دولارًا للأونصة.
يرى محللو Metalsy أن تحركات الذهب الحالية تمثل صراعًا بين عاملين رئيسيين: القلق من تباطؤ النمو الاقتصادي من جهة، وتراجع الرهانات على خفض الفائدة من جهة أخرى.
إذا جاءت بيانات ADP أضعف من المتوقع، فقد نشهد عودة سريعة للذهب فوق 4,000 دولار بدعم من انخفاض الدولار وتزايد التوتر المالي.
أما إذا فاقت البيانات التوقعات، فسيواجه الذهب ضغطًا متجددًا نحو 3,900 دولار للأونصة قبل أي ارتداد جديد.
قسم الأسئلة الشائعة
ما العوامل التي تُحرّك أسعار الذهب يوميًا؟
يتأثر الذهب بعوائد السندات الأميركية، وقوة الدولار، وتوقعات الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، ومؤشرات التوظيف والتضخم، إضافةً إلى شهية المخاطرة وحركة الصناديق المتداولة (ETFs).
كيف تؤثر بيانات التوظيف الأميركية (مثل ADP) على الذهب؟
إذا جاءت البيانات أقوى من المتوقع ترتفع احتمالات تشديد أو تأخير خفض الفائدة، ما يدعم الدولار ويضغط على الذهب. أمّا البيانات الأضعف فعادةً ما تُساعد الذهب على الصعود.
لماذا يرتبط الذهب سلبيًا بالدولار غالبًا؟
تسعير الذهب بالدولار يعني أن قوّة العملة الأميركية تجعل شراء الذهب أغلى لحاملي العملات الأخرى، فينخفض الطلب والعكس صحيح.
ما الفرق بين الذهب الفوري والعقود الآجلة؟
الذهب الفوري يعكس السعر الحالي للتسليم الفوري، بينما العقود الآجلة تمثل اتفاقًا للتسليم في تاريخ لاحق وتتأثر بتكاليف التمويل وتوقعات السوق.
هل الذهب ملاذ آمن دائمًا؟
غالبًا ما يُنظر إليه كملاذ آمن، ولكن أداؤه يتغير حسب الدورة الاقتصادية ومستوى العوائد الحقيقية والدولار؛ بالتالي قد يتراجع حتى خلال فترات التوتر إذا ارتفعت العوائد.
ما المستويات الفنية المهمة التي يراقبها المتداولون حاليًا؟
يُراقَب نطاق 4,000 دولار كحاجز نفسي، مع دعمٍ محتملٍ قرب 3,900 دولار ومقاوماتٍ متدرجة عند 4,050–4,100 دولار، مع تغيّرها تبعًا للتذبذب والسيولة.
كيف تؤثر صناديق الذهب المتداولة (ETFs) على السعر؟
تدفّقات الشراء إلى صناديق الذهب تزيد الطلب المادي/الورقي وتدعم السعر؛ بينما تؤدي التدفقات الخارجة إلى ضغطٍ هبوطي.
هل خفض الفائدة يدعم الذهب دائمًا؟
عادةً نعم، لأن انخفاض العوائد يقلّل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة أصلٍ غير مُدرّ لعائد مثل الذهب؛ لكن التأثير يعتمد أيضًا على توقّعات التضخم وحركة الدولار.



