سجلت أسعار الذهب قفزة تاريخية في التداولات الآسيوية، متجاوزة حاجز 3,750 دولار للأوقية للمرة الأولى، معززة مكانتها كأحد أهم الملاذات الآمنة في ظل الاضطرابات الاقتصادية والسياسية العالمية.
يأتي هذا الارتفاع بعد تصريحات حذرة من عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الذين أبدوا تحفظًا بشأن خفض أسعار الفائدة في المدى القريب. فقد أشار رافائيل بوستيك، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، إلى أن التسرع في خفض الفائدة قد يغذي التضخم بدلًا من كبحه، بينما أكدت بيث هاماك من فرع كليفلاند أن السياسة الحالية ليست مقيدة بما يكفي.
الضبابية السياسية تعزز الذهب
لم يكن العامل النقدي وحده وراء ارتفاع الذهب؛ بل لعبت الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة دورًا بارزًا، خاصة بعد تصريحات مثيرة للجدل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول التأشيرات واللقاحات، وهو ما تسبب في ضغط إضافي على أسهم شركات الأدوية وأضعف شهية المخاطرة في الأسواق.
ترقب بيانات التضخم وخطاب باول
الأسواق تترقب خلال هذا الأسبوع بيانات حيوية، أبرزها مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي – المقياس المفضل للفيدرالي لمتابعة التضخم – والذي سيصدر يوم الجمعة. كما ينتظر المستثمرون خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول اليوم لتوضيح مسار السياسة النقدية.
الذهب مؤشر على ثقة الأسواق
الارتفاع الحالي للذهب لا يعكس فقط البحث عن أداة استثمارية آمنة، بل يعبر عن تراجع ثقة المستثمرين في استقرار السياسات الاقتصادية الأميركية. وإذا واصلت بيانات التضخم إظهار ضغوط مستمرة، فقد نرى مستويات جديدة تتخطى حاجز 3,800 دولار للأوقية.
الذهب اليوم يتجاوز كونه معدنًا نفيسًا، ليصبح بوصلة لقياس القلق العالمي. فكلما زادت الضبابية السياسية والاقتصادية، كلما تعزز موقعه كملاذ استثماري لا غنى عنه.