الأربعاء, أكتوبر 8, 2025
إعلان

في عالم يتغير بسرعة مذهلة، يرى الملياردير الأمريكي الشاب ألكسندر وانغ، مؤسس شركة Scale AI، أن الجيل القادم من المبرمجين لن يحتاج إلى قضاء سنوات في دراسة الأكواد المعقدة كما كان الحال مع بيل غيتس أو ستيف جوبز. بل يكفيهم اليوم الانغماس في أدوات الذكاء الاصطناعي التفاعلية التي تتيح إنشاء تطبيقات وبرامج كاملة عبر الأوامر النصية فقط.

يقول وانغ، البالغ من العمر 28 عامًا، إننا نعيش “لحظة انقطاع تاريخية” في عالم التقنية، حيث أصبحت البرمجة عبر الذكاء الاصطناعي (AI Coding) تمثل قفزة تعادل ثورة الحواسيب في السبعينيات.

يشبه الأمر، كما يرى، الفترة التي استغل فيها بيل غيتس وصوله المبكر للحواسيب ليبني مايكروسوفت؛ واليوم، من يقضي 10 آلاف ساعة في تعلم أدوات مثل Replit و Cursor قد يكون “بيل غيتس الجديد” في عصر الذكاء الاصطناعي.

البرمجة الجديدة: من كتابة الأكواد إلى توجيه العقول الرقمية

تسمح البرمجة عبر الذكاء الاصطناعي لأي شخص — حتى دون خلفية تقنية — بتطوير برامج متقدمة عبر التعليمات النصية فقط. يكتب المستخدم مثلاً: “أنشئ تطبيقاً للملاحظات يدعم التسجيل الصوتي”، فيقوم النظام ببناء الكود كاملاً خلال ثوانٍ.

لكن وانغ يرى أن الأمر لا يتعلق فقط بالسهولة، بل بقدرة الذكاء الاصطناعي على فهم المنطق البشري وتحويله إلى أوامر رقمية. يقول في إحدى مقابلاته: “كل الأكواد التي كتبتها خلال حياتي، سيتمكن الذكاء الاصطناعي من إنتاجها خلال خمس سنوات”.

إعلان

تصريح جريء يعكس التحول السريع الذي يشهده القطاع، حيث تعتمد شركات كبرى مثل Meta و Google و Microsoft الآن على الذكاء الاصطناعي لكتابة أجزاء كبيرة من الأكواد الداخلية لمشروعاتها.

هل ستختفي مهنة المبرمج؟

رغم المخاوف المنتشرة بين المبرمجين من أن تحل الأنظمة الذكية محلهم، يرى وانغ وآخرون أن المستقبل لا يخص من يعرف الكود فقط، بل من يعرف كيف يوجه الذكاء الاصطناعي لإنتاجه بذكاء.

ويؤكد أندرو إنغ، المؤسس المشارك لمشروع Google Brain، في منشور له على لينكدإن:

“كلما أصبحت البرمجة أسهل، يجب أن يبرمج المزيد من الناس، لا أقل.”

أي أن التبسيط لا يعني الإقصاء، بل التمكين. فالمهارة القادمة هي القدرة على توجيه الآلة، تماماً كما أصبح التحدث مع ChatGPT أو Claude أو Gemini أمرًا يوميًا للملايين.

تخيل أن تطلب من الذكاء الاصطناعي “بناء موقع تجارة إلكترونية لبيع منتجات فنية محلية”، ليبدأ خلال دقائق في إنشاء الواجهة والخلفية وقواعد البيانات! تلك ليست خيالاً، بل واقعاً يتطور يومًا بعد يوم.

جيل جديد من المليارديرات

ألكسندر وانغ نفسه مثال حي على ما يسميه البعض “جيل الكود الذكي”. فقد أسس Scale AI بعمر 19 عامًا لمساعدة الشركات على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي عبر البيانات، واليوم تبلغ ثروته أكثر من 3.2 مليار دولار.

ويرى خبراء أن من يبدأ الآن في تعلم التفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي البرمجية سيحصد مكاسب ضخمة في العقد المقبل، تمامًا كما استفاد أوائل مطوري الإنترنت في التسعينيات.

كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي مفهوم التعلم والعمل؟

التحول الذي نتحدث عنه يتجاوز مجرد “كتابة كود”. إنه تغيير في طريقة التفكير والتعليم.

فبدلاً من حفظ الأكواد، أصبح الأهم هو فهم المنطق، تحليل المشكلات، وصياغة الأوامر الذكية.

هذا التحول سيعيد تعريف التعليم في المدارس والجامعات؛ حيث ستصبح مهارة “التحدث مع الآلة جزءاً من المناهج التقنية والإدارية معاً. أما في سوق العمل، فسيزداد الطلب على مطورين يجمعون بين الفهم التقني والقدرة على الإبداع والتواصل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.

نظرة مستقبلية

خلال العقد القادم، سنشهد ولادة جيل جديد من قادة التقنية — ليس بالضرورة مهندسين تقليديين، بل مبدعين يستخدمون الذكاء الاصطناعي كأداة لبناء الحلول.

سيظهر “بيل غيتس” جديد، وربما أكثر من واحد، من بين المراهقين الذين يقضون اليوم ساعات طويلة أمام أدوات البرمجة الذكية.

وفي النهاية، الذكاء الاصطناعي لن يلغي المبرمجين، بل سيجعلهم أكثر قوة وتأثيراً.

الفرصة اليوم مفتوحة لمن يستعد منذ الآن.

المصدر:

مقابلات وانغ على CNBC و TBPN، ومنشورات أندرو إنغ على LinkedIn.


قسم الأسئلة الشائعة

من هو ألكسندر وانغ؟
هو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Scale AI، أحد أصغر المليارديرات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقدر ثروته بأكثر من 3.2 مليار دولار.
ما المقصود بالبرمجة عبر الذكاء الاصطناعي؟
هي طريقة لإنشاء برامج وتطبيقات عبر الأوامر النصية بدلاً من كتابة الأكواد يدوياً، باستخدام أدوات مثل Replit وCursor.
هل ستختفي مهنة المبرمج في المستقبل؟
لن تختفي، بل ستتطور لتشمل مهارات توجيه الذكاء الاصطناعي وفهم المنطق البرمجي بعمق.
لماذا يُعتبر الآن أفضل وقت لتعلم البرمجة؟
لأن أدوات الذكاء الاصطناعي جعلت البرمجة أسهل وأكثر إبداعًا، مما يمنح المتعلمين ميزة تنافسية كبيرة.
كيف يمكن للمراهقين الاستفادة من هذه الثورة؟
من خلال استثمار وقتهم في تعلم أدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها عمليًا، كما فعل رواد التكنولوجيا في بدايات الإنترنت.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version