موقف المفوضية الأوروبية
في مقابلة مع تحالف الصحف الأوروبية، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية باتت “مقلقة للغاية”، مشيرة إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام طويل الأمد.
رغم إدانتها لهجمات السابع من أكتوبر، شددت فون دير لاين على أن ما يجري اليوم من مجاعة مفتعلة وتجفيف مالي للسلطة الفلسطينية يتطلب تحركًا دوليًا جادًا.
العقوبات المقترحة ضد إسرائيل
كشفت فون دير لاين أن المفوضية الأوروبية اقترحت إجراءات عقابية متدرجة تشمل:
- إلغاء بعض مزايا التجارة الحرة التي تؤثر على نحو 37% من صادرات إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي.
- فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متشددين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
- إجراءات ضد مستوطنين عنيفين وأعضاء في حركة حماس وجماعات جهادية.
الخطوة الأوروبية اعتُبرت غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين الطرفين، وتستهدف الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لتغيير مسارها.
ردود الفعل الإسرائيلية
وصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر المقترحات الأوروبية بأنها “مشوهة أخلاقيًا وسياسيًا”، متوقعًا ألا يتم تمريرها في مجلس الاتحاد الأوروبي.
وبالفعل، يعتمد اعتماد هذه العقوبات على موافقة 15 دولة على الأقل من أصل 27، تمثل ما لا يقل عن 65% من سكان الاتحاد. أي أن مواقف برلين وروما ستكون حاسمة، وهو ما يجعل تمريرها غير مضمون.
مؤتمر حل الدولتين في الأمم المتحدة
بالتوازي مع هذه الضغوط، تستعد الأمم المتحدة لعقد مؤتمر خاص بحل الدولتين في نيويورك، عشية اجتماعات الجمعية العامة.
وزيرة الخارجية الألمانية السابقة أنالينا بيربوك أشارت إلى أن المؤتمر سيعزز الضغط الدولي على إسرائيل، خصوصًا مع نية دول مثل فرنسا وبلجيكا وكندا الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين.
الوثيقة المقترحة للمؤتمر تضمنت:
- وقف إطلاق النار.
- إطلاق سراح الرهائن.
- إنهاء حكم حماس في غزة.
- انسحاب الجيش الإسرائيلي.
- إدانة هجمات 7 أكتوبر.
إلى أين تتجه الأمور؟
ما يجري اليوم يضع الاتحاد الأوروبي أمام اختبار حقيقي: هل يستطيع تجاوز الانقسامات الداخلية لفرض عقوبات ذات تأثير ملموس على إسرائيل؟
- إذا تم تمرير العقوبات، فسيكون ذلك تحولًا نوعيًا في سياسة أوروبا الشرق أوسطية.
- أما إذا فشلت، فستتأكد محدودية الاتحاد في التأثير على مسار الصراع.
من جانب آخر، مؤتمر حل الدولتين قد يشكل منصة سياسية لإعادة الاعتراف الدولي بحق الفلسطينيين، لكنه يصطدم برفض إسرائيل القاطع لأي إجراءات أحادية.
في المحصلة، يبقى مستقبل المنطقة رهينًا بثلاثة عناصر: وحدة الموقف الأوروبي، استجابة المجتمع الدولي، واستعداد الأطراف المتصارعة للجلوس إلى طاولة المفاوضات. أما الشعوب، فتبقى الضحية الأكبر حتى يتقرر إن كان السلام سيتحول من شعار إلى واقع.
قسم الأسئلة الشائعة
ما أبرز العقوبات التي اقترحتها المفوضية الأوروبية ضد إسرائيل؟
إلغاء مزايا تجارية، وفرض عقوبات على وزراء متشددين، مستوطنين، وأعضاء من حماس.
هل يمكن تمرير هذه العقوبات بسهولة؟
لا، لأنها تحتاج موافقة 15 دولة تمثل 65% من سكان الاتحاد الأوروبي، ما يجعل الموقف الألماني والإيطالي حاسمًا.
ما الهدف من مؤتمر حل الدولتين في الأمم المتحدة؟
زيادة الضغط الدولي على إسرائيل، ودفع المجتمع الدولي نحو الاعتراف بفلسطين كخطوة في سبيل تسوية شاملة.