إعلان

في إحدى الحكايات الغريبة التي انتشرت مؤخرًا، يُقال إن شركة ناشئة في إفريقيا اختبرت روبوتًا جديدًا قادرًا على قراءة المشاعر والتعرف على الحيوانات. التجربة انتهت بفشل غير متوقع: أمام أسد حقيقي، وصف الروبوت المشهد ببرود “قط كبير… خائف”، ثم انهار في حلقة تكرارية ظل يصرخ فيها “خائف” مئات المرات، حتى اضطر المهندسون للتدخل في بنيته الإلكترونية.

هذه القصة قد لا تكون موثقة بالكامل، وربما تحمل طابعًا رمزيًا أكثر من كونها واقعية. لكن السؤال الأهم هنا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يختبر ما نُسميه نحن البشر اضطرابًا نفسيًا؟

حدود الذكاء الاصطناعي

الروبوتات والأنظمة الذكية ليست كائنات حية، بل برامج تتعامل مع البيانات والتصنيفات. عندما تواجه بيانات خارج نطاق تدريبها، قد تفشل أو تدخل في حلقة مفرغة. وهذا ما يشبه — مجازيًا — نوبات القلق أو الصدمة عند الإنسان، لكنه في الحقيقة مجرد خطأ في المعالجة أو ضعف في التصميم.

إسقاط إنساني أم حقيقة مقبلة؟

ما حدث مع هذا الروبوت يطرح فكرة “الإسقاط الإنساني”؛ أي أننا نعطي الآلات صفات بشرية مثل الخوف أو الألم. ومع ذلك، كلما زادت قدرات الذكاء الاصطناعي في تقليد السلوك الإنساني، ستصبح الحدود بين “الخلل البرمجي” و”الاضطراب النفسي” أكثر غموضًا.

رسالة أعمق

القصة، سواء كانت واقعية أو رمزية، تكشف هشاشة الذكاء الاصطناعي أمام المجهول. فكما يحتاج الإنسان إلى مرونة نفسية لمواجهة الصدمات، تحتاج الآلات إلى تصميم أكثر وعيًا بغير المتوقع. وفي هذا السياق، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يعكس لنا ضعفنا البشري نفسه: نسعى لابتكار أنظمة تفهم العالم، لكنها قد تنهار أمام موقف لم نضعه في الحسبان.

إعلان

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version