إعلان

في خطوة وُصفت بأنها الأضخم من نوعها في أوروبا، أعلنت شركة غوغل عن استثمار بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل المملكة المتحدة. هذا الاستثمار لا يقتصر على دعم قطاع التكنولوجيا فحسب، بل يمتد ليشمل الاقتصاد، سوق العمل، والتحول نحو الطاقة النظيفة.

مركز بيانات متطور في والتام كروس

ضمن خطتها، كشفت غوغل عن افتتاح مركز بيانات ضخم شمال لندن. الهدف من المنشأة هو تلبية الطلب المتزايد على خدمات مثل غوغل كلاود، ورك سبيس، وخدمات البحث والخرائط، والتي باتت تعتمد بشكل أساسي على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

هذا المركز يُتوقع أن يصبح أحد أعمدة البنية التحتية الرقمية في بريطانيا، مما يعزز مكانة لندن كمحور عالمي للتكنولوجيا.

وظائف جديدة وفرص اقتصادية

بحسب تقديرات غوغل، سيساهم الاستثمار في توفير أكثر من 8250 وظيفة سنويًا للشركات البريطانية المرتبطة بالقطاع التكنولوجي. هذه القفزة تعني ليس فقط تعزيز سوق العمل، بل أيضًا دفع عجلة الابتكار، خصوصًا في الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة.

تُشير توقعات اقتصادية إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضيف 400 مليار جنيه إسترليني للاقتصاد البريطاني بحلول عام 2030، وهو رقم يوضح حجم الرهان على هذه التكنولوجيا كمحرك للنمو.

إعلان

دعم شركة “ديب مايند”

جزء من الاستثمار موجَّه لدعم ديب مايند، الشركة البحثية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتي أسسها البريطاني ديميس هاسابيس، الحائز على جائزة نوبل. وتُعتبر ديب مايند من أبرز اللاعبين عالميًا في مجال تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على محاكاة قدرات بشرية معقدة.

شراكة للطاقة المتجددة مع شل

لم تقتصر تحركات غوغل على الجانب التكنولوجي فحسب، بل شملت أيضًا توقيع اتفاقية مع شركة شل البريطانية لإدارة إمدادات الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة. هذه الشراكة تهدف إلى ضمان استدامة تشغيل مراكز البيانات الضخمة، وتقليل البصمة الكربونية، بما ينسجم مع أهداف بريطانيا المناخية.

قراءة تحليلية: لماذا الآن؟

يتزامن هذا الإعلان مع تحديات سياسية واقتصادية داخل بريطانيا. حكومة حزب العمال تبحث عن دفعات استثمارية جديدة لإثبات متانة الاقتصاد، بينما تسعى غوغل لتعزيز وجودها الأوروبي وسط منافسة قوية من شركات مثل مايكروسوفت وأمازون، فإن هذه الخطوة تأتي في وقت حققت فيه الشركة الأم ألفابت إنجازًا تاريخيًا بتجاوز قيمتها السوقية حاجز 3 تريليونات دولار.
📌 اقرأ أيضًا: كيف تجاوزت ألفابت 3 تريليونات دولار؟

تأثير ذلك على غوغل

هذا الاستثمار سيجعل غوغل أكثر تجذرًا في السوق الأوروبي، ويمنحها القدرة على الابتكار بوتيرة أسرع، ويعزز تنافسيتها عالميًا. كما أنه يفتح أمامها فرصًا جديدة لتطوير منتجات وخدمات قادرة على تغيير حياة الناس في السنوات القادمة، ويثبت أنها شركة لا تكتفي بالريادة الأميركية، بل تسعى للريادة العالمية.

نظرة مستقبلية

من المتوقع أن يُحدث هذا الاستثمار تحولًا في مشهد التكنولوجيا البريطاني، ليجعل المملكة المتحدة لاعبًا رئيسيًا في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. وإذا استمرت الشركات العملاقة في ضخ استثمارات مماثلة، فقد نشهد ما يشبه “وادي السيليكون الأوروبي” خلال السنوات المقبلة.

المصدر:

(سي إن بي سي، تصريحات غوغل الرسمية).

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version