النقاط الرئيسية
- الاتفاق يعلّق الرسوم الأميركية والقيود الصينية على المعادن الاستراتيجية.
- الصين تهيمن على أكثر من 90% من إمدادات المعادن النادرة عالميًا.
- الاتفاق يفتح الباب أمام استئناف شراء فول الصويا الأميركي.
- ترامب وشي سيجتمعان في كوريا الجنوبية لتثبيت بنود الاتفاق.
- الهدنة التجارية قد تكون مؤقتة بانتظار صدام جديد حول التكنولوجيا وتايوان.
في خطوة مفاجئة أعادت بعض الهدوء إلى الأسواق العالمية، أعلنت واشنطن وبكين عن اتفاق مبدئي حول المعادن والرسوم الجمركية، يمهّد لاجتماع مرتقب بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جينبينغ. وبينما يُقدَّم الاتفاق كاختراق دبلوماسي، يرى المراقبون أنه مجرد هدنة مؤقتة في حرب اقتصادية طويلة، عنوانها الحقيقي: من يسيطر على معادن المستقبل؟
أبعاد الاتفاق: مصلحة مؤقتة للطرفين
الاتفاق يأتي بعد شهور من التوتر المتصاعد بين أكبر اقتصادين في العالم. واشنطن لوّحت بفرض رسوم جمركية 100% على البضائع الصينية، فيما ردّت بكين بتشديد ضوابط تصدير المعادن الاستراتيجية التي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات والصواريخ.
لكن الضغط المتبادل بدأ ينعكس سلبًا على أسواق التكنولوجيا والزراعة، فاختار الطرفان التهدئة مرحليًا عبر “إطار عمل مبدئي” بدلاً من اتفاق نهائي.
الصين تمسك بمفتاح التكنولوجيا
تُسيطر الصين على نحو 90% من إنتاج العناصر الأرضية النادرة، وهي معادن تُعتبر القلب النابض لصناعات المستقبل — من الشرائح الإلكترونية إلى محركات الطائرات.
تأجيل الصين لتطبيق نظام تراخيص المعادن لمدة عام يُعد خطوة تكتيكية تمنحها وقتًا لإعادة التموضع دون التراجع عن سياستها طويلة المدى.
فول الصويا يعود إلى الطاولة
إحدى النقاط المفصلية في المفاوضات كانت الزراعة، إذ توقفت الصين عن شراء فول الصويا الأميركي منذ سبتمبر الماضي مفضّلةً الموردين من البرازيل والأرجنتين.
الآن، ومع هدنة الرسوم، تعود بكين لاستئناف الشراء، ما يمنح مزارعي الوسط الأميركي دفعة معنوية واقتصادية مهمة، خصوصًا في موسم انتخابي حاسم للرئيس ترامب.
بنود الاتفاق وتأثيرها الاقتصادي
| البند | الوصف | التأثير الاقتصادي المتوقع |
|---|---|---|
| تعليق الرسوم الجمركية الأميركية | واشنطن تؤجل فرض رسوم 100% على الواردات الصينية. | تهدئة مؤقتة في الأسواق وتحسن في أسعار الأسهم الصناعية. |
| تأجيل الصين لنظام تراخيص المعادن | بكين ترجئ تطبيق القيود على صادرات المعادن الاستراتيجية لمدة عام. | استقرار أسعار المعادن النادرة وتخفيف الضغط على الصناعات التقنية. |
| استئناف شراء فول الصويا الأميركي | الصين تعيد شراء فول الصويا من المزارعين الأميركيين بعد توقف مؤقت. | دعم مباشر لقطاع الزراعة الأميركي وتحسن في الميزان التجاري. |
| مناقشة ملف تيك توك | الجانبان يبحثان ترتيبات نقل ملكية التطبيق للولايات المتحدة. | يؤثر على سوق التكنولوجيا ويعيد رسم حدود السيطرة الرقمية. |
| ملف الفنتانيل والتجارة غير الشرعية | التعاون في مكافحة تهريب المواد المخدرة ضمن الاتفاق الشامل. | تحسين صورة العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الأمني. |
| الاجتماع الرئاسي في كوريا الجنوبية | لقاء مرتقب بين ترامب وشي لتثبيت بنود الاتفاق رسميًا. | قد يحدد مستقبل الهدنة التجارية ويفتح باب صفقات أوسع. |
اتفاق اقتصادي أم صفقة سياسية؟
يتجاوز الاتفاق الجانب التجاري البحت، فالمحادثات تناولت ملفات حساسة مثل نقل ملكية “تيك توك” إلى الولايات المتحدة، ومكافحة الفنتانيل، والمخاوف حول تايوان.
بعبارة أخرى، يبدو أن واشنطن تسعى لصفقة شاملة تشمل الاقتصاد والتكنولوجيا والأمن الإقليمي.
ما الذي ينتظر العالم؟
من المرجّح أن:
- تُمدَّد هدنة الرسوم حتى نهاية العام.
- تشهد الأسواق استقرارًا نسبيًا في أسعار المعادن النادرة.
- تتزايد الجهود الأميركية لتقليل الاعتماد على الصين عبر مشاريع التعدين في كندا وأستراليا.
لكن في المقابل، أي تصعيد حول تايوان أو ملف التكنولوجيا قد يفجّر التفاهمات الهشّة ويعيد حرب الرسوم من جديد.
انعكاسات اقتصادية عالمية
توقّع محللون أن يؤدي الاتفاق إلى:
- انتعاش مؤقت في البورصات الأميركية والآسيوية.
- انخفاض محدود في أسعار المعادن الصناعية.
- تحسن مؤقت في ثقة المستثمرين الدوليين.
لكن أغلب الخبراء يؤكدون أن الاتفاق ليس سوى هدنة سياسية اقتصادية قصيرة الأجل.
رؤية تحليلية
الاتفاق المبدئي لا يعني مصالحة كاملة. فالولايات المتحدة ترى أن المعركة الحقيقية حول الهيمنة التكنولوجية، فيما تعتبر الصين أن السيطرة على الموارد النادرة هي ضمانة لعدم خنقها اقتصاديًا.
إنها لعبة “تبادل الوقت بالنفوذ” — كل طرف يمنح نفسه فرصة للتقاط الأنفاس قبل الجولة القادمة.
رغم الأجواء الإيجابية، يظل الاتفاق المبدئي بين واشنطن وبكين مرحلة مؤقتة في صراع طويل الأمد.
الاقتصاد العالمي يتنفس الصعداء مؤقتًا، لكن جذور التوتر — من المعادن إلى الذكاء الاصطناعي — ما تزال تتعمق. والسؤال الذي سيحكم المرحلة المقبلة:
هل يتحول التعاون إلى شراكة واقعية، أم تُستأنف الحرب بأدوات أكثر ذكاءً؟
المصدر:
رويترز، أسوشيتد برس، تصريحات رسمية أميركية وصينية على هامش قمة آسيان.
الأسئلة الشائعة
ما هو جوهر الاتفاق الأميركي الصيني الجديد؟
يتعلق بتعليق الرسوم الأميركية على الصين وتأجيل الصين قيود تصدير المعادن الاستراتيجية لمدة عام لبحث سياسات جديدة.
لماذا تُعد المعادن الاستراتيجية مهمة في هذا الصراع؟
لأنها تدخل في تصنيع التكنولوجيا المتقدمة كالسيارات الكهربائية وأشباه الموصلات والصواريخ.
هل ينهي الاتفاق الحرب التجارية بين البلدين؟
لا، هو هدنة مؤقتة لتخفيف التوتر وإعادة تقييم المواقف، وليس اتفاقًا نهائيًا.
ما المكاسب الأميركية من الاتفاق؟
عودة الصين لشراء فول الصويا الأميركي، وتخفيف الضغط على الصناعات الأميركية عالية التقنية.
هل يتوقع استمرار الهدنة التجارية؟
من المحتمل تمديدها لبضعة أشهر، لكن أي أزمة حول تايوان أو تيك توك قد تعيد التصعيد.



