إيلون ماسك يستقبل من جين-سون هوانغ حاسوب DGX Spark الخارق للذكاء الاصطناعي

في لحظة حملت الكثير من الرمزية لمستقبل الذكاء الاصطناعي، ظهر إيلون ماسك إلى جانب المدير التنفيذي لشركة NVIDIA، جين-سون هوانغ، في لقاء ودي داخل مصنع SpaceX في “ستاربيس – تكساس”، حيث قدّم هوانغ لماسك أحدث إبداعات الشركة: الحاسوب الخارق DGX Spark.

المشهد بدا بسيطًا، لكن مضمونه كان أعمق من مجرد تسليم جهاز. فالحوار القصير الذي دار بين الرجلين — وتشاركه ماسك لاحقًا عبر حسابه على منصة X — كشف عن مرحلة جديدة في علاقة التكنولوجيا بالصناعة، وعن كيف يتحول الذكاء الاصطناعي من مفهوم برمجي إلى قوة مادية تُبنى بها المصانع وتُطلق بها الصواريخ.

“كل شيء بدأ عام 2016 مع أول حاسوب DGX-1… لم يُبدِ أحد اهتمامًا إلا أنت يا إيلون.”
— جين-سون هوانغ

قالها هوانغ بابتسامة، مشيرًا إلى أن ماسك كان من أوائل من أدركوا إمكانيات الحوسبة المخصصة للذكاء الاصطناعي. اليوم، بعد تسع سنوات، يعود ليهديه DGX Spark — حاسوب صغير الحجم بحجم صندوق حذاء تقريبًا، لكنه قادر على تشغيل نماذج ذكاء اصطناعي تضم مئات المليارات من المعاملات الحسابية.

من DGX-1 إلى DGX Spark: عشر سنوات من التطور

ما قدّمه هوانغ لماسك لم يكن مجرد جيل جديد من الأجهزة، بل رمزًا لتطور الذكاء الاصطناعي نفسه. فبينما احتاجت أجهزة DGX الأولى إلى مراكز بيانات ضخمة وتبريد صناعي، يأتي DGX Spark ليضغط هذه القوة في جهاز لا يتجاوز استهلاكه 170 واط، مع أداء يصل إلى 1 بيتابلوب في الثانية.

تستخدم وحدة DGX Spark معمارية Grace Blackwell الجديدة التي تدمج وحدة المعالجة المركزية والرسومية في شريحة واحدة، مع ذاكرة موحدة تبلغ 128 جيجابايت، ما يسمح بتشغيل نماذج ضخمة بكفاءة غير مسبوقة.

إنها قفزة تجعل “الذكاء الفائق” في متناول اليد، وتفتح الباب أمام مختبرات ومهندسين صغار لتجربة ما كان في السابق حكرًا على عمالقة التكنولوجيا.

ماسك وهوانغ.. منافسة تعاونية

المفارقة أن هذا اللقاء يجمع بين شخصين يقفان على طرفي سباق الذكاء الاصطناعي:

• هوانغ يمثل قوة العتاد (Hardware) التي تُزوّد العالم بقدرات المعالجة.
• ماسك يمثل الطموح البشري لبناء ذكاء عام من خلال شركات مثل xAI وTesla وSpaceX.

ومع ذلك، فإن المشهد الودي بينهما في مصنع الصواريخ يوضح أن التنافس لا يُلغي الاحترام المتبادل. فكلاهما يرى في الآخر ركيزة ضرورية لبناء مستقبل الذكاء الاصطناعي المتكامل — بين العقل الرقمي والجسد الصناعي.

نحو جيل جديد من الحوسبة

إذا كان ظهور DGX Spark مع ماسك يحمل رسالة، فهي أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حكرًا على الشركات العملاقة. قريبًا، قد نرى شركات ناشئة أو حتى فرقًا بحثية صغيرة تمتلك قدرات كانت سابقًا تتطلب مراكز بيانات كاملة.

ومع تسليم أول وحدة من Spark إلى SpaceX، يبدو أن التعاون بين NVIDIA وxAI لن يتوقف هنا — بل سيكون مقدمة لعصر تُبنى فيه مصانع وصواريخ تعمل بذكاء اصطناعي على الحافة (Edge AI)، وليس في السحابة فقط.

لمحة عن مواصفات DGX Spark

يأتي DGX Spark بتصميم مدهش يجمع بين القوة والكفاءة في حجم صغير لا يتجاوز 15 × 15 × 5 سنتيمترات، ويعمل بمعمارية NVIDIA Grace Blackwell التي تدمج وحدة المعالجة المركزية (CPU) ووحدة الرسوميات (GPU) في شريحة واحدة.

يضم المعالج عشرين نواة ARM (عشر نوى أداء وعشر نوى كفاءة)، وذاكرة موحّدة بسعة 128 جيجابايت LPDDR5x بسرعة نقل تصل إلى 273 جيجابايت في الثانية.

كما يحتوي على تخزين NVMe بسعة تصل إلى 4 تيرابايت، ويقدّم أداءً مذهلًا يصل إلى 1 بيتابلوب في دقة FP4، مع استهلاك طاقة يقارب 170 واط فقط.

هذا التوازن بين الأداء والكفاءة يجعل Spark أقرب إلى حاسوب ذكاء اصطناعي مكتبي يمكن وضعه على مكتب مهندس أو باحث، بدلًا من حجز مساحة في مركز بيانات.