إعلان

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تحاول حكومة الاحتلال قلب الصورة المأساوية التي باتت تسيطر على الرأي العام العالمي. ومع استمرار جرائم القصف والتجويع، اختارت حكومة بنيامين نتنياهو سلاحًا آخر: الدعاية الرقمية المدفوعة.

أموال طائلة لتلميع الجرائم

وفق تقارير إسرائيلية، خصصت الحكومة نحو 51.8 مليون دولار لعقود دعائية مع شركات كبرى مثل غوغل (26.8 مليون دولار)، يوتيوب (17.9 مليون دولار)، منصة “إكس” (3 ملايين دولار)، إضافة إلى منصات إسرائيلية محلية مثل “آوت براين – تيادس” (4.2 ملايين دولار).

تهدف هذه الأموال إلى إنتاج وبث مقاطع فيديو ومحتويات موجهة تحاول تصوير الأوضاع في غزة بصورة “أقل مأساوية”، بل وإنكار مظاهر التجويع التي وثقتها تقارير المنظمات الإنسانية والصحفيون الفلسطينيون على الأرض.

التلاعب بالسردية الرقمية

من بين الأمثلة على ذلك، نشر مقطع دعائي على يوتيوب بعنوان: “هناك طعام في غزة.. أي ادعاء آخر كذب”، والذي حصد ملايين المشاهدات. لكن الواقع الميداني يثبت عكس ذلك: إغلاق المعابر، منع دخول المساعدات، واستهداف مراكز توزيع الغذاء، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 2430 مدنياً أثناء بحثهم عن المساعدات، بينهم مئات الأطفال.

الإعلام في مواجهة الدعاية

رغم الأموال الطائلة، تمكن الصحفيون الفلسطينيون من فضح حقيقة ما يجري. دفعوا أرواحهم ثمناً، إذ تشير الإحصاءات إلى استشهاد 248 صحفياً منذ بداية العدوان، بينهم مراسلون نقلوا للعالم صور النساء والأطفال وهم يسقطون جوعاً.

إعلان

هذا التضارب بين الواقع الدموي والدعاية الرقمية يعكس حجم الفجوة بين ما تحاول إسرائيل بيعه للرأي العام الغربي، وما يوثقه الميدان يوماً بعد يوم.

تحليل ورأي

يمكن القول إن هذه الحملة ليست مجرد دعاية، بل حرب رقمية موازية تهدف إلى غسل جرائم حرب موثقة بالأدلة. لكنها في الوقت نفسه تكشف عن أزمة إسرائيلية عميقة: فقدان السيطرة على الرأي العام العالمي، خاصة مع تصاعد الأصوات في أوروبا وأميركا التي تطالب بمحاسبة الاحتلال.

إن إنفاق عشرات الملايين على محاولات فاشلة لتبييض الصورة قد يمنح إسرائيل بعض المساحة الإعلامية المؤقتة، لكنه يزيد من عزلتها الدولية على المدى الطويل. فالمجتمعات الغربية باتت أكثر قدرة على التحقق من المعلومات، وأكثر تفاعلاً مع المحتوى الميداني الذي يقدمه المواطنون والصحفيون على حد سواء.

ماذا يُتوقع؟

من المرجح أن تستمر إسرائيل في ضخ الأموال داخل شركات التقنية العالمية، لكن تأثير هذه الحملات سيتضاءل أمام الصور الحية القادمة من غزة. المستقبل القريب سيشهد على الأرجح تحولاً أكبر نحو محاسبة إسرائيل دولياً، خاصة مع تنامي دور الإعلام المستقل وتوثيق الجرائم في زمن لم يعد فيه التلاعب بالسرديات سهلاً كما في الماضي.

المصدر:

  • صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية
  • موقع دوب سايت نيوز الاستقصائي
  • المكتب الإعلامي الحكومي في غزة
  • وزارة الصحة في قطاع غزة

الأسئلة الشائعة

س: كم أنفقت إسرائيل على حملاتها الدعائية الرقمية؟

ج: نحو 51.8 مليون دولار خلال ستة أشهر، موزعة على غوغل ويوتيوب وإكس ومنصات أخرى.

س: ما الهدف من هذه الحملات؟

ج: تبييض الجرائم، إنكار التجويع في غزة، وتقديم رواية دعائية للرأي العام العالمي.

س: هل تؤثر هذه الحملات على الرأي العام؟

ج: تأثيرها محدود، إذ يواجهها محتوى ميداني وصور توثيقية تكشف الحقيقة.

س: كم عدد الصحفيين الذين استشهدوا في غزة؟

ج: 248 صحفياً منذ بداية الحرب، وفق المكتب الإعلامي في غزة.

س: ما المتوقع مستقبلاً؟

ج: تزايد عزلة إسرائيل دولياً مع استمرار توثيق الجرائم رغم محاولات الدعاية.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version