إجابات أحمد الشرع الجريئة في مقابلة “60 دقيقة” تشعل مواقع التواصل

ذكاء الرد وهدوء الثقة

أشعلت مقابلة الرئيس السوري أحمد الشرع مع الإعلامية الأميركية مارغريت برينان مواقع التواصل الاجتماعي بعد بثها ضمن برنامج “60 دقيقة” على شبكة سي بي إس، حيث أثارت ردوده المختصرة والعميقة نقاشات واسعة بين المتابعين داخل سوريا وخارجها.

عندما سألته برينان عن تصنيفه السابق “كإرهابي” من قبل واشنطن وعن المكافأة البالغة 10 ملايين دولار التي رُصدت للقبض عليه، أجاب الشرع بابتسامة هادئة:

“خسروها، لم يكن مجديًا تبذير تلك الأموال.”

ثم أضاف موضحًا:

“نحن نتحدث عن 25 سنة مضت. كنت في الـ17 أو الـ18 من عمري آنذاك، مستوى الوعي لديك الآن مختلف عما كان عليه قبل 20 عاما”

إعلان

هذا الرد القصير حمل بين طيّاته أكثر من معنى، إذ قرأه كثيرون كرسالة رمزية عن تحوّل الوعي الشخصي والسياسي في سوريا خلال العقود الأخيرة.

مزيج من الحزم والسخرية الذكية

في مقطع آخر من المقابلة، طرحت برينان سؤالًا عن لقاء الشرع بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي وصفه بأنه “وسيم وصلب وصاحب ماضٍ قوي”. فجاء رد الشرع بخفة ظل لافتة:

“هل تشكون في ذلك؟”
لتجيبه برينان ضاحكة: “ليس لدي أدنى شك في قوة ماضيك.”

هذا التبادل الساخر حمل نبرة دبلوماسية تجمع بين الثقة بالنفس والقدرة على تحويل الموقف الإعلامي الصعب إلى لحظة إنسانية خفيفة، وهو ما جعل الجمهور يتفاعل بقوة مع المقابلة.

تفاعل جماهيري واسع

حظيت المقاطع المنتشرة من المقابلة بملايين المشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه البعض بـ“الرئيس الذكي الذي يعرف متى يصمت ومتى يرد”، فيما كتب آخرون أن “سوريا باتت تمتلك رجل دولة هادئًا يعرف كيف يخاطب الإعلام الغربي بلغة مختلفة”.

وغرد أحد السوريين قائلاً:

“رهيب هذا الرجل وسريع البديهة. لو وجه هذا السؤال لبشار الأسد، لكانت إجابته: دعيني أولا أعرف مصطلح الوسامة وماذا تعني، وكيف يتصف الرجل بها، وأيضا لنفهم معنى القوة، ضروري أن تنام التي طرحت السؤال وينام المشاهدون ولا أحد يفهم شيئا”

تحليل: ما وراء الأسلوب

يُجمع المراقبون أن أسلوب أحمد الشرع في الحوار يجمع بين الواقعية السياسية والوعي الإعلامي الحديث، فهو يدرك أهمية الصورة والعبارة القصيرة في زمن المنصات الرقمية.

إجابات مثل “خسروها” لم تكن مجرد رد ساخر، بل رسالة ضمنية عن زوال سرديات الماضي وبداية مرحلة أكثر نضجًا في الخطاب السوري الخارجي.

كما يرى بعض المحللين أن هذه المقابلة جاءت في توقيتٍ حساس لإعادة تقديم صورة سوريا في الإعلام الأميركي بطريقة مختلفة، توازن بين الثقة والانفتاح.

نظرة مستقبلية

من المتوقع أن تفتح هذه المقابلة الباب لمزيد من الحوارات الدولية مع القيادة السورية الجديدة، خصوصًا مع تنامي الاهتمام الغربي بكيفية تعاطي دمشق مع الملفات الإقليمية.

وإذا استمر الشرع بهذا النهج المتزن والمباشر، فقد تتحول مقابلاته إلى مدرسة جديدة في الإعلام السياسي العربي.

المصدر:

شبكة CBS – برنامج “60 دقيقة”، تفاعل مستخدمين على المنصات الاجتماعية.