في خطوة جريئة، أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي الأمريكية “أوبن إيه آي” عن إزالة حسابات لمستخدمين من الصين وكوريا الشمالية، متهمةً إياهم باستغلال تقنياتها لأغراض غير قانونية، مثل التجسس والتأثير على الرأي العام.
جاء هذا القرار بعد تحقيقات أجرتها الشركة، حيث كشفت أن بعض المستخدمين استغلوا شات جي بي تي في أنشطة إلكترونية مشبوهة تهدد الأمن القومي الأمريكي.
وقالت الشركة في تقريرها:
“قد تكون هذه الأنشطة أداة في يد الأنظمة الاستبدادية، حيث يتم استغلال الذكاء الاصطناعي ضد الولايات المتحدة وحتى ضد شعوب هذه الدول.”
لكن أوبن إيه آي لم تقدم تفاصيل محددة حول عدد الحسابات المحظورة أو المدة الزمنية التي جرى فيها هذا الإجراء.
كيف تم استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض غير قانونية؟
أوضح تقرير رويترز أن المستخدمين المحظورين استغلوا شات جي بي تي في عدة أنشطة غير مشروعة، منها:
1. إنشاء مقالات إخبارية مزيفة للتأثير على الرأي العام
- قام مستخدمون مجهولون بجعل “شات جي بي تي” يكتب مقالات باللغة الإسبانية تهاجم الولايات المتحدة.
- تم نشر هذه المقالات في وسائل إعلام رئيسية في أمريكا اللاتينية تحت اسم شركة صينية وهمية.
2. تزوير هويات للحصول على وظائف غربية
- أشخاص يُعتقد بارتباطهم بكوريا الشمالية استخدموا الذكاء الاصطناعي لإنشاء سير ذاتية مزيفة.
- الهدف كان التقديم على وظائف في شركات أمريكية وأوروبية للحصول على معلومات داخلية بطريقة احتيالية.
3. عمليات احتيال مالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي
- مجموعة في كمبوديا استخدمت “شات جي بي تي” لترجمة وإنشاء تعليقات تلقائية.
- تم استغلال هذه التعليقات في مخططات احتيالية عبر منصات مثل فيسبوك وإكس (تويتر سابقًا).
قلق أمريكي من استخدام الصين وكوريا الشمالية للذكاء الاصطناعي
أعربت الحكومة الأمريكية عن مخاوف متزايدة من استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الصين وكوريا الشمالية لأغراض:
- مراقبة السكان وقمع الحريات.
- نشر معلومات مضللة والتلاعب بالإعلام.
- تهديد الأمن السيبراني للولايات المتحدة وحلفائها.
وقد دفع هذا القلق “أوبن إيه آي” لاتخاذ إجراءات صارمة لحماية منصتها من الاستخدام غير المشروع من قبل حكومات أو جهات معادية.
شات جي بي تي: النمو السريع والتحديات الأمنية
يُعد شات جي بي تي من أشهر نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تجاوز عدد المستخدمين النشطين أسبوعيًا 400 مليون مستخدم.
وفي ظل هذا النمو السريع، تجري الشركة محادثات لجمع 40 مليار دولار، بتقييم قدره 300 مليار دولار، مما قد يجعلها من أكبر شركات الذكاء الاصطناعي عالميًا.
لكن مع التوسع الكبير، تواجه “أوبن إيه آي” تحديات أمنية متزايدة، أبرزها:
- منع استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض سياسية أو إجرامية.
- ضمان عدم استخدامه في عمليات الاحتيال والتزييف الرقمي.
- الحفاظ على توازن بين حرية الاستخدام والأمان السيبراني.
هل يؤثر الحظر على مستقبل الذكاء الاصطناعي؟
يُظهر هذا الحظر أن الذكاء الاصطناعي بات ساحة معركة جديدة بين القوى العالمية، حيث تسعى كل دولة إلى تعزيز أمنها الإلكتروني وحماية بياناتها من الاختراقات والتلاعب.
لكن في المقابل، قد يثير هذا القرار تساؤلات حول مستقبل الوصول المفتوح إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصةً في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين وكوريا الشمالية.
هل يؤدي هذا الحظر إلى مزيد من القيود على استخدام الذكاء الاصطناعي عالميًا؟
الأيام القادمة ستكشف كيف ستتعامل الشركات والحكومات مع هذا التحدي المتنامي.
بينما تستمر “أوبن إيه آي” في تطوير تقنياتها وحمايتها من الاستغلال، تبقى المخاطر الأمنية محور النقاش العالمي حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في العصر الرقمي.
[…] نجاحه الفني، بل رحلته في ريادة الأعمال واستثماره في التكنولوجيا والشركات […]
[…] هذا النظام الرقمي بأقصى درجة. ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف المجالات. تتطور منصة نظام نور باستمرار، مما […]