النقاط الرئيسية
- ميرتس أعلن أن الحرب في سوريا انتهت ودعا الشرع إلى برلين.
- وزير الخارجية الألماني شكك في واقعية العودة بسبب دمار المدن.
- أكثر من 950 ألف سوري يعيشون حاليًا في ألمانيا.
- الملف يثير انقسامًا سياسيًا بين التيار الإنساني والمحافظ.
- خبراء يتوقعون بداية مرحلة “العودة الطوعية المشروطة”.
في خطوة مفاجئة، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن “الحرب في سوريا انتهت”، داعيًا الرئيس السوري أحمد الشرع إلى زيارة برلين لإجراء محادثات بشأن ترحيل السوريين مرتكبي الجرائم وعودة اللاجئين. التصريح الذي حمل طابعًا سياسيًا حساسًا، أعاد إلى الواجهة النقاش القديم الجديد حول مستقبل قرابة مليون لاجئ سوري يعيشون في ألمانيا منذ سنوات الحرب.
موقف ألماني جديد: من الإيواء إلى الإعادة
منذ عام 2015، كانت ألمانيا إحدى أكثر الدول استقبالًا للاجئين السوريين، إذ منحت الحماية لمئات الآلاف منهم هربًا من الحرب. إلا أن تصريحات ميرتس الأخيرة تمثل تحولًا واضحًا في الخطاب السياسي الألماني، حيث قال خلال زيارة لمدينة هوزوم:
“لقد انتهت الحرب في سوريا، ولم يعد هناك مبرر لطلب اللجوء في ألمانيا، ولذلك يمكننا البدء بعمليات الترحيل.”
وأضاف أن برلين تعتزم المشاركة في جهود إعادة الاستقرار في سوريا، معربًا عن أمله في عودة اللاجئين “طوعًا” للمساهمة في إعادة الإعمار.
الانقسام داخل الحكومة الألمانية
ورغم الحماس الذي أبداه المستشار، فإن أصواتًا داخل الحكومة الألمانية، وعلى رأسها وزير الخارجية يوهان فاديفول، بدت أكثر حذرًا. فقد صرح الوزير خلال زيارته إلى منطقة حرستا المدمرة قرب دمشق قائلًا:
“هنا بالكاد يستطيع الناس أن يعيشوا بكرامة بحق.”
تصريحه يعكس وجود خلاف داخلي بين التيار السياسي المحافظ والتيار الإنساني في ألمانيا حول توقيت إعادة اللاجئين، ومدى واقعية القول بأن “الحرب انتهت” في بلد ما زال يعاني من دمار بنيوي واقتصادي وإنساني واسع النطاق.
أرقام تكشف حجم التحدي
وفقًا لبيانات وزارة الداخلية الألمانية، بلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا حتى أغسطس الماضي 951,406 أشخاص، بينهم 920 شخصًا فقط ملزمون بمغادرة البلاد بسبب انتهاء تصاريح الإقامة أو رفض طلبات اللجوء.
ورغم أن بعضهم اندمج في المجتمع الألماني عبر العمل والتعليم، فإن جزءًا آخر يواجه صعوبات في اللغة والتأهيل وفرص العمل، ما يجعل فكرة العودة بالنسبة لهم محفوفة بالمخاطر.
رؤية برلين: بين السياسة والواقع
تسعى الحكومة الألمانية إلى تحقيق توازن بين الضغوط السياسية الداخلية، خصوصًا مع ارتفاع التأييد لحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) المناهض للهجرة، وبين الالتزامات الإنسانية التي فرضتها اتفاقيات اللجوء الأوروبية.
يرى مراقبون أن الدعوة لزيارة الرئيس الشرع تعني فتح قناة سياسية جديدة بين برلين ودمشق، بعد سنوات من القطيعة، ما قد يمهد الطريق لاتفاقات حول إعادة اللاجئين والتعاون الأمني وإعادة الإعمار.
واقعية أم مغامرة سياسية؟
من الواضح أن تصريح ميرتس لم يكن مجرد موقف فردي، بل إشارة سياسية موجهة إلى الداخل الألماني أكثر من كونها دعوة عملية لعودة فورية. فالوضع في سوريا لا يزال هشًا، خصوصًا في البنية التحتية، الكهرباء، التعليم، والرعاية الصحية.
لكن من جهة أخرى، تشهد سوريا استقرارًا نسبيًا في بعض المناطق، وتزايدًا في عودة اللاجئين من لبنان والأردن وتركيا، وهو ما قد يشجع ألمانيا على اختبار العودة الطوعية بشكل محدود في البداية.
ويرى خبراء أن هذا التحول في الخطاب الألماني قد يعكس توجهًا أوروبيًا عامًا نحو إعادة تقييم سياسات اللجوء، في ظل تصاعد الأعباء الاقتصادية والاجتماعية في القارة.
المصدر:
وزارة الداخلية الألمانية، DW، Reuters
أسئلة شائعة
هل فعلاً انتهت الحرب في سوريا كما تقول ألمانيا؟
الحرب تراجعت من حيث العمليات العسكرية الواسعة، لكن لا تزال هناك مناطق غير مستقرة اقتصاديًا وأمنيًا.
هل يمكن لألمانيا ترحيل اللاجئين السوريين بالقوة؟
قانونيًا، يمكن الترحيل فقط في حال اعتُبرت سوريا “دولة آمنة”، وهو أمر لم تُقرّه برلين بعد.
ما موقف الاتحاد الأوروبي من هذه التصريحات؟
الاتحاد الأوروبي لم يعلن دعمًا رسميًا، لكنه يدرس استراتيجيات لتقليص أعداد اللاجئين عبر العودة الطوعية.
هل يمكن أن تبدأ عودة اللاجئين السوريين قريبًا؟
من المرجح أن تبدأ بشكل رمزي ومحدود في مناطق تعتبرها ألمانيا آمنة نسبيًا.
ما هي التحديات أمام إعادة الإعمار في سوريا؟
تشمل العقوبات الدولية، نقص التمويل، ضعف البنية التحتية، وهجرة الكفاءات.



