أطعمة تضر معدتك عند تناولها صباحًا على معدة فارغة

هل تبدأ يومك بكوب قهوة سوداء أو عصير برتقال طازج؟ قد تبدو هذه العادات صحية، لكنها في الواقع من أكثر الأخطاء الصباحية شيوعًا.

فالمعدة عند الاستيقاظ تكون في حالة حساسة جدًا، وأي طعام غير مناسب يمكن أن يسبب حرقة أو انتفاخًا أو اضطرابًا في الجهاز الهضمي طوال اليوم.

أولًا: الحمضيات 🍊

الفواكه الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والجريب فروت والليمون مفيدة في دعم المناعة وتجديد البشرة، لكنها ليست الخيار الأمثل على معدة فارغة.

فحموضتها العالية يمكن أن تهيّج بطانة المعدة وتُسبب حرقة أو ارتجاعًا لدى الأشخاص الحساسين. كما أنها قد تُخلّ بتوازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يؤدي إلى بطء في الهضم لاحقًا.

ولهذا ينصح أطباء الجهاز الهضمي بتناول الحمضيات بعد وجبة خفيفة أو دمجها مع أطعمة قلوية مثل الشوفان أو المكسرات.

ثانيًا: القهوة السوداء ☕

لا شيء ينافس رائحة القهوة الصباحية، لكن كوب القهوة على معدة فارغة يُحفّز إفراز حمض المعدة دون وجود طعام يهضمه، ما يُسبب شعورًا بالحرقة وعدم الراحة.

كما أن الكافيين يرفع مستويات الكورتيزول — هرمون التوتر — في وقت يحتاج فيه الجسم إلى التوازن، لا إلى التحفيز المفرط.

كما يؤدي الكافيين إلى زيادة مؤقتة في الأدرينالين، ما يسبب جفافًا خفيفًا ويُربك عملية الهضم الطبيعية لدى البعض، خصوصًا إذا لم يتم شرب ماء كافٍ في الصباح.

وبحسب دراسة حديثة من Journal of Nutrition, تناول القهوة قبل الإفطار يزيد احتمالية اضطرابات الهضم بنسبة 35%.

لذلك، من الأفضل تأجيل فنجان القهوة لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد تناول طعام خفيف، أو استبداله مؤقتًا بشاي الأعشاب الدافئ أو كوب ماء فاتر.

ثالثًا: الأطعمة الحارة 🌶️

الأطعمة الغنية بالكابسيسين (مثل الفلفل الحار) قد تكون منشطة للدورة الدموية، لكنها تُعتبر “عدوًا مبكرًا” للمعدة الفارغة. فهي تُحفّز العصارات الهضمية بشكل مفرط وتزيد من احتمالية حدوث تقلصات أو إسهال أو حرقة. ولدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب المعدة أو القولون العصبي، قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض بشكل واضح.

ينصح الخبراء بتناول الأطعمة الحارة في منتصف اليوم عندما يكون الجهاز الهضمي في ذروته وليس في بدايته.

بدائل صحية مثالية لبدء اليوم 🍌

لكي يبدأ الجسم يومه بأريحية، يُفضَّل تناول أطعمة معتدلة القلوية وسهلة الهضم، مثل:

• الموز: غني بالألياف والبوتاسيوم ويخفف الحموضة.
• اللوز المنقوع: يوازن أحماض المعدة ويمنح طاقة طبيعية.
• البابايا: تحتوي على إنزيمات تساعد في تفكيك البروتين وتحسين الهضم.
• الشوفان أو خبز الحبوب الكاملة: يمنح إحساسًا بالشبع ويحمي بطانة المعدة.

كما أن شرب كوب من الماء الفاتر أو شاي الزنجبيل قبل الإفطار يساعد على تهيئة الجهاز الهضمي للعمل بشكل مثالي.

هل قطعة الحلوى🍬 تُحمي المعدة قبل القهوة أو السيجارة؟ بين المعتقد والطب

يظن بعض المدخنين أن تناول كوب ماء أو قطعة صغيرة من الحلوى قبل القهوة والسيجارة يكفي لتجنّب أضرار “المعدة الفارغة”.
لكن من وجهة نظر طبية، هذا الاعتقاد غير دقيق تمامًا.

فالقطعة السكرية لا تُعدّ طعامًا فعليًا، ولا تُكوّن طبقة واقية على جدار المعدة كما يتخيل البعض، بل على العكس، تزيد من إفراز الأحماض الهضمية بشكل أسرع.

السكريات البسيطة (مثل الشوكولاتة أو الحلوى) تُمتص بسرعة في الدم، مما يرفع مستوى السكر والجلوكوز مؤقتًا، ثم ينخفض بسرعة خلال أقل من ساعة، وهذا يُسبب شعورًا بالدوار أو الجوع الشديد لاحقًا.

أما بالنسبة للمدخنين، فالجمع بين السكر + النيكوتين + الكافيين يُشكل مزيجًا مثاليًا لتهييج بطانة المعدة، لأن الثلاثة يحفزون إفراز الأحماض والعصارة الصفراوية في وقت واحد.

لهذا، لا تُعتبر قطعة الحلوى حلًا واقيًا أو بديلًا عن الفطور، بل مجرد خدعة مؤقتة تمنح إحساسًا زائفًا بالراحة.

ينصح الأطباء بأن تكون أبسط وجبة قبل القهوة والسيجارة مكوّنة من شيء يحتوي على ألياف أو دهون خفيفة — مثل بضع مكسرات، أو قطعة توست، أو ملعقة زبدة فول سوداني — لأنها تُبطئ امتصاص الكافيين والنيكوتين وتُقلل من تهيّج المعدة.

رأي الخبراء

يرى اختصاصيو التغذية أن الوعي الصباحي بالعادات الغذائية لا يقل أهمية عن نوع الطعام نفسه.

وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2023، فإن نحو 40% من البالغين يعانون من اضطرابات هضمية صباحية ترتبط بعادات الإفطار الخاطئة، مثل شرب القهوة قبل الأكل أو تناول أطعمة عالية الحموضة.

وعلى شبكات التواصل، يتبادل الناس تجاربهم حول كيفية تغيّر طاقتهم ومزاجهم بعد تعديل فطورهم اليومي لتجنّب هذه الأطعمة المهيّجة.

نصائح عملية لفطور صحي ومتوازن

• ابدأ يومك بكوب ماء فاتر لتنشيط الجهاز الهضمي.
• تناول وجبة خفيفة تحتوي على ألياف وبروتين مثل الزبادي أو البيض المسلوق.
• تجنّب العصائر السكرية في أول ساعة بعد الاستيقاظ.
• أضف مصدرًا بسيطًا من الدهون الصحية مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو.
• اجعل فطورك ثابتًا في التوقيت لتساعد معدتك على التكيف.

يتجه الطب الحديث نحو تخصيص النظام الغذائي لكل شخص بناءً على حساسية معدته ونمطه الحيوي.

بدأت بعض الشركات الطبية في تطوير تطبيقات تحليل الهضم الشخصي مثل ZOE وFitbit Nutrition، والتي تقترح وجبات صباحية بناءً على توازن الأحماض ومستوى الطاقة، وهو اتجاه مرشح لأن يصبح جزءًا من الطب الوقائي اليومي.

المصدر:

Times of India + آراء أطباء وخبراء تغذية محليين.