نظرة عامة: الذهب تحت الحصار
يجد الذهب نفسه في وضع حرج هذا الأسبوع، حيث يحوم بالقرب من أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع. على الرغم من ارتفاعه الطفيف اليوم، إلا أن الشعور السائد في السوق يميل إلى الحذر. ببساطة، تتصارع قوتان رئيسيتان على تحديد اتجاه المعدن النفيس: قوة الدولار الأمريكي التي لا يمكن إنكارها من جهة، وحالة الترقب التي تسبق القرارات النقدية الهامة من جهة أخرى. وبالتالي، يجد المستثمرون أنفسهم في حالة من الترقب، متسائلين عما إذا كان الوقت الحالي يمثل فرصة للشراء أم نذيرًا بمزيد من الانخفاض.
الدولار: المنافس الأبدي للذهب
السبب الرئيسي وراء الضغط الحالي على أسعار الذهب هو صعود مؤشر الدولار الأمريكي، الذي وصل لأعلى مستوياته في أكثر من أسبوع. العلاقة بين الاثنين عادة ما تكون عكسية؛ فعندما يرتفع الدولار، يصبح الذهب أكثر تكلفة على حاملي العملات الأخرى، مما يقلل من جاذبيته ويخفض الطلب عليه. يرى المحلل المالي “كلفن وونغ” من “أواندا” أن “قوة الدولار، مدعومة بتحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين، تشكل رياحًا معاكسة مباشرة للذهب”. هذا التحسن في المعنويات يأتي جزئيًا من التطورات الجيوسياسية التي توحي بانخفاض طفيف في منسوب التوتر العالمي.
“جاكسون هول”: كل الأنظار تتجه نحو باول
تتجه أنظار العالم المالي هذا الأسبوع إلى مدينة جاكسون هول بولاية وايومنغ، حيث تُعقد الندوة السنوية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. الحدث الأبرز سيكون خطاب الرئيس “جيروم باول” يوم الجمعة. يحلل المتداولون كل كلمة في خطابه بحثًا عن أي تلميح حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية، خاصة فيما يتعلق بأسعار الفائدة.
- إذا كان الخطاب متشددًا (يشير إلى استمرار رفع الفائدة أو إبقائها مرتفعة)، فقد يرتفع الدولار أكثر، مما يزيد الضغط على أسعار الذهب.
- إذا كان الخطاب مرنًا (يلمح إلى خفض أسعار الفائدة قريبًا)، فقد ينخفض الدولار، مما يوفر دعمًا قويًا للذهب للارتفاع مجددًا.
تضاف إلى ذلك محاضر اجتماع الفيدرالي لشهر يوليو التي ستصدر اليوم، والتي قد تعطي مزيدًا من الأدلة حول ما يفكر فيه صانعو السياسة.
رؤية متفائلة وسط الضباب
على الرغم من الضغوط الحالية، لا يزال هناك من يراهن على مستقبل مشرق للذهب. مؤسسة “ANZ” المالية أشارت في مذكرة بحثية إلى أن “الخلفية الاقتصادية الكلية من المرجح أن تصبح داعمة للذهب”. وتتوقع المؤسسة أن يبدأ الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة اعتبارًا من سبتمبر، خاصة وأن أي زيادة في الرسوم الجمركية قد تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي، وهو ما سيبقي على جاذبية الذهب كملاذ آمن. تاريخيًا، يزدهر الذهب في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة وفي أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
وجهة نظر تحليلية
يمر الذهب حاليًا بمرحلة “اختبار قوة”. الضغط من الدولار حقيقي وملموس، ولكنه قد يكون قصير المدى. المحرك الأساسي على المدى المتوسط والطويل سيظل السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. إذا بدأت تظهر علامات ضعف في الاقتصاد الأمريكي تجبر الفيدرالي على تغيير مساره نحو التيسير النقدي، فإن أسعار الذهب الحالية قد تبدو كنقطة انطلاق مغرية للغاية. المستثمرون الحكيمون يراقبون بيانات التضخم والنمو عن كثب، لأنها هي التي ستحدد في النهاuttab قرار باول وفريقه.
نبذة عن أداء المعادن الأخرى
لم يكن الذهب وحده في دائرة الضوء، حيث شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة:
- الفضة: تراجعت بنسبة 0.5% مسجلة 37.20 دولار للأونصة.
- البلاتين: ارتفع بنسبة 0.6% ليصل إلى 1,314.25 دولار.
- البلاديوم: انخفض بنسبة 0.6% مسجلاً 1,108.25 دولار.
المصدر:
sa.investing.com
أسئلة شائعة أسعار الذهب اليوم:
1. ما هي الأسباب الرئيسية التي تضغط على أسعار الذهب حاليًا؟
السببان الرئيسيان هما قوة الدولار الأمريكي الذي يجعل الذهب أغلى ثمنًا للمشترين بعملات أخرى، وترقب المستثمرين لنتائج ندوة “جاكسون هول” لتحديد اتجاه السياسة النقدية.
2. ما هو حدث “جاكسون هول” ولماذا هو مهم للذهب؟
هو ندوة سنوية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، ويُعتبر خطاب رئيس الفيدرالي خلالها مؤشرًا هامًا للخطط المستقبلية لأسعار الفائدة. أسعار فائدة أعلى تضر بالذهب، بينما أسعار فائدة أقل تدعمه.
3. هل هناك توقعات إيجابية للذهب على المدى الطويل؟
نعم، بعض المؤسسات مثل “ANZ” تتوقع أن تبدأ أسعار الفائدة في الانخفاض قريبًا، مما سيؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي ويزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن، وبالتالي دعم أسعاره.
