إعلان

شهادة وفاء في زمن المحن

في زمن تتعالى فيه الأصوات حول أدوار المرأة التقليدية والمكتسبة، جاءت كلمات الرئيس السوري أحمد الشرع لتعيد توجيه الأضواء نحو قصص النساء اللواتي يخضن المعارك بصمت وصبر خلف الكواليس. خلال لقاء جمعه بنساء سوريات في دمشق بمناسبة عيد الأضحى 2025، تحدث الشرع عن زوجته لطيفة الدروبي، رفيقة دربه، التي شاركته سنوات من التنقل بين المغارات والمساكن المؤقتة، في ظروف يُصعب تخيلها.

دور المرأة السورية في مواجهة النزوح والاضطراب

14 عامًا من الصمود: التنقل بين 49 منزلًا

كشف الرئيس أن زوجته انتقلت معه عبر 49 مسكنًا خلال 14 عامًا، بمعدل تغيير منزل كل ثلاثة أشهر تقريبًا، في سياق ظروف استثنائية فرضتها الحرب. تجربة كهذه لا تعني فقط تغير الأماكن، بل تقلبًا دائمًا في المشاعر، الأمن، الاستقرار، وحتى في حياة الأطفال إن وُجدوا. وأشار إلى أن الكثير من هذه المساكن كانت مغارات أو مداجن أو أماكن غير مأهولة، استخدمت كملاجئ مؤقتة، مما يبرز حجم التضحية اليومية التي قدمتها زوجته.

المرأة في قلب الأزمات: بين الحماية والقرار

في لحظة إنسانية مؤثرة، أوضح الشرع أنه عرض على زوجته مغادرة البلاد أو الانتقال إلى منطقة أكثر أمانًا مع الأطفال، لكنها كانت ترفض ذلك باستمرار. هذه الرفضة لم تكن مجرد قرار عاطفي، بل موقف مبدئي نابع من شعور بالمسؤولية والمشاركة في المعركة الوطنية، لتبقى الصامدة بجواره في مختلف المحطات.

الشرع: المرأة ركيزة في بناء الدولة الحديثة

أكد الرئيس أن سوريا اليوم تدخل مرحلة جديدة، “مرحلة إعادة بناء الدولة”، وأن المرأة لا يمكن أن تكون غائبة عن هذه المرحلة المفصلية. فهي نصف المجتمع، والمحور الأساسي للأسرة، ولا يمكن تصور عملية النهوض دون دعمها ومشاركتها الفعلية. واعتبر الشرع أن ما قامت به زوجته، وما تفعله آلاف النساء السوريات الأخريات، ليس سوى تجسيد حي لقوة المرأة السورية.

تجربة شخصية تتحول إلى رسالة وطنية

لم يكتف الرئيس بعرض تجربة شخصية، بل وجّه دعوة لتسليط الضوء على قصص النساء السوريات اللواتي كنّ سندًا لرجالهن في أصعب مراحل الحرب، مشيرًا إلى أن النضال ليس فقط في الميدان العسكري أو السياسي، بل في التضحية اليومية، وتحمل أعباء التشرد، ورعاية الأسرة وسط انعدام الاستقرار.

إعلان

خاتمة: صمود النساء.. ذاكرة الوطن الحقيقية

قصة أحمد الشرع وزوجته لطيفة الدروبي هي مرآة تعكس ما عاشته آلاف الأسر السورية بصمت وكرامة. هي أكثر من مجرد حكاية حب أو وفاء؛ إنها شهادة على دور المرأة عندما تتحول الظروف من طبيعية إلى استثنائية. في عالم متغير، تظل هذه القصص مصدر إلهام ووقودًا لاستمرار البناء، لا سيما في مجتمعات تتعافى من الحرب وتعيد اكتشاف ذاتها.

🔗 المصدر:

وكالة الأنباء السورية – سانا


ما هو دور المرأة السورية خلال الأزمات؟

المرأة السورية كانت العمود الفقري للعائلة في أصعب مراحل الحرب، قدمت الصبر والرعاية والدعم، وتحمّلت أعباء التشريد والتغيير الدائم في ظل غياب الأمن.

لماذا أثارت تصريحات أحمد الشرع عن زوجته تفاعلًا واسعًا؟

لأنها قدمت نموذجًا إنسانيًا حقيقيًا عن الشراكة والصمود الأسري، وجسّدت صورة حية لنساء لا يظهرن كثيرًا في الإعلام، لكنهن صانعات حقيقيات للتاريخ.

كيف يُمكن تمكين النساء في مرحلة إعادة الإعمار؟

من خلال إشراكهن في صنع القرار، وتمكينهن اقتصاديًا، وتسليط الضوء على قصصهن الإيجابية، وتوفير بيئة قانونية تدعم مشاركتهن في الحياة العامة.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version