النقاط الرئيسية
- نتنياهو يعلن مطلبًا موسعًا بإنشاء منطقة منزوعة السلاح من دمشق حتى جبل الشيخ.
- الطرح يأتي رغم دعوة واشنطن لإسرائيل إلى عدم عرقلة الانتقال السياسي في سوريا.
- تصاعد التوتر الأمني في الجنوب السوري مع استمرار العمليات الإسرائيلية.
في تصريح جديد يعكس تصاعد التوتر في الجنوب السوري، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تل أبيب تريد إنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد من دمشق وصولًا إلى جبل الشيخ، معتبرًا أن ذلك يمثل شرطًا أساسيًا للوصول إلى أي اتفاق مستقبلي مع القيادة السورية الجديدة.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال زيارته لمستشفى شيبا، حيث التقى جنودًا من اللواء 55 أُصيبوا خلال اشتباكات على الحدود السورية. وأكد خلالها أن الحكومة الإسرائيلية “مصرّة على حماية البلدات الإسرائيلية في الشمال”، وأن أي ترتيبات أمنية يجب أن تضمن “عدم اقتراب القوات السورية الجديدة من خط الحدود”.
منطقة أوسع من اتفاق 1974
التصريح يعيد رسم مبدأ المنطقة العازلة، لكن بامتداد أكبر بكثير من اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، والذي حدد منطقة خالية من السلاح محدودة العمق في الجولان. أما الآن، فتطالب إسرائيل بمنطقة تمتد من داخل دمشق نفسها وحتى قمة جبل الشيخ.
تباين مع موقف واشنطن
التصريحات تأتي بعد يوم واحد من دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل بـ“عدم اتخاذ خطوات قد تُربك العملية السياسية في سوريا”، مشيدًا بأداء الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع.
كما شدّد ترامب على أهمية “الحوار القوي” بين دمشق وتل أبيب، محذرًا من أي إجراءات قد تُعيق استقرار سوريا بعد مرحلة السقوط السياسي في ديسمبر 2024.
خلفية ميدانية متوترة
التوتر في الجنوب السوري يتصاعد منذ سيطرة إسرائيل على أجزاء من المنطقة العازلة عقب انهيار نظام الأسد. ففي 8 ديسمبر الماضي دخلت القوات الإسرائيلية فعليًا إلى أجزاء من الجولان السوري، وشُنّت مئات الغارات خلال عام 2024 على مواقع عسكرية داخل سوريا.
وفي فبراير 2025، طالب نتنياهو بـ“نزع سلاح كامل” لدرعا والقنيطرة والسويداء، محذرًا من إعادة تموضع الجيش السوري الجديد قرب الحدود.
رسالة سياسية قبل الترتيبات النهائية
ورغم لهجة التشدد، ترك نتنياهو باب الحوار مفتوحًا بالقول إنه “يمكن التوصل إلى اتفاق مع السوريين، بشرط احترام مبادئ إسرائيل الأمنية”. وهو ما يشير إلى محاولة وضع قواعد تفاوضية جديدة قبل استقرار الوضع في دمشق.
تصريحات نتنياهو ليست مجرد تحذير أمني، بل خطوة تهدف إلى:
- رسم “خط أمني جديد” قبل أي مفاوضات.
- منع الجيش السوري الجديد من التمركز جنوب دمشق.
- توجيه رسالة مزدوجة لواشنطن ودمشق بأن حدود إسرائيل ليست جزءًا من التغيير السياسي الجاري في سوريا.
إنها محاولة مبكرة لفرض واقع ميداني قد يتحول لاحقًا إلى اتفاق رسمي إذا وافقت القيادة السورية الجديدة تحت ضغط الظروف الحالية.



