إعلان

بداية الحكاية: تيانجين تتحول إلى مركز ثقل عالمي

في مدينة تيانجين الصينية، اجتمع أكثر من 20 زعيمًا من آسيا وأوروبا، ليطلقوا شرارة قمة منظمة شنغهاي للتعاون 2025. القمة لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل بدت وكأنها لوحة جيوسياسية جديدة تُرسم، حيث تقاطعت مصالح الأمن، الطاقة، والاقتصاد على طاولة واحدة.

أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)

تأسست منظمة شنغهاي للتعاون عام 2001 بمبادرة من الصين وروسيا وأربع دول من آسيا الوسطى (كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، أوزبكستان). لاحقًا، انضمت الهند وباكستان عام 2017، ثم إيران عام 2023، وأخيرًا بيلاروس في 2024، ليصبح العدد الإجمالي 10 دول أعضاء.

وإلى جانب هؤلاء، تضم المنظمة ثلاث دول مراقبة (منغوليا، بيلاروس قبل أن تصبح عضوًا، وأفغانستان غير النشطة حاليًا)، بالإضافة إلى 14 شريكًا في الحوار، من أبرزهم: تركيا، مصر، السعودية، الإمارات، قطر، البحرين، الكويت، إلى جانب دول آسيوية مثل سريلانكا، نيبال، كمبوديا، أرمينيا، أذربيجان، ميانمار، وجزر المالديف.

تعكس هذه القائمة المتنوعة التوسع المستمر للمنظمة ورغبتها في بناء شبكة تعاون تتجاوز حدود آسيا الوسطى لتصل إلى الشرق الأوسط والخليج.

خريطة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون – britannica

أهداف القمة: من الأمن إلى الاقتصاد

منظمة شنغهاي للتعاون، التي تأسست قبل أكثر من عقدين، توسعت أجندتها بشكل لافت. هذه الدورة حملت ثلاثة عناوين رئيسية:

إعلان
  • الأمن الإقليمي: مواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب والهجمات السيبرانية.
  • الطاقة: تعزيز التعاون في مجالات الغاز والنفط والطاقة المتجددة.
  • الاقتصاد والتجارة: تسهيل المبادلات التجارية وتوسيع الاستثمارات عبر مبادرة “الحزام والطريق”.

هكذا، تحاول المنظمة أن تتحول من تكتل أمني إلى محور اقتصادي متكامل.

اللقاء بين مودي وشي: لحظة لافتة

واحدة من أكثر اللحظات المنتظرة في القمة كانت لقاء رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.

  • رغم الخلافات الحدودية والتوترات التاريخية، بدا أن الجانبين يرسلان إشارات تهدئة.
  • ناقشا مشاريع تعاون اقتصادي جديدة، وربط الهند بشكل أكبر بالممرات التجارية الآسيوية.
  • هذه الخطوة إذا اكتملت، ستعيد تشكيل موازين القوى في آسيا، وتضع الهند في موقع أكثر اندماجًا مع الصين.

الدور الروسي: بوتين يستثمر اللحظة

بالنسبة لروسيا، القمة جاءت في توقيت بالغ الأهمية. الرئيس فلاديمير بوتين بدا حريصًا على تعزيز الشراكات الاقتصادية مع آسيا لتعويض عزلة الغرب.

  • موسكو دفعت باتجاه اتفاقيات في مجال الطاقة، خصوصًا مع الصين والهند.
  • طرحت مشاريع تعاون عسكري وتكنولوجي، تعزز مكانة روسيا كلاعب محوري داخل المنظمة.
  • من الواضح أن الكرملين يرى في شنغهاي منصة استراتيجية للالتفاف على العقوبات الغربية.

انعكاسات على الجيوسياسة العالمية

القمة لم تمر مرور الكرام، بل حملت رسائل للعالم:

  • أوروبا والولايات المتحدة ستراقب بقلق هذا التكتل المتنامي، الذي يسعى لتقديم نفسه كبديل للنظام الدولي الغربي.
  • الشرق الأوسط بات في قلب الحسابات، مع احتمال دخول دول جديدة كأعضاء أو شركاء.
  • العالم العربي تحديدًا قد يجد نفسه أمام فرص جديدة للاستثمار والتجارة مع كتلة ضخمة يقودها عملاقان مثل الصين والهند.

👁️ المستقبل: ماذا بعد قمة شنغهاي؟

من الواضح أن قمة تيانجين لم تكن مجرد حدث عابر، بل جزء من مسار طويل يعيد تشكيل النظام العالمي.

  • من المتوقع أن نشهد تعزيزًا للمشاريع الاقتصادية المشتركة، وربما تسويات تدريجية بين الصين والهند.
  • روسيا ستسعى إلى تكريس موقعها كشريك لا غنى عنه في آسيا.
  • أما القارئ العربي، فيمكن أن يتوقع أن تصل تداعيات هذه التحولات إلى منطقتنا، سواء عبر استثمارات جديدة، أو عبر تحولات في أسواق الطاقة العالمية.

الخلاصة: قمة شنغهاي لم تُكتب فقط في قاعات تيانجين، بل كتبت فصلًا جديدًا في قصة آسيا الصاعدة، قصة قد تغيّر مسار الجغرافيا السياسية للعقود القادمة.


أسئلة شائعة حول قمة منظمة شنغهاي للتعاون (تيانجين 2025)

1) ما هي منظمة شنغهاي للتعاون؟ وما عدد أعضائها؟

منظمة إقليمية تُعنى بالأمن والاقتصاد والتعاون متعدد الأطراف، تضم حاليًا 10 دول أعضاء: الصين، روسيا، الهند، باكستان، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، أوزبكستان، إيران (2023)، بيلاروس (2024).

2) أين ومتى تُعقد قمة 2025؟

تُعقد في تيانجين – الصين خلال 31 أغسطس–1 سبتمبر 2025.

3) من أبرز القادة المشاركين هذا العام؟

من المتوقع حضور قادة الدول الأعضاء، وبينهم شي جين بينغ، فلاديمير بوتين، ناريندرا مودي، إلى جانب رؤساء إيران، باكستان، بيلاروس، وكبار قادة آسيا الوسطى.

4) هل تركيا عضو في منظمة شنغهاي؟

لا. تركيا شريك حوار منذ 2012 (ليست عضوًا كاملًا). ويمكن أن تُشارك بوفد رفيع وفق ترتيبات القمة.

5) ما أهداف قمة 2025 الرئيسية؟

تعزيز الأمن الإقليمي (مكافحة الإرهاب والتهديدات السيبرانية)، وتوسيع التعاون الاقتصادي والطاقة، وتيسير الربط التجاري ضمن مسارات آسيوية أوسع. (استنادًا لأجندات المنظمة وتصريحاتها).

6) هل عُقد لقاء بين مودي وشي؟ وما أهميته؟

نعم، التقى الزعيمان في تيانجين على هامش القمة، في خطوة لتحسين العلاقات بعد توترات الحدود منذ 2020، مع تركيز على التجارة والاستثمار وإدارة الحدود.

7) ما دور روسيا داخل القمة هذا العام؟

تسعى موسكو إلى تعميق الروابط الاقتصادية والطاقة والدفاع ضمن الإطار الآسيوي، وتقديم القمة كمنصة لـ“تعددية قطبية” مقابل الضغوط الغربية.

8) ما انعكاسات القمة على النظام الدولي؟

ترسّخ القمة مسار توازنات متعددة الأقطاب، وتعزز تعاونًا آسيويًا أوسع قد يؤثر على التجارة والطاقة وسلاسل الإمداد عالميًا.

9) هل يمكن انضمام دول جديدة مستقبلًا؟

نعم، فقد توسعت المنظمة مؤخرًا (إيران 2023، بيلاروس 2024)، وتملك آليات الشراكة والمراقبة التي قد تتطور إلى عضوية كاملة.

10) ما الفائدة المتوقعة للدول العربية أو القرّاء العرب؟

فرص استثمار وربط لوجستي مع كتلة آسيوية كبيرة، وتأثيرات محتملة على أسعار الطاقة والتجارة والتقنية، ما يستدعي متابعة الاتفاقات الناتجة عن القمة. (استنتاج مبني على محاور القمة واتساع أجندتها).

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version