يشهد سوق الذهب العالمي موجة صعود تاريخية، حيث سجل المعدن الأصفر أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3790.82 دولار للأونصة، مدفوعًا بمزيج من التوترات الجيوسياسية وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية. هذا الصعود يعيد طرح السؤال التقليدي: هل يبقى الذهب الملاذ الآمن الأكثر ثقة في أوقات الأزمات؟
لماذا يرتفع الذهب الآن؟
هناك عدة عوامل تتشابك لتفسير هذا الارتفاع:
- الاضطرابات الجيوسياسية: الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، والنزاعات التجارية بين واشنطن وبكين كلها عززت المخاوف العالمية.
- السياسة النقدية الأميركية: تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تؤكد اتجاهًا واضحًا نحو المزيد من خفض الفائدة خلال 2025، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية مقارنة بالسندات والدولار.
- مخاوف الاستقرار المالي: بحسب محللين مثل كارلو ألبرتو دي كاسا من “سويسكوت”، لم يعد المستثمرون يرون استقرارًا كافيًا في النظام المالي الأميركي، مما يدفعهم إلى الأصول الآمنة.
الذهب بين السياسة والاقتصاد
اللافت أن صعود الذهب ترافق مع تغير في خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أبدى تفاؤلاً غير مسبوق بقدرة أوكرانيا على استعادة أراضيها. هذه الإشارات السياسية تضيف طبقة جديدة من الغموض الذي يعزز الطلب على المعادن النفيسة.
في الوقت ذاته، يترقب المستثمرون بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى الفيدرالي. أي إشارة إلى تباطؤ التضخم ستفتح الباب أمام مزيد من تيسير السياسة النقدية، وبالتالي دعم إضافي لأسعار الذهب.
هل يقترب الذهب من 4000 دولار؟
تتوقع الأسواق خفض أسعار الفائدة الأميركية مرتين إضافيتين هذا العام، وهو ما قد يشكل دفعة قوية للذهب. بعض المحللين لا يستبعدون أن يلامس المعدن الأصفر حاجز 4000 دولار للأونصة إذا استمرت الظروف الحالية من عدم الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي.
المعادن الأخرى تواكب الارتفاع
لم يكن الذهب وحده المستفيد؛ فقد ارتفعت الفضة إلى 44.76 دولار للأونصة، وزاد البلاتين 2% ليصل إلى 1501.69 دولار، كما صعد البلاديوم بالنسبة نفسها. هذا يعكس توجهًا عامًا نحو الاستثمار في المعادن الثمينة كملاذات بديلة.
الذهب يثبت مجددًا أنه مؤشر الخوف العالمي: كلما زادت الأزمات، ارتفعت أسعاره. ورغم أنه لا يدر عوائد مثل الأسهم أو السندات، إلا أن قوته تكمن في الحفاظ على الثروة في مواجهة المجهول. ومع استمرار التوترات وخفض الفائدة، قد يكون الوصول إلى 4000 دولار مسألة وقت فقط.
الأسئلة الشائعة حول أسعار الذهب ومستقبله
هل يظل الذهب الملاذ الآمن الأفضل وقت الأزمات؟
نعم، الذهب يعتبر الملاذ الآمن الأول للمستثمرين في ظل الحروب أو الأزمات الاقتصادية. لأنه يحافظ على قيمته حتى عند تراجع الأسواق الأخرى.
هل يمكن أن يصل الذهب إلى 4000 دولار للأونصة؟
يتوقع محللون أن الذهب قد يقترب من هذا المستوى إذا استمرت التوترات الجيوسياسية وخفض الفائدة الأميركية بشكل متتالٍ خلال الأشهر المقبلة.
ما علاقة أسعار الفائدة الأميركية بصعود الذهب؟
كلما خفض الفيدرالي الأميركي الفائدة، تراجعت جاذبية السندات والدولار. مما يدفع المستثمرين إلى شراء الذهب باعتباره أصلًا آمنًا لا يتأثر بانخفاض العوائد.
هل ستستمر الفضة والمعادن الأخرى بالصعود أيضًا؟
نعم، عادة ما ترافق الفضة والبلاتين والبلاديوم الذهب في موجة الصعود. حيث ينظر إليها المستثمرون كخيار بديل ضمن فئة المعادن النفيسة.