إعلان

في وقتٍ تتزايد فيه الدعوات إلى إتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي للجميع، فاجأت شركة OpenAI العالم بخطوة غير معتادة: إطلاق نموذجين مفتوحي الوزن يمكن لأي شخص استخدامهما بحرية. بهذه المبادرة، تعيد الشركة، التي طالما ارتبط اسمها بالبرمجيات المغلقة، صياغة صورتها كمحفّز للتحول نحو ذكاء اصطناعي أكثر انفتاحًا.

النموذجان الجديدان، اللذان يحملان اسم GPT-oss-120b وGPT-oss-20b، متاحان الآن على منصة Hugging Face، ويقدمان قدرات عالية في إنتاج النصوص، وكتابة الشيفرات البرمجية، وحتى البحث عبر الإنترنت نيابة عن المستخدم. لكن المميز فيهما ليس فقط ما يمكن أن يفعلاه، بل من يمكنه استخدامهما: أي شخص، حتى لو كان يعمل من حاسوب محمول محدود الإمكانيات.

التحول من الغموض إلى الشفافية

على مدار سنوات، كانت OpenAI تُواجه انتقادات بأنها تسير عكس اسمها، وتحتفظ بتقنياتها بعيدًا عن المجتمع العلمي والمطورين. لكن يبدو أن الضغط المتزايد من النماذج الصينية مفتوحة المصدر مثل “R1” من شركة “ديب سيك“، وكذلك التوجهات السياسية التي تدعم تطوير البرمجيات المفتوحة، قد دفعت الشركة لإعادة التفكير في نهجها.

في هذا السياق، قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، إن الشركة تُدرك أهمية بناء مجتمع مطورين قوي حول الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على معايير السلامة العالية. وهو موقف متوازن، يعكس وعيًا بخطورة نشر نماذج قوية دون ضوابط، لكنه لا يقف حجر عثرة أمام الابتكار الجماعي.

فرص جديدة للمطورين والشركات الصغيرة

اللافت أن نموذج “20b” يمكن تشغيله على حاسوب محمول عادي بذاكرة 16 غيغابايت، ما يعني أن الشركات الناشئة، أو حتى الأفراد، يمكنهم اختبار إمكانيات الذكاء الاصطناعي المتقدم دون الحاجة إلى مراكز بيانات ضخمة أو موارد مالية ضخمة.

إعلان

وتُعد هذه الإمكانية تحوّلًا حقيقيًا في موازين القوة التقنية، إذ يصبح التقدم في الذكاء الاصطناعي غير حكرٍ على عمالقة التكنولوجيا. ومن الشركات التي بدأت بالفعل في اختبار هذه النماذج: “Orange SA” و”Snowflake”، ما يُشير إلى اهتمام مؤسسي واسع النطاق.

هل هذا حقًا نموذج مفتوح المصدر؟

رغم إتاحة الأوزان (weights)، إلا أن OpenAI لم تُفصح عن بيانات التدريب، مما يجعل هذه النماذج تصنّف كـ”مفتوحة الوزن” وليس “مفتوحة المصدر” بالكامل. وهو تمييز مهم، لكنه لا يقلل من القيمة الحقيقية التي تقدمها هذه الخطوة في تمكين المطورين.

وجهة نظر: خطوة بُناة المستقبل

ما تفعله OpenAI اليوم هو بمثابة فتح “صندوق أدوات المستقبل” أمام ملايين العقول الطموحة. ورغم أن الشفافية الكاملة ما تزال مطلبًا، فإن إطلاق نماذج قوية بهذا الشكل يُعتبر تقدمًا ملموسًا في معركة ديمقراطية الذكاء الاصطناعي.

ما نحتاجه الآن هو أن تنضم شركات أخرى إلى هذا التوجه، لا بهدف المنافسة فقط، بل لبناء بيئة تعاون عالمي تُعيد تعريف ما تعنيه عبارة “الابتكار للجميع”.

المصدر:

بلومبرغ + تصريحات رسمية من OpenAI وسام ألتمان.


الأسئلة الشائعة حول نماذج OpenAI مفتوحة المصدر:

1. ما الفرق بين النماذج مفتوحة الوزن ومفتوحة المصدر؟

النموذج مفتوح الوزن يتيح استخدام معلمات التدريب، بينما النموذج مفتوح المصدر يشمل شفرة المصدر وبيانات التدريب أيضًا.

2. هل يمكن تشغيل هذه النماذج على أجهزة شخصية؟

نعم، نموذج GPT-oss-20b يعمل على جهاز محمول بذاكرة 16GB.

3. ما أهم استخدامات هذه النماذج؟

كتابة النصوص، البرمجة، تنفيذ مهام بحثية، تطوير تطبيقات ذكية مخصصة.

4. لماذا لم تكشف OpenAI عن بيانات التدريب؟

لأسباب تتعلق بالخصوصية والملكية الفكرية والسلامة التقنية.

5. هل هذه الخطوة تنافس الصين مباشرة؟

جزئيًا، حيث جاءت استجابة لمبادرات صينية مثل نموذج “R1″، لكنها تحمل أيضًا طابعًا استراتيجيًا أوسع لتوسيع الاستخدام المسؤول للتقنية.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version