تطورات عملية بيت جن، وما تبعها من تصريحات إسرائيلية حول زيادة الاغتيالات الجوية داخل سوريا، ليست مجرد “تحول في التكتيكات” كما تحاول بعض القنوات الإسرائيلية تصويرها.
هذه العمليات هي — من منظور القانون الدولي — اعتداءات صريحة لا تحمل أي شرعية، وتشكل انتهاكًا مباشرًا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة.
ماذا يقول القانون الدولي بوضوح؟
المادة (2/4) من ميثاق الأمم المتحدة لا تحتمل تأويلًا:
يحظر استخدام القوة أو التهديد بها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة.
هذا يعني أن:
- قصف مواقع داخل سوريا
- اغتيال أشخاص على أرض سورية
- توغل بري لتنفيذ اعتقالات
- إرسال مسيّرات فوق بلدات مأهولة
كلها أعمال عدوانية وفق القانون الدولي.
ولا يملك أي طرف حق القيام بها دون إذن الحكومة السورية أو تفويض من مجلس الأمن — وكلاهما غير موجود.
بالتالي:
ما تقوم به إسرائيل في بيت جن أو درعا أو القنيطرة ليس “حقًا أمنيًا” بل انتهاك محظور.
“الدفاع الوقائي” حجة سياسية وليس مبدأ قانونيًا
إسرائيل تبرّر عملياتها بأنها “ضربات استباقية” ضد تهديدات محتملة.
لكن:
- القانون الدولي لا يعترف بهذا المبرر.
- المادة 51 من الميثاق لا تسمح إلا برد فعل على “هجوم مسلح قائم”.
- استهداف “احتمال” أو “ظن تهديد” لا يبرر استخدام القوة.
تفسير إسرائيل الخاص لمفهوم الدفاع لا يمنحها شرعية، ولا يعفيها من مسؤولية الاعتداء.
سقوط مدنيين ونزوح الأهالي يرفع مستوى الخطورة
عملية بيت جن أسفرت عن:
- مقتل مدنيين
- إصابات بين النساء والأطفال
- توغل بري داخل بلدة سورية
- اشتباكات مباشرة مع السكان
- نزوح العائلات خوفًا من القصف
هذه ليست “عمليات دقيقة”، بل أعمال عسكرية ذات آثار بشرية واضحة، وقد تُعد هجمات غير متناسبة وفق القانون الدولي الإنساني.
التحليق بالمسيّرات فوق بيت جن دليل إضافي على الانتهاك
المجال الجوي للدول محمي قانونيًا تمامًا مثل أراضيها.
بالتالي أي مسيّرة إسرائيلية تحلق فوق بلدة سورية، وأي عملية تصوير أو استهداف داخلها، هو عمل عدائي غير مشروع مهما كانت الذرائع الأمنية.
لماذا تستمر إسرائيل رغم عدم شرعية عملياتها؟
ليس لأن لديها حقًا… بل لأن:
- الولايات المتحدة تمنع أي إدانة قوية في مجلس الأمن
- الوضع الداخلي السوري منذ 2011 خلق فراغًا تستغله إسرائيل
- توازنات المنطقة تجعل الردع محدودًا
لكن الأهم:
هذه الظروف لا تحول العمليات غير المشروعة إلى “ممارسة مسموحة” — إنها تبقى اعتداءً محظورًا.
التأثير الأوسع: الجنوب السوري يدخل مرحلة حساسة
الهجمات المتكررة تؤدي إلى:
- توترات دائمة على حدود الجولان
- احتمالات اشتباكات جديدة مع الأهالي
- تصعيد غير متوقع قد يشعل المنطقة
- إضعاف سيادة الدولة السورية على مناطق حدودية
فالاغتيالات ليست مجرد وسيلة عسكرية، بل عامل يؤثر على الاستقرار الإقليمي ككل.
إسرائيل لا تملك أي حق قانوني أو دولي لتنفيذ عمليات اغتيال أو توغل داخل سوريا.
كل ما يجري في بيت جن أو غيرها هو اعتداء خارج القانون، حتى لو تم تسويقه كإجراء أمني.
ما يحدث هو خرق صريح للسيادة السورية، وانتهاك لمبادئ الميثاق الأممي، وتهديد مباشر لحياة المدنيين.
المصادر:
- القناة 13 الإسرائيلية
- وكالة الأنباء السورية (سانا)
- تلفزيون سوريا
- ميثاق الأمم المتحدة – المواد 2/4 و51 الخاصة باستخدام القوة والدفاع الشرعي
- تقارير الأمم المتحدة حول الانتهاكات في سوريا
- تقارير منظمة العفو الدولية حول الهجمات الإسرائيلية
- تقارير هيومن رايتس ووتش بشأن الضربات الجوية على سوريا
