إعلان

بين ليلةٍ وضحاها تحوّل فيديو قصير نشره ويل سميث لشكر الجمهور على دعمه إلى مادةٍ للنقاش والجدل. سبب العاصفة؟ لقطات قيل إنها تُظهِر جماهيرًا “مضخَّمة” ومشاعر متفجرة، لكن عيون المتابعين التقطت ما هو أبعد: وجوه ضبابية، أيادٍ بأصابع زائدة، ولافتات بعناصر غير متناسقة — العلامات الكلاسيكية لأخطاء توليد الصور والفيديو بالذكاء الاصطناعي. هكذا انتقل الفيديو من “شكرٍ دافئ” إلى “اختبار مصداقية” لواحد من أشهر نجوم العالم.

توقيت الجدل كان حساسًا: سميث يُروّج لألبومه Based on a True Story ويخوض جولة صيفية تشمل مدنًا بريطانية مثل سكاربورو وكارديف ومانشستر ولندن وولفرهامبتون، مع حضور جماهيري فعلي تُوثِّقه مراجعات حفلات أحدثها مراجعة لعرض كارديف. لكن بدلًا من الاحتفاء، خطفت الاتهامات الأضواء، وبدأت المنصات تتداول لقطات “العيوب” في مشاهد الجمهور.

على شبكات التواصل، سادت نبرة السخرية والخذلان: “لماذا نحتاج إلى جماهير صناعية؟” تساءل كثيرون، بينما أشار آخرون إلى أن اللقطات “غير واقعية” وأن بعض التفاصيل — كالأصابع أو تعرج الخطوط على اللافتات — لا تشبه تصويرًا حيًا بقدر ما تشبه توليدًا آليًا سريعًا. سواء كانت اللقطات مُصنّعة كليًا أو مجرد تحرير غير موفق، فقد تحولت إلى أزمة ثقة: هل باتت الدعاية تُجَمِّل واقع الحفلات إلى حدّ خلق جمهورٍ من عدم؟

لماذا يهتم الناس كثيرًا بالإفصاح عن الذكاء الاصطناعي؟

خلاصة المزاج العام واضحة: الجمهور لا يرفض الذكاء الاصطناعي بذاته، لكنه يريد شفافية. في استطلاع حديث، يرى أكثر من 60٪ من المستهلكين الأمريكيين أن على الناشرين الإفصاح دائمًا عندما يُنتَج المحتوى بالذكاء الاصطناعي. وحين يشعر الناس بأن العلامة أو الفنان “يخفي” التقنية خلف العواطف، تتراجع الثقة بسرعة.

في المملكة المتحدة، لا يوجد “شرط إفصاح” شامل لمجرد استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلانات، ما دام المحتوى غير مُضلِّل. لكن المنظّمين يذكّرون بأن أي صورة أو ادّعاء — سواء صُنِع بأدوات تقليدية أو بالذكاء الاصطناعي — سيخضع للقواعد نفسها بخصوص الإيهام والتضليل. وهنا تكمن النقطة: المشكلة ليست في الأداة، بل في مدى صدق الرسالة.

من صناعة الموسيقى إلى قانون “No Fakes”: موجة تنظيم قادمة

حساسية الجمهور تجاه “الواقعي” و“المُصطنع” ليست وليدة اللحظة. تذكّروا أغنية الذكاء الاصطناعي التي قلدت أصوات دريك وذا ويكند قبل عامين وكيف سارع الناشرون الكبار لإزالتها، وما تبعها من دعاوى كبرى ضد شركات توليد الموسيقى بالذكاء الاصطناعي. على الضفة الأخرى، وقّعت نقابة SAG-AFTRA اتفاقات مع شركات التسجيل لحماية حق الفنان في صوته وصورته الرقمية، فيما يناقش الكونغرس الأمريكي مشروع No Fakes Act لوضع حدود لاستخدام النسخ الرقمية دون إذن. الرسالة العامة: الخطوط الحمراء تتبلور.

تحليل: كيف كان يمكن لويل سميث أن يكسب القصة بدل خسارتها؟

من زاوية تسويق واعٍ، كانت هناك ثلاثة مخارج سهلة:

  1. الإفصاح المسبق: عبارة بسيطة في وصف الفيديو من نوع “تضمّن هذا الفيديو لقطات مولدة/مُعالَجة بالذكاء الاصطناعي لأغراض فنية”. هذا لا يقتل السحر، بل يحمي الثقة. (تُظهر البيانات أن الشفافية تعزز تقبل الجمهور للأدوات الجديدة).
  2. تفضيل المحتوى الحقيقي: دقائق مركَّزة من تفاعل الجمهور الحقيقي — حتى لو كان أصغر حجمًا — تتغلب غالبًا على مشهد “ضخم” لكنه مصطنع. الجمهور بات خبيرًا برصد العيوب (مثل الأصابع الزائدة)، وقد رأينا شركات كبرى تتعرض لسخرية واسعة حين تجاهلت هذه التفاصيل.
  3. سرد الكواليس: لو شُرح سبب اللجوء إلى لقطات مُولّدة (تعبير فني، سدّ فجوة تصويرية، إلخ) لأصبح النقاش “حول الفن” بدلًا من “حول الخداع”.

حتى لحظة كتابة هذه السطور، لا يوجد ردّ تفصيلي من سميث يشرح المقاربة المستخدمة في الفيديو، بينما تواصل الجولة مسيرتها في بريطانيا. المهم هنا أن الأزمة لم تكن حول الموسيقى وحدها، بل حول الصدق في العرض — وهو معيارٌ لا يزال الجمهور يتمسّك به بقوة، حتى في زمن النماذج التوليدية.

المصدر:

  • The Independent
  • NME
  • Radio Times
  • The Guardian

خلاصة عملية لصُنّاع الموسيقى والدعاية

  • أفصح دائمًا عندما تُدخل الذكاء الاصطناعي في السرد البصري.
  • اختبر الفيديو مع عيّنة جمهور قبل النشر؛ راقبوا “أخطاء الأيدي والوجوه واللافتات”.
  • ادمج الحقيقي بالاصطناعي بذكاء: لقطات حيّة قصيرة + تحسينات محدودة بدلاً من “صناعة واقع بديل”.
  • واكب القوانين: راقب اتفاقات النقابات، وإرشادات هيئات الإعلان، ومشروعات القوانين الجديدة.

أسئلة شائعة حول فيديو ويل سميث المزيف:

1) هل أكّد ويل سميث استخدام الذكاء الاصطناعي في الفيديو؟

حتى الآن لا يوجد توضيح رسمي مفصّل من سميث، والجدل قائم على ملاحظات الجمهور والتحليل البصري للقطات.

2) هل يُلزِم القانون البريطاني بالإفصاح عند استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلانات؟

لا يوجد شرط إفصاح شامل لمجرد استخدام الذكاء الاصطناعي، لكن يُحظَر التضليل، وتُعامل الصور المُولّدة كغيرها من حيث قواعد الشفافية وعدم الإيهام.

3) لماذا يرفض الجمهور “الجماهير المزيفة” في الدعاية الموسيقية؟

لأنها تُضعف الثقة. الاستطلاعات تُظهر تفضيلًا واضحًا لشفافية استخدام الذكاء الاصطناعي في المحتوى.

4) ما السياق الأوسع لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الموسيقى؟

من أغاني مقلِّدة للأصوات الشهيرة إلى حماية حقوق الأداء والنسخ الرقمية، الصناعات والنقابات والقوانين تتحرك بسرعة لضبط الاستخدام.

5) كيف يتجنب الفنانون “سقطة” مشابهة؟

إفصاح واضح، اختبارات جودة قبل النشر، ومزج ذكي للقطات الحقيقية مع تحسينات محدودة — لا صناعة واقعٍ بديل.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version