إعلان

كيف يعالج الدماغ الزمن ولماذا يبدو العمر يسرق السنوات؟

هل شعرت يوماً أن السنة مرت كأنها شهر؟ أو أن العقد الأخير مرّ أسرع مما تتخيل؟ في الواقع، هل تساءلت يوماً لماذا يمر الوقت بسرعة كلما تقدمنا في العمر؟ لا تقلق، فأنت لست وحدك، فالكثيرون يشاركون هذا الإحساس، وهو ليس مجرد شعور عابر، بل له جذور علمية ونفسية وبيولوجية. إذ يُفسر الخبراء هذا الإحساس بأنه نتيجة لطريقة عمل الدماغ والذاكرة والتجارب الحياتية التي نمر بها.

الطفل يرى الزمن أطول.. لماذا؟

تشرح الدكتورة سيندي لوستيغ، أستاذة علم النفس بجامعة ميشيغان، أن إدراكنا للزمن يتأثر بالسياق: هل نعيش اللحظة؟ أم نتذكرها؟ على سبيل المثال، الطفل الذي يبلغ 8 سنوات، يرى الأسبوع وكأنه دهر لأنه يشكل نسبة كبيرة من حياته. أما من بلغ الثمانين، فالأسبوع لا يعني له الكثير مقارنةً بعمره الطويل.

الشيخوخة والذكريات المتشابهة

مع التقدم في العمر، يدخل كثيرون في روتين ثابت، فتتكرر الأيام وتتشابه. عندما يتذكر الشخص المسن عاماً كاملاً دون أحداث جديدة تُذكر، فإن الدماغ يتعامل مع تلك الأيام المتكررة كأنها يوم واحد، مما يمنح انطباعاً بتسارع الزمن.

التفسير البيولوجي: الصور هي المفتاح!

من ناحية أخرى، يرى أدريان بجان، أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة ديوك، أن الأمر مرتبط بسرعة معالجة الدماغ للصور. في الطفولة، نستقبل عدداً هائلاً من الصور والمواقف الجديدة، مما يبطئ إدراك الزمن. أما مع الكبر، يقل عدد الصور الجديدة، فيبدو الوقت وكأنه يمر بسرعة البرق.


كيف نبطئ مرور الوقت ونستمتع به أكثر؟

لحسن الحظ، هناك طرق عملية وفعالة لإبطاء هذا الشعور وتسريع الإحساس بالحياة:

إعلان

1. جرب شيئًا جديدًا

سواء كان تعلم آلة موسيقية، أو زيارة مكان جديد، أو حتى العودة لهوايات قديمة، فإن التنوع يكسر الروتين ويمنحك ذكريات جديدة يختزنها الدماغ، فيُشعرك بأنك عشت أكثر.

2. مارس اليقظة الذهنية

تشير الدراسات إلى أن تمارين الوعي الكامل مثل التأمل أو التركيز على التنفس أثناء المشي، تعزز إدراكنا للحظة وتُبطئ شعورنا بتسارع الوقت.

3. كن فنانًا في تفاصيل يومك

بدلاً من أن تمرّ الأيام دون ملاحظة، انتبه لتفاصيل صغيرة: مذاق قهوتك، لون السماء، صوت شخص تحب حديثه. كل هذه التفاصيل تعيد عقلك إلى الحاضر وتغذّي ذاكرتك بمواقف جديدة.


خاتمة: لا تطل الزمن، بل أطل إحساسك به

الحقيقة أن لا أحد يعرف كم من الوقت بقي له في الحياة، لكننا نمتلك القدرة على التحكم في كيف نعيش هذا الوقت. اجعل أيامك مليئة بالتنوع، وكن حاضراً في كل لحظة، وسترى أن الزمن يتباطأ… لا لأنه تغيّر، بل لأنك قررت أن تراه بشكل مختلف.


أسئلة شائعة حول مرور الوقت والشعور به

لماذا نشعر أن السنوات تمر بسرعة كلما تقدمنا في العمر؟

لأننا نتعرض لتجارب أقل تنوعاً، ويقوم الدماغ بتلخيص الأيام المتشابهة كأنها وحدة زمنية واحدة.

كيف يمكن إبطاء شعورنا بتسارع الوقت؟

من خلال كسر الروتين، وتجربة أنشطة جديدة، وممارسة الوعي الكامل.

ما علاقة الذكريات بسرعة مرور الوقت؟

كلما زادت التجارب والذكريات الجديدة، زاد شعورنا بغنى الوقت وبطء مروره.

هل هناك تفسير علمي للشعور بأن الطفولة كانت أطول من البلوغ؟

نعم، في الطفولة نتعرض لعدد أكبر من الصور والمواقف الجديدة، ما يجعل الزمن يبدو أطول إدراكياً.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version