بعد صعودٍ مدهشٍ هذا الأسبوع، لامست قيمة إنفيديا السوقية حاجز 3.77 تريليون دولار، متجاوزةً مايكروسوفت لتصبح الشركةَ الأعلى قيمةً في العالم. جاء هذا الإنجاز إثر إغلاق السهم عند 154.31 دولارًا، وهو أعلى مستوى في تاريخ الشركة، وبزيادةٍ تُقدَّر بـ1.4 تريليون دولار منذ أدنى نقاطه في أبريل 2025.
لماذا قفزت قيمة إنفيديا السوقية بهذا الشكل؟
1. سباق التسلّح في الذكاء الاصطناعي يشعل الطلب
إنفيديا تُزوّد كبرى السحابات—مايكروسوفت، أمازون، ألفابت، وميتا—بوحدات تسريع H100 المتعطِّشة إليها مراكز البيانات. ومع ارتفاع إنفاق هذه الشركات بأكثر من 40 % من إيرادات إنفيديا، بدا واضحًا أن الطلب مرشّحٌ للزيادة حتى عام 2026 على الأقل.
2. مزيجٌ فريد من النمو والتقييم الجذاب
رغم الارتفاع القياسي، يتداول السهم عند مضاعف ربحية آجل بنحو 31 مرة، أقل من متوسطه التاريخي، بينما يبلغ معامل PEG فقط 0.9، الأدنى بين «العظماء السبعة». هذا المزيج النادر يجعل السهم أكثر جاذبية مقارنةً بنظرائه.
3. ملكية مؤسسية ما زالت دون الحدّ الأقصى
يمتلك الصناديق طويلة الأجل حوالى 74 % فقط من أسهم إنفيديا، مقابل 91 % لمايكروسوفت. هذه الفجوة تلمّح إلى احتمال تدفّق سيولةٍ إضافية عندما تعيد بقية الصناديق موازنة محافظها.
4. تطمينات هوانغ واستثمارات البنية التحتية
في اجتماع المساهمين الأخير، أكّد الرئيس التنفيذي جينسن هوانغ أن العالم لا يزال «في البداية فقط» من ثورة ترقية بنية الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى خطط تصنيعٍ محليّةٍ في الولايات المتحدة وتوسيع خدمات DGX Cloud.
هل ما زال سهم إنفيديا جذّابًا للمستثمرين؟
رغم تحطيم الأرقام القياسية، يرى محلّلون أن المسار الصعودي لم ينتهِ بعد، خاصةً مع دخول قطاعاتٍ جديدة في مجالات «الذكاء الاصطناعي الفيزيائي» والسيارات ذاتية القيادة. علاوةً على ذلك، تهدئ سياسة إدارة إنفيديا بشأن إعادة شراء الأسهم مخاوف التقييم عبر تعزيز ربحية السهم. ومع ذلك، يجب أن يضع المستثمرون في الحسبان مخاطر قيود التصدير إلى الصين والتنافس المتنامي من الرقائق المخصّصة لدى أبل ومايكروسوفت.
أمثلة حيّة تُعزّز الصورة الكبيرة
الشركة | القيمة السوقية (تريليون $) | PEG | ملكية الصناديق الطويلة |
---|---|---|---|
إنفيديا | 3.77 | 0.9 | 74 % |
مايكروسوفت | 3.64 | 1.4 | 91 % |
أبل | 3.45 | 1.6 | 88 % |
توضيح: تبرز إنفيديا بوضوح من حيث النمو مقابل السعر، بينما مايكروسوفت وأبل تحافظان على تقديرات أكثر تحفظًا.
شهدنا هذا العام انتقال قيمة إنفيديا السوقية من مرتبةٍ متقدّمة إلى القمة، مدفوعةً بشهيةٍ لا تشبع لرقائق الذكاء الاصطناعي ونموٍ ربحيّ يصعب مجاراته. ومع أنّ الطريق قد يشهد تقلّبات، تظل إنفيديا مثالًا حيًّا على الشركات التي تحوّل الابتكار إلى هيمنةٍ سوقية.
نصيحة أخيرة: تابع تحركات قيمة إنفيديا السوقية أسبوعيًا، فسباق الذكاء الاصطناعي ما زال في جولة الانطلاق!
المصدر:
Bloomberg, MarketWatch, Barron’s, The Star, Digitimes
أسئلة مفتاحية وإجابات سريعة
- لماذا ارتفعت قيمة إنفيديا السوقية بسرعة؟
يقود الطلب الهائل على وحدات معالجة الرسوميات المتخصّصة في الذكاء الاصطناعي النموّ، إضافةً إلى نتائج مالية تفوق التوقعات. - هل لا يزال سهم إنفيديا جذابًا بعد القفزة؟
نعم؛ بفضل PEG المنخفض، والتوسّع في خدمات الحوسبة السحابية، وملكية صناديق يمكن أن تزداد لاحقًا. - ما معنى PEG 0.9؟
يعني أن السعر لا يزال منخفضًا نسبيًا مقارنةً بمعدل نمو الأرباح المتوقع، وهو مؤشر إيجابي. - إلى أين يمكن أن تصل قيمة إنفيديا السوقية؟
بعض تقارير وول ستريت تقدّر سقفًا يبلغ 6 تريليونات خلال ثلاث سنوات إذا استمر الطلب على الذكاء الاصطناعي بالوتيرة الحالية.