في لحظة ينتظرها كثيرون، تستعد الفنانة السورية أصالة نصري للعودة إلى وطنها الأم بعد غياب امتد لأكثر من 14 عامًا. هذه العودة ليست مجرد حفل غنائي، بل تمثل رحلة روحية وإنسانية لامرأة صنعت المجد من الألم، وواجهت الريح لتبقى صوتًا لا يُنسى في ذاكرة أمتها.
في زمن الانقسام والمواقف الحادة، اختارت أصالة يومًا ما أن تعبر عن قناعاتها بشجاعة، ودفعت ثمن ذلك غاليًا، ليس فقط فنيًا بل على الصعيد الشخصي والعاطفي. وعلى مدار أكثر من عقد، بقيت بعيدة عن المسارح السورية، رغم أنها حملت حب الوطن في صوتها أينما ذهبت، وغنّت لسوريا حتى وهي بعيدة عنها.
الآن، تعود أصالة، لكن ليس فقط لتغني، بل لتصافح الأرض التي وُلدت عليها، ولتغلق دائرة من الحنين والتحدي. العودة ليست فقط للجمهور، بل للنفس. وفي رأيي، هذه اللحظة تتجاوز الفن، لتُعيد تعريف معنى الانتماء والمصالحة مع الذات.
من وجهة نظر إنسانية، العودة بعد الخلاف ليست ضعفًا، بل قوة نادرة. وهي أيضًا دعوة ضمنية لكل سوري – ولكل إنسان – بأن الاختلاف لا يعني الانفصال، وأن الوطن يتسع للجميع، خاصة عندما يكون الفن هو الوسيط.
نقابة الفنانين في سوريا أكدت الترتيبات للزيارة، واجتمعت مع أنس نصري، شقيق أصالة، لبحث التفاصيل، في خطوة تحمل الكثير من الرمزية. الصورة التي نُشرت لأنس مع مجلس النقابة، والباقة التي أُرسلت باسم أصالة، بدت كما لو أنها إعلان غير رسمي عن صفحة جديدة تُكتب بالحروف الناعمة للغناء والحب.
قد لا يكون هناك إعلان رسمي بعد، لكن أصالة ألمحت إلى إمكانية العودة خلال مؤتمرها الأخير في مهرجان جرش بالأردن، ما يعني أن الأمر أصبح أقرب من أي وقت مضى.
فلتكن هذه العودة درسًا لنا جميعًا: أن الفن لا يُقاطع، والصوت حين يُطلق من القلب، لا بد أن يعود يومًا إلى منبعه.
أسئلة شائعة حول عودة أصالة إلى سوريا:
1. لماذا غابت أصالة عن سوريا كل هذه السنوات؟
لأنها تبنّت مواقف سياسية معارضة للنظام السوري منذ اندلاع الثورة عام 2011.
2. هل تم تأكيد موعد الحفل رسميًا؟
حتى الآن لم يُعلن رسميًا عن الموعد، ولكن نقابة الفنانين السوريين أكدت بدء الترتيبات مع شقيقها.
3. ما الذي يجعل هذه العودة مؤثرة؟
لأنها تمثل تصالحًا مع الوطن، ومصالحة مع الماضي، وتأكيدًا أن الفن أداة للوحدة لا للفرقة.
4. كيف تفاعل الجمهور مع خبر عودتها؟
أثار الخبر موجة كبيرة من التفاعل على وسائل التواصل، بين مؤيد للخطوة ومترقب للحفل.
5. هل ستتكرر زيارات أصالة إلى سوريا مستقبلًا؟
كل شيء ممكن، خصوصًا إذا لاقت هذه العودة ترحيبًا شعبيًا ورسميًا لائقًا.
