في عالم رقمي يتغيّر بسرعة، تمثل أرقام حجم البحث اليومي لجوجل مرآة واضحة لعاداتنا على الإنترنت. تخيَّل أنك تكتب سؤالًا في شريط البحث كلما خطر ببالك استفسار بسيط أو معقد؛ ملايين المستخدمين يفعلون ذلك كل ثانية. في عام 2025، سجَّل جوجل متوسط 13.7 مليار عملية بحث يوميًا، متربعًا على عرش محركات البحث بفارق شاسع عن أقرب منافس، إنستغرام، الذي حقق 6.5 مليار عملية فقط. هذه البيانات صرّح بها نيل باتِل خلال عرض في Web Summit Vancouver 2025 اعتمادًا على أرقام NP Digital. رغم أن ChatGPT وصل إلى مليار عملية يومية – وهو رقم مذهل لأي منصة ناشئة – إلا أنه ما يزال بعيدًا عن عملاق البحث الأول.
لماذا تهمك هذه الأرقام؟ لأنها تكشف أين يقضي المستخدمون وقتهم وكيف تتوزع فرص الظهور أمام علامتك التجارية أو محتواك.
جوجل يهيمن على ساحة البحث
أولًا، دعنا نلقي نظرة على الصورة الكبيرة. جوجل لا يقدّم إجابات فحسب، بل صار منظومة متكاملة من الخرائط، والأخبار، والتسوّق، والذكاء الاصطناعي المدمج (Gemini)، ما يعزز التجربة ويُبقي المستخدمين داخل حدوده. علاوة على ذلك، يعتمد الملايين من أصحاب المواقع على تحسين محركات البحث (SEO) للوصول إلى القمة في نتائج جوجل، ما يزيد من ترابط المنصة مع النظام البيئي للويب.
أمثلة واقعية
- التسوّق السريع: عندما يبحث شخص عن «أفضل سماعات أذن لاسلكية»، يرشّح جوجل منتجات مع أسعار مباشرة، بينما يتطلب الأمر في المنصات الأخرى بضع خطوات إضافية للوصول إلى المعلومات نفسها.
- تنقل فوري: عبر Google Maps، يستطيع المستخدم الانتقال من الاستفسار عن مطعم إلى توجيه الملاحة في أقل من دقيقة، وهذا تكامل يصعب منافسته.
أين يبرع ChatGPT؟
من ناحية أخرى، لا يهدف ChatGPT بالضرورة إلى مطاردة أرقام جوجل؛ بل يركّز على الفهم العميق والكتابة الإبداعية وحل المشكلات التفاعلي. على سبيل المثال، بدلاً من تصفية عشر نتائج بحث، يستطيع المستخدم أن يطلب من ChatGPT صياغة ملخص تنفيذي لمقال بحثي طويل، أو ابتكار فكرة حملة تسويقية في دقائق. لهذه الأسباب، تنتقل بعض المهام المعرفية من جوجل إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تدريجيًا.
تقارب لا تنافس؟
مع إدماج جوجل مزايا Gemini في البحث، وسماح OpenAI لـ ChatGPT بالوصول إلى الويب عبر Bing، قد نصل إلى لحظة تلاشي الحدود بين محركَي البحث والتوليد النصي. لذلك، بدلاً من التفكير في فائز وخاسر، من الأجدر التساؤل: كيف سيستفيد المستخدم من هذا التزاوج التقني؟
جدول الإحصائيات
فيما يلي جدول HTML يوضح حجم البحث اليومي لجوجل مقارنةً بمنصات أخرى:
| الترتيب | المنصة | عمليات البحث اليومية (بالمليارات) |
|---|---|---|
| 1 | 13.7 | |
| 2 | 6.5 | |
| 3 | Baidu | 5 |
| 4 | Snap | 4 |
| 5 | Amazon | 3.5 |
| 6 | YouTube | 3.3 |
| 7 | 3.2 | |
| 8 | 2.4 | |
| 9 | Google Play Store | 2.1 |
| 10 | 1.5 | |
| 11 | Yahoo | 1.1 |
| 12 | TikTok | 1 |
| 13 | ChatGPT | 1 |
| 14 | 0.9 | |
| 15 | Bing | 0.6 |
| 16 | X | 0.5 |
| 17 | Apple App Store | 0.5 |
في المحصلة، يظل حجم البحث اليومي لجوجل رقمًا يصعب تجاوزه، لكنه ليس حصنًا منيعًا. فبينما يواصل جوجل الابتكار للحفاظ على هيمنته، يشق ChatGPT طريقًا مختلفًا يعتمد على الحوار العميق والتخصيص الفوري. ومع تسارع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منصات البحث، سيستفيد المستخدمون من تجارب أكثر ذكاءً وسرعةً، حيث تتقاطع قوة الفهرسة الهائلة مع مهارات التوليد النصي المتقدمة. ابقَ على اطلاع، لأن مستقبل البحث قد يحمل تعاونًا غير مسبوق بين العملاقين بدلًا من منافسة صفرية.
المصادر:
Visual Capitalist – NP Digital – Web Summit Vancouver 2025
ما هو حجم البحث اليومي لجوجل في 2025؟
يصل إلى 13.7 مليار عملية بحث يوميًا، وفقًا لأرقام NP Digital.
لماذا يتفوّق جوجل على ChatGPT في عدد عمليات البحث؟
لأنه متاح افتراضيًا على معظم الأجهزة، ويقدم تكاملًا مع خدمات الخرائط والتسوّق والبريد، ما يجعله الخيار الأسرع للبحث الفوري.
هل يمكن أن يتجاوز ChatGPT حجم البحث اليومي لجوجل مستقبلاً؟
قد يحدث ذلك على المدى البعيد إذا اندمج في المتصفحات وأنظمة التشغيل وأصبح قادرًا على فهرسة الويب بكفاءة تضاهي جوجل.
متى يُفضَّل استخدام ChatGPT بدلًا من جوجل؟
عند الحاجة إلى شرح مبسط، أو تلخيص محتوى طويل، أو كتابة نصوص إبداعية، حيث يوفر ChatGPT إجابات حوارية مخصَّصة.
كيف يؤثر دمج Gemini في جوجل على المستخدم؟
يضيف Gemini إجابات فورية غنية بالذكاء الاصطناعي مباشرة في صفحة النتائج، ما يقلل الوقت اللازم للوصول للمعلومة ويزيد دقّتها.
