إعلان

تأثير المقاطعة في تركيا: كنتاكي وبيتزا هت تغلقان أبوابهما

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت شركة “يام براندز” الأميركية، المالكة لسلسلتي كنتاكي وبيتزا هت، إنهاء اتفاق الامتياز مع “إيش غذا”، المشغّل المحلي في تركيا، مما أدى إلى إغلاق 537 فرعًا وإعلان الشركة التركية إفلاسها بديون تتجاوز 7.7 مليارات ليرة تركية (نحو 214 مليون دولار).

هل كانت المقاطعة السبب الرئيسي؟

رغم أن “يام براندز” بررت قرارها بعدم التزام “إيش غذا” بمعايير التشغيل والجودة، فإن توقيت الإغلاق يثير التساؤلات حول الدور الذي لعبته حملة المقاطعة، التي تصاعدت في تركيا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.

فقد أظهرت تقارير محلية انخفاض مبيعات كنتاكي بنسبة 40% خلال الأشهر الأخيرة، مما فاقم الأزمة المالية التي كانت تواجهها الشركة التركية. ومع استمرار الضغوط الاقتصادية، بدا أن التأثير الشعبي للمقاطعة كان عاملاً حاسمًا في تسريع هذا القرار.


من التوسع السريع إلى الإفلاس

حصلت “إيش غذا” على حقوق تشغيل كنتاكي وبيتزا هت في تركيا عام 2020، واعتمدت على إستراتيجية توسع كبيرة زادت عدد فروع كنتاكي من 125 إلى 283 وبيتزا هت من 45 إلى 254 خلال فترة قصيرة.

لكن هذا التوسع السريع لم يكن مدعومًا بقوة مالية كافية، بل اعتمد على الاقتراض المكثف، مما جعل الشركة تواجه أزمة سيولة خانقة خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة.

إعلان

كما قامت الشركة التركية بالاستثمار في قطاعات أخرى مثل:

  • الاستحواذ على شركة بييمان لإنتاج المكسرات.
  • شراء مصنع الجنوط الألماني “بي بي إس”.
  • امتلاك قناة راين ماين تي في الألمانية.

ومع تصاعد الضغوط المالية والمقاطعة الشعبية، أعلنت “يام براندز” إنهاء عقد الامتياز، مما أدى إلى فقدان أكثر من 7,000 عامل لوظائفهم.

في الثامن من فبراير أعلن عن إغلاق 537 فرعا لمطعمي بيتزا هت وكنتاكي (شترستوك)

المقاطعة في تركيا: من التحرك الشعبي إلى التأثير الاقتصادي

تحولت حملة المقاطعة في تركيا إلى أداة اقتصادية قوية أثّرت على الشركات الأجنبية والمحلية على حد سواء.

أبرز الإجراءات الداعمة للمقاطعة:

  1. إزالة المنتجات الإسرائيلية من الخطوط الجوية التركية والقطارات.
  2. وقف بيع المنتجات الإسرائيلية في 45 بلدية تركية.
  3. إيقاف التعاملات التجارية مع إسرائيل وفقًا لقرار وزارة التجارة التركية في مايو 2024.

كما امتد التأثير إلى القطاع الخاص، حيث:

  • أجبرت الاحتجاجات مجموعة “زورلو” القابضة للطاقة على بيع حصصها في 3 شركات إسرائيلية.
  • انخفضت مبيعات المشروبات الغازية الداعمة لإسرائيل بنسبة 50% في الأسواق التركية.
  • تأثرت ميزانيات الشركات الأجنبية نتيجة تراجع الإقبال على منتجاتها.

هل المقاطعة أداة فعالة أم مجرد موجة مؤقتة؟

يرى الباحث في الاقتصاد السياسي حسين أوزكان أن حملة المقاطعة لم تعد مجرد احتجاج استهلاكي، بل تحولت إلى عامل مؤثر يعيد تشكيل استراتيجيات الشركات العالمية.

لكن رغم تأثيرها القوي، تواجه المقاطعة تحديًا حقيقيًا يتمثل في تراجع زخمها بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة. وهذا ما قد تستغله بعض الشركات لإطلاق حملات تسويقية مضادة لاستعادة حصتها في السوق.

عمال بيتزا هت يحتجون على عدم دفع رواتبهم لشهر يناير كانون الثاني الماضي (الصحافة التركية)

الدرس المستفاد:

تُظهر تجربة كنتاكي وبيتزا هت في تركيا أن المستهلكين باتوا أكثر وعيًا وتأثيرًا، وأن القرارات الاقتصادية للشركات العالمية أصبحت مرتبطة بشكل مباشر بالتحولات السياسية والاجتماعية.

وما حدث في تركيا قد يكون نموذجًا لمستقبل الأسواق العالمية، حيث لن تكون الأرباح وحدها هي العامل الحاسم، بل قدرة الشركات على التكيف مع الضغوط الشعبية والقرارات السياسية.

المصدر: مواقع تركية

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version