في خطوة مفاجئة، أعلنت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أن الاتحاد الأوروبي يستعد للرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة. وشددت على أن هذه الإجراءات “تُغرق التجارة العالمية في فوضى غير منظمة، وتزيد من غموض المستقبل الاقتصادي”.
وفي تصريحاتها، قالت فون دير لاين: “ما يحدث سيزيد من الشكوك العالمية ويشجع على تصاعد الحمائية، وهو ما ستكون له عواقب كارثية على ملايين البشر، خاصة في الدول الأضعف اقتصاديًا، والتي تواجه اليوم أعلى مستويات الرسوم الجمركية الأمريكية”.
ترامب يشعل الأزمة بتعريفات عالمية
قرار ترامب فرض تعريفات جمركية بنسبة 10% على معظم دول العالم، وبنسب قد تتجاوز 50% على الشركاء التجاريين الكبار مثل الصين، تسبب في هزة قوية للأسواق. وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بمقدار 2 تريليون دولار في أعقاب الإعلان.
الأسواق تترنح تحت ضغط الرسوم الجمركية
- مؤشر داو جونز يتراجع بأكثر من 820 نقطة صباح اليوم.
- مؤشر ناسداك يسجل انخفاضًا بنسبة 3.32%.
- مؤشر S&P 500 يتراجع بنسبة 2.79%.
وحذرت مؤسسة “وولف ريسيرش” من أن الأسواق لم تأخذ التهديدات الجمركية بعين الاعتبار بعد، ما ينبئ بانخفاضات إضافية محتملة.
ردود دولية وتحالفات اقتصادية جديدة
في المقابل، لم تصمت الدول المتضررة. فالصين واليابان وكوريا الجنوبية أعلنت استعدادها للرد المشترك على الإجراءات الأمريكية، في خطوة تُظهر تصاعد حدة الحرب التجارية وتحولها إلى نزاع عالمي شامل.
الذهب يتأرجح والدولار في تراجع
وسط هذه التوترات، سجلت أسعار الذهب تقلبات ملحوظة. فبعد وصولها لمستويات قياسية تجاوزت 3,200 دولار للأوقية، تراجعت قليلًا صباح اليوم، لتستقر عند:
- 3,140.58 دولار للأوقية (سبائك).
- 3,161 دولار للأوقية (عقود آجلة).
أما مؤشر الدولار الأمريكي، فقد هبط بقوة إلى 102.780 بنسبة انخفاض 0.68%.
أوروبا وآسيا تتأثران أيضًا
لم تقتصر تداعيات الحرب التجارية على أمريكا وحدها، بل امتدت لتشمل الأسواق الأوروبية والآسيوية:
- تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.66%.
- انخفاض مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.30%.
- مؤشر نيكاي الياباني يسجل هبوطًا حادًا بنسبة تجاوزت 3%.
التوقعات الاقتصادية تحت المجهر
ووفقًا لتحليلات صادرة عن UBS، فإن مضي ترامب في تنفيذ تعريفاته سيُرفع معدل التضخم في أمريكا إلى 5%، وقد يتسبب ذلك في تباطؤ كبير في نمو الناتج المحلي الإجمالي.
خلاصة
الحرب التجارية لم تعد مجرد تهديد سياسي، بل أصبحت واقعًا اقتصاديًا قاسيًا، ينعكس على الأسواق والمؤشرات حول العالم. ووسط حالة عدم اليقين، يبدو أن العالم مقبل على فترة اقتصادية مضطربة، تتطلب استعدادات دقيقة من الدول والشركات والمستثمرين على حد سواء.
