إعلان

الذهب يلمع من جديد: هل هو الطريق إلى 4000 دولار؟

تتجه الأنظار مرة أخرى نحو الذهب، هذا المعدن الثمين الذي لطالما كان ملاذًا آمنًا في أوقات الشدائد الاقتصادية. ففي خطوة جريئة ومفاجئة، تتوقع شركة “فيديليتي إنترناشونال” (Fidelity International) أن يلامس سعر الأونصة الواحدة من الذهب عتبة 4000 دولار بحلول نهاية العام المقبل. هذا التوقع، إن تحقق، سيمثل قفزة تاريخية غير مسبوقة، ويُعيد رسم خريطة الاستثمار العالمية. دعونا نتعمق في الأسباب الكامنة وراء هذه التوقعات الجريئة، وكيف يمكن أن تؤثر على المستثمرين والأسواق على حد سواء.


محركات القفزة المحتملة: سياسات الفيدرالي والدولار المتراجع

تُشير “فيديليتي” إلى عدة عوامل أساسية ستُسهم في دفع الذهب نحو هذا المستوى القياسي. أولاً وقبل كل شيء، يأتي خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. فالتاريخ يُثبت أن انخفاض أسعار الفائدة غالبًا ما يؤدي إلى تراجع الدولار الأميركي، وهذا بدوره يجعل الذهب، الذي يُسعّر بالدولار، أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما يزيد من جاذبيته. مدير صندوق الأصول المتعددة في “فيديليتي”، إيان سامسون، يؤكد أنهم يرون “مسارًا أكثر وضوحًا نحو سياسة أكثر تيسيرًا من الاحتياطي الفيدرالي”، وهذا يُعتبر حافزًا قويًا للمعدن الأصفر.

ثانيًا، تراجع الدولار الأمريكي نفسه يُعد عاملًا حاسمًا. فمع تباطؤ الاقتصاد الأميركي المتوقع، يزداد نفوذ التيار التيسيري داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهذا غالبًا ما يُضعف الدولار. بالإضافة إلى ذلك، يشير سامسون إلى احتمالية استبدال رئيس المجلس “جيروم باول” بشخص أكثر ميلًا لخفض أسعار الفائدة، خاصة مع استمرار الضغط من الرئيس ترامب لخفض تكلفة الاقتراض. هذه التغيرات المحتملة تُنبئ ببيئة مواتية جدًا للذهب.

أخيرًا، تُعد مشتريات البنوك المركزية المستمرة للذهب دعمًا قويًا. فمع اتساع العجوزات المالية، خاصة في الولايات المتحدة، تواصل البنوك المركزية حول العالم تعزيز حيازاتها من الذهب كأصل صلب يمكن الاعتماد عليه في ظل عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي. هذه المشتريات المستمرة تُشكل طلبًا ثابتًا على المعدن النفيس، مما يُسهم في رفع سعره.


الذهب كملاذ آمن في عالم مضطرب

لم يكن ارتفاع الذهب بأكثر من 25% منذ بداية العام مجرد صدفة. بل كان استجابة طبيعية لحالة عدم اليقين التي تسيطر على الساحة العالمية. فالتوترات التجارية، خاصة تلك المحيطة بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، كلها عوامل دفعت المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة. وعلى الرغم من أن الذهب تداول في نطاق ضيق نسبيًا خلال الأشهر الأخيرة مع بعض التقدم في المحادثات التجارية الأميركية، إلا أن المخاوف بشأن السيناريوهات الاقتصادية الكارثية لم تختفِ تمامًا. سامسون يُشير إلى أن “فرض ضريبة بنسبة تقارب 15% على حوالي 11% من الاقتصاد الأميركي، وهي تمثل الواردات”، سيؤدي حتمًا إلى تباطؤ اقتصادي، وهذا بدوره يعزز جاذبية الذهب كأصل وقائي.

إعلان

آراء متباينة وتفاعل المستثمرين

تتوافق النظرة المتفائلة لـ “فيديليتي” مع توقعات سابقة لمجموعة “غولدمان ساكس” التي رجحت أيضًا وصول الذهب إلى 4000 دولار للأونصة. لكن على الجانب الآخر، تتبنى مؤسسات أخرى مثل “سيتي غروب” موقفًا أكثر حذرًا، متوقعة انخفاض الأسعار. هذا التباين في التوقعات يُثير نقاشات حادة بين المستثمرين وخبراء السوق.

ردود فعل حقيقية من مستثمرين:

  • أحمد، مستثمر فردي: “توقعات فيديلتي مثيرة جدًا للاهتمام. لقد زدت من حيازاتي من الذهب بالفعل بعد تراجعه الأخير، وأعتقد أنه فرصة جيدة للتنويع في ظل هذه التقلبات الاقتصادية. 4000 دولار تبدو طموحة، لكن ليست مستحيلة.”
  • ليلى، محللة مالية: “بينما أتفق مع بعض العوامل التي تدعم الذهب، يجب أن نكون حذرين. السوق مليء بالمفاجآت، وتوقعات 4000 دولار قد تكون مبالغًا فيها بعض الشيء. من الضروري مراقبة سياسات الفيدرالي عن كثب.”
  • خالد، صاحب محفظة استثمارية: “لقد كنت أتابع الذهب عن كثب منذ فترة. إذا استمرت البنوك المركزية في الشراء، وانخفض الدولار، فإن الذهب سيكون المستفيد الأكبر. أعتقد أننا سنرى مستويات قياسية جديدة، لكن ربما ليس بهذه السرعة.”

تفاعل الناس على وسائل التواصل الاجتماعي:

انتشر خبر توقعات “فيديليتي” كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي. فالمستثمرون الأفراد والمحللون يتفاعلون بشكل كبير، حيث ينشرون الرسوم البيانية، ويشاركون تحليلاتهم، ويطرحون الأسئلة حول ما إذا كان الوقت قد حان لزيادة الاستثمار في الذهب. الهاشتاغات المتعلقة بـ #سعر_الذهب و #استثمار_الذهب تشهد تفاعلاً غير مسبوق، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا المعدن الثمين. كثيرون يُعبّرون عن حماسهم، بينما يُبدي آخرون حذرهم، مما يخلق حوارًا حيويًا حول مستقبل الذهب.


الذهب في سياق تاريخي: هل ما زال غير مبالغ فيه؟

يُعترف بأن الذهب قد ارتفع كثيرًا مؤخرًا، لكن سامسون يرى أنه لم يصل بعد إلى مرحلة المبالغة. يُشير إلى أن الذهب حقق نموًا سنويًا مركبًا بنسبة 20% سنويًا خلال فترات صعود سابقة مثل الفترة بين عامي 2001 و 2011. ومنذ عام 2021 وحتى اليوم، يُحقق الذهب نفس النسبة السنوية تقريبًا، مما يعني أنه في سياق موجة صعود طويلة، يمكن أن يكون هناك المزيد من المكاسب. هذه النظرة تُشجع المستثمرين على عدم التسرع في بيع حيازاتهم، بل التفكير في الذهب كاستثمار طويل الأجل.


اجتماع الفيدرالي المرتقب

من المنتظر أن يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي اجتماعه هذا الأسبوع لتحديد سياسته النقدية. على الرغم من عدم توقع تغييرات فورية، فإن النقاشات داخل المجلس ستكون حاسمة. فرئيس المجلس “جيروم باول” قد يواجه معارضة من مسؤولين يطالبون بدعم سوق العمل الضعيف، مثل الحاكم “كريستوفر والر” ونائبة الرئيس للرقابة “ميشيل بومان”. نتائج هذا الاجتماع ستكون لها انعكاسات مباشرة على قيمة الدولار وبالتالي على سعر الذهب.


الخلاصة: الذهب في مفترق طرق تاريخي

بناءً على تحليلات “فيديليتي إنترناشونال”، يبدو أن الذهب يقف على أعتاب مرحلة تاريخية قد تشهد قفزات غير مسبوقة. مدفوعًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة، وتراجع الدولار، واستمرار الطلب من البنوك المركزية، يمتلك الذهب كل المقومات ليُصبح النجم اللامع في عالم الاستثمار. ومع ذلك، تبقى الأسواق دائمًا عرضة للتقلبات، ويتعين على المستثمرين توخي الحذر ومتابعة التطورات الاقتصادية والجيوسياسية عن كثب. فهل يُصبح الذهب بـ 4000 دولار حقيقة واقعة قريبًا؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة.


الأسئلة الشائعة:

1. ما هي توقعات “فيديليتي إنترناشونال” لسعر الذهب؟

تتوقع “فيديليتي إنترناشونال” أن يصل سعر الذهب إلى 4000 دولار للأونصة بحلول نهاية العام المقبل.

2. ما هي العوامل الرئيسية التي تدعم ارتفاع الذهب وفقًا للمقالة؟

العوامل الرئيسية تشمل خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، تراجع الدولار الأمريكي، واستمرار شراء البنوك المركزية للذهب.

3. هل هناك آراء أخرى حول مستقبل الذهب؟

نعم، بينما تتفق “غولدمان ساكس” مع توقعات “فيديليتي”، تتبنى مؤسسات أخرى مثل “سيتي غروب” موقفًا أكثر حذرًا وتتوقع انخفاض الأسعار.

4. لماذا يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين؟

يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا لأنه يحافظ على قيمته أو يزيدها في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، مما يجعله وجهة للمستثمرين الباحثين عن الحماية لأصولهم.

5. هل الذهب مبالغ فيه حاليًا من الناحية التاريخية؟

وفقًا لـ “إيان سامسون” من “فيديليتي”، على الرغم من ارتفاع الذهب، إلا أنه لم يصل بعد إلى مرحلة المبالغة مقارنة بفترات الصعود الطويلة السابقة.


المصدر:

تقارير وتصريحات شركة “فيديليتي إنترناشونال” ووكالات أنباء اقتصادية تغطي أسواق الذهب العالمية.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version