إعلان

قد يبدو التفاعل الانفعالي المفرط لدى البالغين أمرًا عابرًا أو غير مقلق، لكنه في الحقيقة قد يُشير إلى جذور أعمق ترتبط بطفولة غير مكتملة أو عقلية ضحية مزمنة. فما أسباب هذه الحالة؟ وكيف تؤثر على العلاقات والنضج النفسي؟ الأهم، ما هي الطرق الصحيحة للتعامل معها؟

ما هو التفاعل الانفعالي المفرط؟

يشير التفاعل الانفعالي المفرط إلى استجابات عاطفية غير متناسبة مع الموقف، مثل الانزعاج الشديد من مواقف بسيطة أو الغضب المفاجئ بسبب كلمات عابرة. هذه الحالة قد تنبع من:

  • رؤية طفولية للعالم، تسيطر فيها العواطف على التفكير.
  • عقلية الضحية التي ترفض تحمل المسؤولية الشخصية.

بحسب عالمة النفس د. صوفيا سوليم، فإن الأشخاص الذين يعجزون عن التعبير عن مشاعرهم بشكل صحي، أو يلجؤون إلى الصمت الانتقامي بدلًا من المواجهة، غالبًا ما يعيشون بنمط عاطفي غير ناضج. هذا النمط يمنعهم من بناء علاقات متوازنة أو حل النزاعات بشكل بنّاء.

هل يعني ذلك أننا لم ننضج عاطفيًا؟

ليس دائمًا، ولكن استمرار هذه الأنماط يشير إلى حاجة ملحّة لإعادة النظر في آليات التفاعل مع المواقف. من أبرز علامات غياب النضج العاطفي:

  • الانفعال المفرط في مواقف بسيطة.
  • التهرب من الحوار البنّاء.
  • إسقاط الخطأ على الآخرين باستمرار.
  • الشعور الدائم بالاستهداف أو الظلم.

كيف نواجه التفاعل الانفعالي المفرط؟

تقترح د. سوليم طريقتين فعالتين لبداية التغيير:

إعلان

1. التعبير العاطفي الواعي

  • اكتب ما تشعر به: يساعدك ذلك على فهم أفكارك بشكل موضوعي.
  • شارك مشاعرك مع شخص تثق به دون توجيه اتهامات، بل بصيغة “أنا أشعر بـ…” بدلًا من “أنت جعلتني أشعر بـ…”.

2. اللجوء إلى العلاج النفسي

  • إذا لاحظت تكرار نفس التفاعلات الانفعالية، من المفيد التحدث مع معالج نفسي.
  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT) من أكثر الطرق فعالية في إدارة العواطف وتحليل جذورها.

أمثلة واقعية من الحياة اليومية

  • موقف بسيط يتحول لانفجار عاطفي: شخص يتأخر عن موعد بسيط فيُقابل بالغضب والانقطاع الكامل عن التواصل، رغم أن الموقف لا يستدعي كل ذلك.
  • نمط الضحية: شخص يتهم كل من حوله بالتآمر عليه أو بعدم احترامه، دون التفكير في أفعاله أو طريقة تواصله.

في النهاية، التفاعل الانفعالي المفرط ليس عيبًا، بل إشارة إلى أن هناك مشاعر متراكمة تحتاج لفهم وتفريغ واعٍ. كلما تعرفنا على جذور انفعالاتنا، استطعنا بناء نسخة أكثر اتزانًا من أنفسنا، قادرة على مواجهة الحياة بنضج لا بردود فعل طفولية.

المصدر:

مقابلة مع د. صوفيا سوليم – عالمة نفس سلوكي


أسئلة يطرحها القراء:

ما هي علامات التفاعل الانفعالي المفرط؟

انفعالات شديدة في مواقف بسيطة، الغضب السريع، الحساسية المفرطة، أو الصمت العقابي.

هل التفاعل الانفعالي المفرط مرتبط بمرحلة الطفولة؟

نعم، في كثير من الأحيان يكون نتيجة لخبرات عاطفية غير معالجة من الطفولة.

كيف أتعامل مع شخص لديه تفاعل انفعالي مفرط؟

بالتفهّم أولًا، ثم بالحوار الهادئ، وإذا لزم الأمر، تشجيعه على الاستشارة النفسية.

هل العلاج النفسي فعّال في هذه الحالة؟

بشكل كبير، وخاصة العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد على فهم نمط التفكير والانفعال وتعديله.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version