في عالم يبحث عن حلول جذرية لمواجهة التغير المناخي وتقليل الانبعاثات الكربونية، تتجه الأنظار إلى قطاع النقل البحري، أحد أبرز المساهمين في التلوث العالمي. ومن هنا جاءت أستراليا بمبادرة تاريخية قد تغيّر قواعد اللعبة، حيث أطلقت شركة ‘إنكات’ (Incat) أكبر سفينة في العالم تعمل بالكامل بالطاقة الكهربائية، تحت اسم ‘تجاينا زوريا’، تكريماً للممثلة الأوروغوانية الشهيرة.
لماذا سُميت السفينة “تجاينا زوريا”؟
الاسم الكامل للسفينة هو “Tijana Zorja“، تكريمًا لفنانة أورغويانية شهيرة. والنطق الأقرب للاسم باللغة الإسبانية والأوروبية هو “تجاينا”، ولهذا تم اعتماد هذه الترجمة في المقال لضمان الدقة اللغوية والثقافية.
“تجاينا زوريا”.. أكبر سفينة كهربائية في العالم
أكبر سفينة كهربائية في العالم، بطول 130 مترًا، لم تعد حلماً بعيداً. فقد أطلقتها شركة “إنكات” الأسترالية، لتكون نموذجاً عملياً لقوة الهندسة الحديثة وقدرتها على الموازنة بين الأداء العالي وحماية البيئة.
وتستوعب هذه السفينة الضخمة ما يصل إلى 2100 راكب و225 مركبة، ما يجعلها واحدة من أكثر السفن قدرة على خدمة الخطوط التجارية والسياحية بين الدول.
بطاريات بوزن 250 طن: طاقة تكفي مدينة صغيرة!
التفوق الهندسي الحقيقي لـ”تجاينا زوريا” يكمن في أنظمة الطاقة الخاصة بها. فقد تم تزويد السفينة بأكثر من 250 طنًا من البطاريات القادرة على تخزين طاقة تفوق 40 ميغاواط/ساعة، وهي كمية طاقة كافية لتشغيل مدينة صغيرة ليوم كامل!
كما تم تزويدها بـ8 محركات نفاثة كهربائية تُعد أقوى بأربع مرات من أي نظام تم استخدامه سابقاً في هذا المجال، ما يضعها في صدارة تكنولوجيا الدفع الكهربائي البحري.
من تسمانيا إلى أمريكا الجنوبية: رؤية عالمية
تم تسليم “تجاينا زوريا” لشركة Buquebus، المشغلة لخطوط العبارات بين العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس وأوروغواي عبر نهر بليت. وتؤكد هذه الخطوة أن التحول إلى الطاقة النظيفة لم يعد فكرة نظرية، بل أصبح مشروعاً تجارياً قابلاً للتوسع عالميًا.
مشروع طموح يقود الابتكار
روبرت كليفورد، رئيس مجلس إدارة “إنكات”، وصف المشروع بأنه “الأكثر طموحاً وتعقيداً في تاريخ الشركة الممتد لأكثر من 40 عاماً”. وأكد أن رؤية الشركة لا تتوقف عند هذه السفينة فقط، بل تمتد إلى نشر هذه التقنية حول العالم.
مثال عملي: في حال تم تطبيق هذه التقنية على عشرات العبارات والسفن حول العالم، يمكن تقليل آلاف الأطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، خاصة في المناطق الساحلية والمدن الكبرى.
لماذا يمثل هذا المشروع أهمية للعالم؟
- خفض الانبعاثات الكربونية في النقل البحري.
- تقليل الضوضاء البحرية التي تؤثر على الحياة المائية.
- فتح المجال أمام استثمارات جديدة في الطاقة النظيفة البحرية.
- دعم الاقتصاد الأخضر عبر تقنيات متقدمة قابلة للتطبيق التجاري.
خاتمة:
مشروع “تجاينا زوريا” ليس فقط سبقًا تقنيًا بل هو إعلان صريح بأن مستقبل الملاحة سيكون كهربائيًا. وإذا تم دعم مثل هذه المبادرات بالتشريعات والاستثمارات الدولية، فقد نشهد قريباً تحوّلاً جذريًا في قطاع النقل البحري.
أسئلة وأجوبة شائعة حول سفينة “تجاينا زوريا”:
ما هي أكبر سفينة كهربائية في العالم؟
“تجاينا زوريا” الأسترالية، بطول 130 مترًا وسعة 2100 راكب، تُعد الأكبر من نوعها.
كم تبلغ سعة بطاريات سفينة “تجاينا زوريا”؟
أكثر من 40 ميغاواط/ساعة، ما يجعلها الأقوى عالميًا بين السفن الكهربائية.
أين تعمل سفينة “تجاينا زوريا”؟
تعمل بين بوينس آيريس (الأرجنتين) وأوروغواي، عبر نهر بليت.
من هي الشركة المصنعة لـ”تجاينا زوريا”؟
شركة “إنكات” الأسترالية المتخصصة في بناء السفن المتطورة.
هل يمكن تعميم هذا النموذج عالميًا؟
نعم، و”إنكات” تخطط لذلك بالفعل، بدعم من شركات تشغيل عالمية.