صفقة قد تغيّر مسار الاقتصاد العالمي… أم مجرد هدنة قصيرة؟
في خطوة مفاجئة للأسواق، أعلنت الولايات المتحدة والصين توصلهما إلى اتفاق تجاري مؤقت يتضمن خفضاً متبادلاً للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً. الاتفاق أنعش مؤشرات وول ستريت التي كانت تعاني من تذبذب حاد في الآونة الأخيرة، لكنه لم يُطفئ نار القلق من التضخم الذي يهدد بتقويض التعافي الاقتصادي الأميركي.
تفاصيل الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني: قفزة في الأسواق وهدوء مؤقت
ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية فور إعلان الاتفاق. حيث قفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.8%، في حين صعد مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 900 نقطة، أي حوالي 2.2%. أما مؤشر ناسداك 100 فقد تصدر المكاسب بزيادة بلغت 3.6%.
وتوصل الجانبان إلى اتفاق يُجمّد التصعيد الجمركي لمدة 90 يوماً، ويخفض الرسوم الأميركية على السلع الصينية من 145% إلى 30%، مقابل خفض الرسوم الصينية من 125% إلى 10%.
📌 مثال عملي: هذا الخفض سيؤدي مباشرة إلى انخفاض أسعار الإلكترونيات والأجهزة المنزلية المستوردة من الصين، ما ينعكس على سلة المستهلك الأميركي ويعزز من قدرته الشرائية مؤقتًا.
هل الاتفاق كافٍ لطمأنة الأسواق؟ مؤشرات التضخم تقول غير ذلك
رغم الارتياح اللحظي في الأسواق، إلا أن التحديات لم تنتهِ. فالتوقعات تشير إلى استمرار الضغوط التضخمية، حيث سجلت مؤشرات الأسعار أعلى مستوياتها منذ أكثر من أربعة عقود. هذا يعني أن كلفة السلع لا تزال مرتفعة رغم الاتفاق.
🔍 معلومة مهمة: الولايات المتحدة لا تزال تُبقي على “خط أساس جمركي” بنسبة 10% على جميع الواردات، مما يعكس نية الإبقاء على سياسة الحماية التجارية.
أسبوع حاسم للأسواق: مؤشرات التضخم وبيانات المبيعات على الطاولة
تترقب الأسواق إعلان مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) يوم الثلاثاء، ومؤشر أسعار المنتجين (PPI) يوم الخميس. إضافة إلى بيانات مبيعات التجزئة التي تعكس أداء المستهلك الأميركي.
📊 أرقام منتظرة:
- من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.3% خلال أبريل.
- المؤشر الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) يُتوقع أن يسجل 2.8% سنويًا.
موقف الاحتياطي الفيدرالي: بين المطرقة والسندان
صرّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن حالة عدم اليقين مرتفعة، وأن “المخاطر السلبية زادت”، في إشارة إلى التضخم المتصاعد مقابل تباطؤ النمو.
📌 تحدي مزدوج: البنك المركزي يواجه ركودًا تضخميًا – أي ارتفاع التضخم والبطالة معًا – مما يقيّد مرونة السياسة النقدية.
وقد حذر مسؤولون آخرون في الفيدرالي من أن استمرار فرض الرسوم قد يؤدي إلى مزيد من التباطؤ الاقتصادي.
تأثير الاتفاق الأمريكي الصيني على الاقتصاد العالمي: هل تتكرر تجربة اتفاق جنيف؟
بينما يرى البعض أن الاتفاق خطوة في الاتجاه الصحيح، يُشكك آخرون في استدامته، خاصة أنه لم يُلغِ الرسوم تمامًا بل خففها مؤقتًا. التجارب السابقة – مثل اتفاق جنيف – أظهرت أن مثل هذه “الهُدن” قد تكون قصيرة الأجل.
خاتمة: هل نحن أمام انفراجة أم تأجيل للأزمة؟
رغم الاحتفالية التي سادت وول ستريت، فإن جوهر الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني لا يزال يحمل طابعاً مؤقتاً. إذ لم تُحلّ المشكلات الجوهرية بعد، كحقوق الملكية الفكرية، وتوازن التجارة، واستقلالية البنك المركزي. لذلك، فإن المستثمرين والاقتصاديين على حد سواء سيبقون في حالة ترقّب حذر.
ما هو الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني الجديد؟
اتفاق مؤقت تم بين واشنطن وبكين لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً بهدف تهدئة التوترات الاقتصادية.
كيف أثّر الاتفاق على الأسواق الأميركية؟
شهدت مؤشرات الأسهم الأميركية ارتفاعًا حادًا مباشرة بعد إعلان الاتفاق، خاصة مؤشر ناسداك وداو جونز.
هل الاتفاق سيخفض الأسعار للمستهلك؟
من المرجّح أن يؤدي خفض الرسوم إلى تراجع نسبي في أسعار بعض السلع المستوردة، مثل الإلكترونيات والملابس.
هل انتهت الحرب التجارية؟
لا، الاتفاق يمثل هدنة قصيرة وليس حلاً دائماً، والرسوم الجمركية لم تُلغَ بالكامل.
ما علاقة الاتفاق بمعدلات التضخم؟
الرسوم المرتفعة كانت عاملاً في ارتفاع التضخم، وبالتالي فإن تخفيفها قد يحد من ضغوط الأسعار، لكن ذلك يعتمد على مدى استمرارية الاتفاق.
المصدر: sa.investing.com



