النقاط الرئيسية
- ابتكار هلام حيوي قادر على إصلاح وتجديد مينا الأسنان طبيعيًا.
- لا يتطلب أي تدخل جراحي ويعتمد على آليات النمو الحيوي الطبيعية.
- يتوقع طرحه في الأسواق العام المقبل من خلال شركة “مينتيك بايو”.
في خطوة وُصفت بأنها ثورة في عالم طب الأسنان، تمكن علماء من جامعة توتنهام البريطانية بالتعاون مع باحثين عالميين من تطوير هلام طبي قادر على إصلاح الأسنان التالفة وتجديد ميناها دون أي تدخل جراحي.
هذا الابتكار، الذي يُتوقع أن يُطرح في الأسواق العام المقبل، قد يغير مستقبل علاج تسوس وتآكل الأسنان جذريًا.
كيف يعمل هذا الهلام الحيوي؟
تقوم آلية عمل الهلام على محاكاة الطريقة الطبيعية التي تتشكل بها المينا خلال مرحلة الطفولة. فعند وضعه على سطح السن، يبدأ بتكوين طبقة معدنية دقيقة تملأ الثقوب والتشققات، ثم يمتص الأيونات والكالسيوم والفوسفات من اللعاب لتقوية تلك الطبقة تدريجيًا.
النتيجة؟ مينا جديدة تشبه الأصلية تمامًا من حيث القوة واللمعان والقدرة على مقاومة الأحماض.
ابتكار آمن وسهل الاستخدام
البروفيسور ألفارو ماتا، رئيس قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة توتنهام، أكد أن الهلام الجديد “آمن، وسريع، ولا يحتاج إلى أي أدوات أو عمليات معقدة”. ويكفي وضع كمية صغيرة على المنطقة المتضررة من السن ليبدأ التأثير الحيوي فورًا.
أما الدكتور أبشر حسن، المؤلف الرئيسي للدراسة، فأوضح أن النتائج الميكانيكية أثبتت أن المينا المتجددة تتحمل المضغ والأطعمة الحامضة بنفس كفاءة المينا الطبيعية.
الأمل لملايين المرضى حول العالم
وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من نصف سكان العالم من تآكل أو تسوس الأسنان، وتصل التكلفة السنوية لعلاج هذه الحالات إلى نحو 544 مليار دولار.
هذا يعني أن الابتكار الجديد يمكن أن يمثل طوق نجاة حقيقيًا، خاصة في الدول النامية التي تعاني من ضعف الوصول إلى خدمات طب الأسنان المتقدمة.
مستقبل واعد: من المختبر إلى الأسواق
الفريق البحثي أسس شركة ناشئة باسم “مينتيك بايو” لتحويل الابتكار إلى منتجات تجارية، مع خطط لإطلاق أول منتج رسمي خلال العام القادم.
ويتوقع الخبراء أن يقود هذا الهلام إلى ظهور جيل جديد من معاجين الأسنان الذكية، التي يمكنها إصلاح المينا ذاتيًا في المنزل، مما قد يقلل الحاجة إلى الحشوات والجلسات المكلفة.
ما بعد طب الأسنان التقليدي
هذا الابتكار قد يكون بداية نهاية الحشوات التقليدية، وولادة عصر جديد من الطب التجديدي القادر على إعادة بناء الأنسجة دون جراحة.
إنها خطوة تُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان وجسده — من الإصلاح الميكانيكي إلى الشفاء الذاتي المدعوم بالذكاء العلمي.
المصادر:
- مجلة Nature Communications
- جامعة توتنهام – قسم الهندسة الطبية الحيوية
- صحيفة The Independent
