الثلاثاء, ديسمبر 2, 2025
إعلان

رغم صغر مساحتها التي لا تتجاوز 34 ألف كيلومتر مربع، وتصنيفها ضمن أفقر دول أوروبا من حيث متوسط الدخل (أقل من 7 آلاف دولار للفرد سنويًا)، تقف مولدوفا اليوم في قلب صراع جيوسياسي متصاعد بين روسيا والغرب. هذا البلد غير الساحلي محاصر جغرافيًا بين أوكرانيا شرقًا ورومانيا غربًا، ما يجعله عقدة وصل حساسة بين الاتحاد الأوروبي والناتو من جهة، والنفوذ الروسي من جهة أخرى.

ترانسيستيريا.. بؤرة النزاع الدائم

في شرق البلاد تقع منطقة ترانسيستيريا، كيان انفصالي مدعوم من موسكو، يضم نحو ثلث مساحة مولدوفا ويستضيف ما يقارب 1500 جندي روسي منذ تسعينيات القرن الماضي. النزاع هناك يعود إلى مرحلة انهيار الاتحاد السوفيتي، عندما رفضت الأقلية الناطقة بالروسية الانضمام لخطاب قومي يميل نحو رومانيا وأوروبا. هذا الجيب الانفصالي بات مصدر قلق للغرب بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، إذ يُخشى من سيناريو مشابه يُشعل جبهة جديدة في خاصرة أوروبا الشرقية.

اقتصاد هش وساحة نفوذ

الواقع الاقتصادي يزيد المشهد تعقيدًا؛ إذ تعتمد مولدوفا بشكل كبير على التحويلات المالية من المهاجرين (أكثر من 12% من الناتج المحلي)، فيما تكافح الدولة للتخفيف من آثار أزمة الطاقة وارتفاع التضخم الذي تجاوز 13% العام الماضي. هذه الهشاشة تجعلها ساحة مفتوحة أمام محاولات موسكو للتأثير عبر التمويل غير المشروع للأحزاب الموالية لها، وهو ما دفع السلطات مؤخرًا إلى حظر حزبين رئيسيين بتهمة تلقي دعم خارجي.

أوروبا في الصورة

بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب في أوكرانيا، منح الاتحاد الأوروبي مولدوفا صفة الدولة المرشحة للانضمام، خطوة اعتُبرت سياسية أكثر من كونها إجرائية، لتأكيد أن كيشيناو جزء من الفضاء الأوروبي. لكن هذا الطريق محفوف بالتحديات: إصلاحات القضاء، مكافحة الفساد، وضمان استقلالية المؤسسات. ورغم الدعم المالي الأوروبي (أكثر من مليار يورو بين 2022 و2024)، لا يزال المجتمع منقسمًا بين من يرى المستقبل في بروكسل، ومن يعتقد أن القرب من موسكو أكثر أمانًا.

انتخابات على مفترق طرق

الانتخابات المقبلة في مولدوفا ليست مجرد استحقاق داخلي، بل اختبار لمستقبل البلاد. حزب العمل والتضامن الحاكم، الموالي لأوروبا، يواجه كتلة انتخابية مدعومة من روسيا تتقدم في استطلاعات الرأي. النتيجة لن تحدد فقط وجهة السياسة الخارجية، بل ستنعكس على أمن الطاقة، الاستقرار الاقتصادي، وحتى مستقبل وجود القوات الروسية في ترانسيستيريا.

إعلان

ما الذي ينتظر مولدوفا؟

قد تبدو مولدوفا دولة صغيرة وضعيفة، لكنها اليوم تمثل “نقطة تماس” بين مشروعين متصارعين: أوروبا الموحدة وروسيا الباحثة عن استعادة نفوذها. أي انزلاق في الداخل المولدوفي قد يفتح بابًا لأزمة جديدة على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، في وقت لم يتعافَ فيه بعد من حرب أوكرانيا.


الأسئلة الشائعة حول مولدوفا

ما هي مولدوفا وأين تقع؟

مولدوفا دولة صغيرة غير ساحلية في أوروبا الشرقية، تقع بين أوكرانيا ورومانيا، وتعتبر من أفقر دول القارة.

ما سبب النزاع في ترانسيستيريا؟

النزاع يعود إلى بداية استقلال مولدوفا عن الاتحاد السوفيتي، حيث رفضت الأقلية الناطقة بالروسية الانضمام لسياسات كيشيناو، وأعلنت انفصالها بدعم روسي.

هل مولدوفا مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟

نعم، حصلت مولدوفا على صفة “مرشح للانضمام” في 2022 بعد أسابيع من حرب أوكرانيا، لكنها مطالبة بإصلاحات كبيرة قبل العضوية الكاملة.

ما وضع الاقتصاد المولدوفي اليوم؟

الاقتصاد هش ويعتمد بشكل أساسي على التحويلات المالية من المهاجرين، ويعاني من معدلات تضخم مرتفعة ونقص في مصادر الطاقة.

كيف تؤثر الانتخابات في مولدوفا على مستقبلها؟

الانتخابات المقبلة ستحدد ما إذا كانت البلاد ستتجه نحو الاتحاد الأوروبي أو ستظل أقرب إلى روسيا، مما سينعكس على سياستها الأمنية والاقتصادية.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version