النقاط الرئيسية
- “نمط الحياة” هو النمط المتكرر للتفكير، الشعور، والتصرفات، ويُشكل العدسة التي نرى بها الحياة.
- يتكون نمط الحياة من برمجة نفسية تجمع بين المعتقدات، العادات، والافتراضات.
- يتشكل نمط الحياة في مرحلة الطفولة المبكرة (6-10 سنوات) ويتأثر بالتربية والتجارب، وفقًا لعالم النفس ألفريد آدلر.
- أنماط حياتنا تتشكل وفقًا لأهدافنا وقراراتنا التي تتحول إلى عادات تلقائية نمارسها بلا وعي.
- يمكن تغيير نمط الحياة من خلال استعادة التحكم في قراراتنا وإعادة تصميمه ليتوافق مع قيمنا وطموحاتنا.
- تحديد العادات التلقائية (سواء الإيجابية أو السلبية) هو الخطوة الأولى لفهم نمط الحياة الحالي وتوجيهه نحو الأفضل.
هل سبق لك أن تساءلت لماذا تسير حياتك على وتيرة معينة؟ ولماذا تتخذ قرارات وتتصرف بطرق تبدو وكأنها تلقائية؟ الإجابة تكمن في مفهوم عميق ولكنه بسيط: نمط الحياة. إنه ليس مجرد “أسلوب عيش”، بل هو نسيج معقد من الأفكار، المعتقدات، العادات، والافتراضات التي تشكل عدستك الفريدة التي ترى بها العالم وتتفاعل معه. في هذه المقالة، سنشرح كيف يمكنك أن تعيد تصميم نمط حياتك ليكون انعكاسًا حقيقيًا لقيمك وطموحاتك، وليمنحك تجربة عيش أفضل وأكثر انسجامًا.
ماذا يعني “نمط الحياة” حقًا؟ العدسة التي ترى بها العالم
بعيدًا عن الترجمة الحرفية الشائعة “أسلوب الحياة”، يُفضل استخدام مصطلح “نمط الحياة” ليعكس معناه الحقيقي. فالنمط يعني التكرار بشكل متناسق ودوري، والطريقة والمذهب. وبناءً عليه، يمكننا تعريف نمط الحياة كالتالي:
- برمجة نفسية متكاملة: هو النمط المتكرر للتفكير، الشعور، والتصرفات التي تميز موقف الفرد الفريد تجاه الحياة.
- نتاج تراكمي: يتكون من مزيج من المعتقدات الراسخة، العادات اليومية، والافتراضات المسبقة التي تشكل الطريقة التي نرى بها الحياة ونتصرف بناءً عليها.
- العدسة الشخصية: ببساطة، هو الإطار الذي تفسر من خلاله جميع أحداث حياتك وتستجيب لها.
جذور نمط الحياة: كيف يتشكل ويؤثر في مسارنا؟
لفهم عمق تأثير نمط الحياة، نعود إلى عالم النفس النمساوي ألفريد آدلر (مؤسس علم النفس الفردي)، الذي يُعد أبرز من استخدم هذا المصطلح. يرى آدلر أن نمط الحياة يبدأ في التشكل والتطور لدى الفرد في مرحلة الطفولة المبكرة (بين سن السادسة والعاشرة)، ويتأثر بالتربية والتجارب المكتسبة والأحداث التي يمر بها الطفل.
- الغائية (Teleology): يرتكز علم النفس الأدليري على مفهوم الغائية، والذي يعني أن الظواهر تُشرح بناءً على الغاية والهدف الذي تخدمه، لا على سبب نشأتها.
- قرارات وأهداف: وفقًا لآدلر، تتشكل أنماط حياتنا بناءً على أهدافنا وقراراتنا المتراكمة، والتي قد تكون في البداية آنية أو قصيرة المدى. هذه القرارات تتحول مع الوقت إلى عادات تلقائية نمارسها دون وعي كامل بتبعاتها.
- التأثير الخفي: هذه العادات التلقائية هي التي تُحدد إلى حد كبير مسار حياتنا، وتُشكل طريقة تفاعلنا مع الأحداث، وبالتالي تُؤثر على جودة تجربتنا اليومية.
هل يمكننا تغيير نمط حياتنا؟ نعم، الزمام في يدك!
الخبر المفرح هو أن تغيير نمط حياتك ممكن تمامًا! جزء كبير من أنماطنا الحالية تشكل لأسباب لم نخترها في طفولتنا، لكن الآن لدينا الفرصة لاستعادة زمام الأمور وتصميم نمط حياة يناسب شخصيتنا وقيمنا وطموحاتنا.
- إعادة التحكم: الهدف هو إعادة التحكم في القرارات التي تُشكل حياتنا اليومية.
- الانسجام مع الذات: تصميم نمط حياة يكون منسجمًا مع قيمنا الحقيقية، بيئتنا، وجودة الحياة التي نطمح إليها.
- رحلة التصميم الواعي: تتطلب هذه العملية فهمًا عميقًا لمفهوم التصميم، وخطوات عملية للبدء في التغيير.
اكتشف عاداتك التلقائية
لتبدأ رحلة إعادة التصميم، خذ لحظة للتأمل وشاركنا:
- ما هي “عادة تلقائية” واحدة فقط تعتقد أنها أثرت على نمط حياتك الحالي بشكل ملموس، سواء سلبًا أو إيجابًا؟
- كيف تكتشفها؟ راقب يومك بعناية، وتأمل أين تكمن مشاعر الرضا أو الاستياء. غالبًا ما ستجد في جذر هذه المشاعر عادة تلقائية تُساهم في تحقيق الرضا أو تخفيف الاستياء.
تسليط الضوء على هذه العادات هو خطوتك الأولى نحو فهم نمط حياتك وتوجيهه نحو ما تطمح إليه. في المرات القادمة، سنتعمق أكثر في خطوات عملية لتصميم نمط الحياة الذي يشبهك.
المصادر:
- خبراء ومفاهيم في علم النفس
- منصة ثمانية السعودية



