إذا كنت تظن أنّك رأيت كل شيء، فكر مجددًا! عجائب دنيا غير معروفة لا تزال مختبئة في أدغال فيتنام، وطبقات إثيوبيا البازلتية، وصخور تنزانيا القلوية. علاوة على ذلك، تكشف هذه المواقع أسرارًا جيولوجيّة، هندسيّة، وثقافيّة تجعل العلماء والسيّاح على حد سواء يقفون مبهورين. في هذا الدليل الموسَّع ستتعرّف – خطوة بخطوة – إلى سبع معالم تبرهن أنّ كوكبنا أغرب وأكثر إثارة ممّا نتخيل.
1. كهف سون دونغ: أضخم تجويف تحت الأرض في العالم
يقبع كهف سون دونغ في قلب متنزّه فونغ نها-كيه بانغ الوطني، وقد بقي مجهولًا حتى التسعينيات، بينما بُدِئت رحلات الاستكشاف الجادة عام 2009. ارتفاع قبّته يصل إلى 200 متر؛ لذلك، يستطيع مبنى مكوّن من 40 طابقًا الوقوف داخله مرتاحًا. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي انهياران طبيعيان في السقف إلى إدخال ضوء الشمس، فتكوّنت غابتان داخليتان يُطلَق عليهما «جنّة عدن».
سؤال & جواب
س: كم يومًا تحتاج لزيارة الكهف؟
ج: تتطلّب الجولة المرخّصة خمسة أيام، يتخلّلها يومان من المشي عبر الأدغال الكثيفة.
2. كنائس لاليبلا الصخرية: “القدس الإفريقية” المنحوتة باليد
على هضاب إثيوبيا بُنيت إحدى عشرة كنيسة من كتلةٍ بركانيةٍ واحدةٍ خلال أوائل القرن الثالث عشر. لذلك، لا تحوي الجدران طوبةً واحدة، بل مجرّد صخر أحمر شُذِّب بدقّة. تشير الأساطير إلى أنّ الملك لاليبلا رأى في حلمه مدينة سماوية، وهكذا تحقّق الحلم على الأرض.
سؤال & جواب
س: هل ما زالت الكنائس تُستخدم؟
ج: نعم، تُقام فيها الصلوات حتى اليوم، خصوصًا خلال عيد الغطاس الإثيوبي «تيمكات».
3. مدينة ديرينكويو تحت الأرض: شبكة حماية بيزنطية
بين كهوف كبادوكيا، تبتلع مداخل صغيرة الزائر إلى عمق 85 مترًا عبر 18 مستوى. أنفاق بطول ثمانية كيلومترات تربط ديرينكويو بمدنٍ جوفية مجاورة، ولذلك استطاع السكان إخفاء آلاف الأشخاص أثناء الغزوات العربية والمغولية. ستجد معاصر نبيذ، إسطبلات، وكنائس صغيرة مضاءة بفتحات تهوية ذكية.
سؤال & جواب
س: هل بُنيت لحماية المسيحيين من الرومان؟
ج: الأدلة الأثرية تشير إلى أن بدايتها فريجية، ثم وسّعها البيزنطيون لاحقًا للحماية من الغزاة.
4. سيجيريا: قلعة الأسد المعلّقة في سماء سريلانكا
على صخرةٍ شاهقة ترتفع 200 متر وسط أدغال خضراء، بنى الملك كاشيابا قصره بعد انقلابه الدموي على والده. يحتوي الموقع على لوحات «العذارى السماويات» – 22 امرأة مرسومة بألوانٍ طبيعيةٍ لا تزال زاهية بعد 1500 عام. إضافة إلى ذلك، يعمل نظام ريّ متدرّج بُني في القرن الخامس وما زال يدهش المهندسين بسبب كفاءة توزيع المياه بالتدرّج الجاذبي.
سؤال & جواب
س: لماذا اختار كاشيابا هذا الموقع؟
ج: لأنه يوفّر دفاعًا طبيعيًا واستعراضًا للقوة السياسية في آنٍ معًا.
5. كهوف إلّورا: سيمفونية التسامح الديني
يمتد مجمّع إلّورا على 34 معبدًا بوذيًا، هندوسيًا، وجاينيًا حُفرت جنبًا إلى جنب. لكنه يُشتهر خصوصًا بمعبد «كايلاسا» الذي نُحت من قمة الجبل إلى أسفله، مع إزالةٍ تقدّر بـ 200 ألف طن من الصخر البازلتي. نتيجةً لذلك، يظهر المبنى وكأنه شيّد من الخارج، رغم كونه منحوتًا رأسيًا. الأعمدة المحفورة تقلّد عروق الخشب، بينما ترتفع تماثيل الآلهة لثلاثة طوابق.
سؤال & جواب
س: كم استغرق حفر معبد كايلاسا؟
ج: تُرجّح الدراسات أنه استغرق أقل من 20 عامًا بفضل تقنية «الأعلى إلى الأسفل».
6. بحيرة النطرون: مختبر طبيعي للتحنيط القلوي
تقع البحيرة في الأخدود الإفريقي العظيم، وتصل قلويتها إلى pH 12، ما يعادل الأمونيا المخفَّفة. لهذا السبب، تتحجّر جثث الطيور الصغيرة بسرعة، فتظهر كتماثيل حجرية. ومع ذلك، يعشقها الفلامنغو القزم؛ إذ يحمي جلده ورجلاه القلويتان من الحروق بينما يتغذّى على الطحالب الغنية بالكاروتينات التي تكسبه لونه الوردي.
سؤال & جواب
س: هل تشكِّل البحيرة خطرًا على البشر؟
ج: السباحة فيها غير محبّذة لأن القلوية العالية قد تهيّج البشرة والعينين.
7. مون سان-ميشيل: جزيرة تتحدى المدّ والجزر
على ساحل نورماندي، تظهر طريق معبّد نحو مون سان-ميشيل خلال الجَزر ثم يختفي تحت أمواج تصل في أيام المدّ الأعلى إلى ثلاثة عشر مترًا. بُني الدير القوطي على صخرة قطرها يقارب 300 متر، ومع ذلك، صمد أمام حصارٍ إنجليزي عنيف سنة 1433 أثناء حرب المائة عام.
سؤال & جواب
س: هل يُغمر الطريق دائمًا؟
ج: بعد إنشاء جسر حديث عام 2014، لا تُغمر الجزيرة سوى في ذرى المدّ الربيعي نحو 15 يومًا سنويًا.
خلاصة
من كهف يحتضن ناطحات سحاب وهمية إلى بحيرةٍ تحنّط ضحاياها بمعادنها القلوية، تُظهر عجائب دنيا غير معروفة تنوعًا مذهلًا يُثبت أن كوكبنا لا يزال يخبّئ قصصًا تفوق الخيال. لذلك، خطّط لرحلتك القادمة، واغمر نفسك في أسرار الأرض قبل أن تصبح هذه المواقع، هي الأخرى، مألوفة للجميع.
المصدر:
UNESCO, National Geographic, Smithsonian Magazine, Scientific Reports, Lonely Planet
أسئلة يتداولها الناس حول عجائب الدنيا:
ما هي أكبر كهف طبيعي في العالم؟
أكبر كهف معروف حاليًا هو كهف سون دونغ في فيتنام، ويبلغ ارتفاعه حوالي 200 متر وعرضه 150 مترًا، وهو واسع بما يكفي ليحتوي على مبنى مكوّن من 40 طابقًا.
هل يمكن زيارة كنائس لاليبلا المحفورة بالصخر؟
نعم، الكنائس في مدينة لاليبلا الإثيوبية مفتوحة للزيارة، وهي لا تزال تُستخدم كمراكز عبادة نشطة حتى اليوم.
ما الغرض من بناء مدينة ديرينكويو تحت الأرض؟
شُيدت هذه المدينة العميقة لتوفير مأوى للسكان خلال الحروب والغزوات، خاصة في العصور البيزنطية، وكانت تحتوي على منشآت معيشية متكاملة.
لماذا تعتبر بحيرة النطرون في تنزانيا خطيرة؟
لأن درجة حموضتها العالية (pH من 10.5 إلى 12) وحرارتها المرتفعة تجعلها قاتلة لمعظم الكائنات، إلا أن الفلامنغو القزم قادر على التعايش فيها.
ما سرّ اختفاء الطريق المؤدي إلى مون سان ميشيل؟
الطريق المؤدي إلى الجزيرة يُغمر خلال المدّ العالي ويظهر مجددًا عند الجَزر، ما يجعل الوصول إليها تجربة فريدة تعتمد على توقيت المد والجزر.