في قلب الأدغال الكثيفة لمتنزّه نيوكولو-كوبا الوطني في السنغال، وثّقت عدسات الكاميرات لحظة نادرة لفيل يُعرف باسم “الفيل الشبح”، أحد أكثر الحيوانات ندرة في غرب أفريقيا. هذا المشهد، الذي أعاد الأمل وأشعل القلق في آنٍ معًا، يفتح الباب للحديث عن التحديات البيئية التي تهدد بقاء هذا النوع الفريد من فيلة الغابات الأفريقية.
🐘 من هو “فيل الشبح” الذي ظهر في السنغال؟
ظهر الفيل المعروف باسم “عثمان” أمام كاميرا مصيدة تم وضعها في إطار مشروع لحماية الحياة البرية، وهو أول توثيق له منذ عام 2019. أطلق عليه الحراس هذا الاسم تقديرًا لأحد موظفي الحديقة، ويُعد من بين آخر فيلة الغابات في السنغال، التي كانت موطنًا لمئات الفيلة سابقًا.
ويُطلق على هذا النوع من الفيلة لقب “الشبح” نظرًا لندرته الشديدة وطبيعته المتخفية، حيث يعيش في المناطق الحرجية الكثيفة ويتجنب البشر.
هل الفيل “عثمان” هو الأخير من نوعه؟
بحسب تصريحات فيل هينشل، مدير برنامج غرب ووسط أفريقيا في منظمة بانثيرا، يتم حاليًا إجراء مسوحات ميدانية لتحديد ما إذا كان “عثمان” هو الفيل الوحيد المتبقي في المتنزّه، وربما في البلاد بأكملها. وتشير التقديرات إلى أن عدد الفيلة في المنطقة لا يتجاوز 10 فقط، ما يجعل الأمر مقلقًا للغاية.
أسباب الانقراض المحتمل لفيل الشبح في السنغال:
- الصيد الجائر: يعتبر العاج من الأسباب الرئيسية وراء قتل الفيلة، حتى في المحميات.
- فقدان الموائل: الزحف العمراني وقطع الأشجار قلّصا المساحات التي تعيش فيها هذه الفيلة.
- ضعف الحماية: قلة الموارد والتجهيزات في بعض المحميات يزيد من صعوبة حماية الأنواع المهددة.
ماذا تفعل السلطات لحماية الفيلة؟
منذ عام 2017، عززت منظمة بانثيرا بالتعاون مع مديرية الحدائق الوطنية السنغالية جهودها لحماية الحياة البرية، لا سيما الأسود. ويجري حاليًا التفكير في إمكانية استقدام قطيع من إناث الفيلة إلى المتنزه، بهدف إعادة إحياء هذا النوع عبر التكاثر الطبيعي.
إذا تبيّن أن “عثمان” هو الوحيد، فقد يكون هذا الحل هو الأمل الأخير لإنقاذ فيلة الغابات في السنغال.
لماذا يشكل هذا الحدث جرس إنذار للعالم؟
رصد فيل الشبح ليس مجرد توثيق لحيوان نادر، بل هو إشارة تحذيرية عالمية عن اختفاء أنواع برية نادرة في أفريقيا وغيرها. الحفاظ على التوازن البيئي وحماية الكائنات المهددة بالانقراض لم يعد رفاهية، بل ضرورة عالمية.
رؤية “فيل الشبح” في السنغال هي لحظة نادرة، لكنها في الوقت ذاته تذكير صارخ بأن الطبيعة ليست بخير. استمرار هذا النوع من الفيلة يتطلب إجراءات عاجلة. ليس فقط من الهيئات المحلية بل من العالم بأسره. إنقاذ “عثمان” ومن على شاكلته ليس فقط إنقاذًا لحيوان، بل هو حماية لإرث بيئي كامل يجب ألا نسمح بزواله.
📰 المصدر:
Panthera / National Parks Directorate of Senegal
ما هو فيل الشبح؟
فيل الشبح هو اسم يُطلق على فيل الغابات الأفريقي شديد الندرة. الذي يعيش في مناطق كثيفة الأشجار ويتجنب الظهور، ما يجعل رصده نادرًا للغاية.
لماذا يُعد رصده في السنغال حدثًا مهمًا؟
لأن هذا النوع مهدد بالانقراض، وقد يكون “عثمان” هو آخر فيل غابات أفريقي في البلاد، مما يثير قلقًا بيئيًا كبيرًا.
ما الجهود المبذولة لحمايته؟
تتضمن الخطط الجارية تقييم إمكانية جلب فيلة إناث لإعادة إنشاء قطيع جديد داخل المتنزه الوطني.
