النقاط الرئيسية
- مشروع “صفر نفايات” في تركيا، انطلق عام 2017 بمبادرة من أمينة أردوغان، بهدف تقليل التلوث وتعزيز الاقتصاد الدائري.
- ارتفع معدل إعادة التدوير من 13% إلى 35% في 7 سنوات، مع خطط للوصول إلى 60% بحلول 2035.
- اعتمدت الأمم المتحدة يوم 30 مارس يومًا عالميًا لـ”صفر نفايات” استجابة لمقترح تركي، مما يؤكد مكانة المشروع عالمياً.
- يقوم المشروع على 6 مبادئ رئيسية تشمل منع الإسراف، تقليل النفايات، فصلها، وإعادة تدويرها لتحقيق فوائد اقتصادية وبيئية.
- تم إطلاق برنامج “صفر نفايات زرقاء” في 2019 لحماية البحار والموارد المائية.
- ساهم المشروع في إنقاذ ملايين الأشجار والمياه والنفط، ومنع انبعاث ملايين الأطنان من الغازات الدفيئة، وحقق مكاسب اقتصادية ضخمة.
- يواجه المشروع تحديات مثل إهدار الغذاء (المصدر الرئيسي لانبعاثات الميثان) ونقص البنية التحتية في المناطق الريفية.
في رحلة ملهمة نحو الحفاظ على كوكبنا، سطع نجم مشروع “صفر نفايات” في تركيا كنموذج رائد للعمل البيئي الفعال. فمنذ إطلاقه في عام 2017 بمبادرة كريمة من السيدة الأولى أمينة أردوغان، لم يقتصر تأثير هذا المشروع على تغيير السلوكيات المجتمعية داخل تركيا فحسب، بل امتد ليصبح “نسمة أمل للإنسانية” ويُلهِم العالم بأسره نحو مستقبل أكثر استدامة. كيف نجحت تركيا في تحويل تحدي النفايات إلى فرصة لتعزيز الاقتصاد الدائري، إنقاذ الموارد الطبيعية، والحد من التلوث، محققة إنجازات مذهلة خلال سبع سنوات فقط؟
رحلة “صفر نفايات”: إنجازات تركية بأبعاد عالمية
لم يكن مشروع “صفر نفايات” مجرد مبادرة بيئية عابرة، بل هو رؤية استراتيجية أحدثت تحولًا جذريًا:
-
قفزة نوعية في إعادة التدوير: ارتفع معدل إعادة التدوير في تركيا من 13% عام 2017 إلى 35% في 2023، مع طموح للوصول إلى 60% بحلول 2035. هذا يعني تقليل هائل لكمية النفايات التي تصل إلى المكبات أو المحارق، وبالتالي حماية البيئة.
-
بصمة عالمية: اعتمدت الأمم المتحدة يوم 30 مارس/آذار يومًا عالميًا لـ “صفر نفايات” عام 2023، بناءً على مقترح تركي مدعوم من 105 دول. هذا يؤكد مكانة تركيا كقائد عالمي في مواجهة تحديات التغير المناخي.
-
مبادئ واضحة لمستقبل مستدام: يعتمد المشروع على 6 مبادئ أساسية: منع الإسراف، تقليل النفايات، فصلها وتصنيفها، الاستخدام الإنتاجي للموارد، جلب الفائدة الاقتصادية عبر إعادة التدوير، وترك عالم نظيف للأجيال القادمة.
إعلان
“صفر نفايات زرقاء”: حماية بحار تركيا ومياهها الثمينة
لتعزيز جهودها، أطلقت تركيا برنامج “صفر نفايات زرقاء” في 2019، والذي يركز على حماية البحار والموارد المائية من أطنان النفايات. هذا البرنامج الحيوي يحمي الكائنات البحرية ويضمن سلامة الإنسان المستهلك، ويعكس التزام تركيا بحماية جميع أشكال الحياة البيئية.
7 سنوات من النجاح: أرقام تتحدث عن نفسها
احتفالاً بمرور 7 سنوات على انطلاقه تحت شعار “7 قارات في 7 سنوات”، يواصل المشروع تحقيق إنجازات بيئية واقتصادية مبهرة:
-
بنية تحتية متطورة: تم اعتماد نظام إدارة النفايات الصفرية في 193 ألف مبنى، وإنشاء 46 منشأة متخصصة لتخزين وفصل ونقل النفايات.
-
توفير ضخم للموارد:
-
إنقاذ 498 مليون شجرة من القطع.
-
توفير 819 مليون متر مكعب من المياه.
-
توفير 127 مليون برميل من النفط.
-
منع انبعاث 5.9 ملايين طن من الغازات الدفيئة.
-
توفير 2.6 مليار كيلووات/ساعة من الطاقة.
-
-
مكاسب اقتصادية وبيئية: إعادة 185 مليار ليرة تركية إلى الاقتصاد عبر إعادة التدوير، وتوفير 104 ملايين متر مكعب من مساحة التخزين.
كل هذه الأرقام تُبرهن على أن “صفر نفايات” ليس مجرد شعار، بل هو برنامج عملي يُحدث فرقًا ملموسًا على أرض الواقع.
مواجهة التحديات: إهدار الغذاء ومستقبل المشروع
على الرغم من النجاحات، يواجه المشروع تحديات مهمة، أبرزها إهدار الغذاء، الذي يمثل أزمة عالمية وملحة. وفقًا للخبراء، يُمثل قطاع النفايات، خاصة النفايات العضوية، مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات غاز الميثان، وهو غاز أكثر خطورة على المناخ من ثاني أكسيد الكربون. فثلث الغذاء المنتج عالميًا يصبح نفايات، ولو كان هذا الهدر دولة، لكانت ثالث أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون!
لذلك، يركز المشروع على:
-
منع توليد النفايات من المصدر: لتقليل الطلب على المواد الخام وتجنب مخاطر التعرض للمواد الكيميائية الضارة.
-
التوسع في قطاعات جديدة: مثل البناء والزراعة، مع التركيز على المناطق الريفية التي تفتقر إلى البنية التحتية لإدارة النفايات.
-
تجاوز تحديات البنية التحتية وتغيير السلوكيات: من خلال توفير الموارد الإضافية، تنظيم برامج التوعية المكثفة، وتطوير الحلول التقنية المناسبة.
تركيا، من خلال مشروع “صفر نفايات”، لا تُقدم نموذجًا وطنيًا فحسب، بل تُمهّد الطريق لصحوة بيئية عالمية تهدف إلى بناء مستقبل أنظف وأكثر استدامة للأجيال القادمة. إنها دعوة للجميع للمساهمة في هذا الهدف النبيل، لأن كل جهد صغير يُحدث فرقًا كبيرًا.
المصادر:
- وزارة البيئة والتحضر والتغير المناخي التركية
- المديرية العامة لبنك “إيللر” التركي
- الجزيرة نت
