أكدت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري أن إنتاج النفط الروسي لم يتأثر بالعقوبات الأميركية الأخيرة، حيث تمكنت موسكو من الحفاظ على صادراتها النفطية عبر إيجاد حلول بديلة. ووفقًا للتقرير، ارتفع إنتاج روسيا من الخام بمقدار 100 ألف برميل يوميًا خلال الشهر الماضي، ليصل إلى 9.2 ملايين برميل يوميًا، على الرغم من القيود المشددة التي فرضتها الولايات المتحدة في 10 يناير/كانون الثاني.
تأثير العقوبات على أسواق النفط
رغم توقعات وكالة الطاقة بأن تؤدي العقوبات إلى اضطراب سلاسل إمداد النفط الروسية، فإن الأسواق النفطية أظهرت مرونة كبيرة في مواجهة هذه التحديات. وشهدت أسعار النفط ارتفاعًا بحوالي 8 دولارات، لتصل إلى أعلى مستوى لها خلال خمسة أشهر في منتصف يناير، لكن هذه المكاسب سرعان ما تراجعت نتيجة المخاوف الاقتصادية العالمية واستمرار الحروب التجارية.
توقعات إنتاج النفط العالمي
لا تزال وكالة الطاقة الدولية تتوقع أن إمدادات النفط من خارج أوبك بلس ستنمو بمعدل أسرع من الطلب العالمي. ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج خارج المجموعة بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا هذا العام، مقارنة بنمو الطلب العالمي المتوقع عند 1.1 مليون برميل يوميًا، مما يعكس استمرار وفرة المعروض.
الصين ودورها في الطلب العالمي
تبقى الصين المحرك الرئيسي لنمو الطلب العالمي على النفط، بفضل قطاع البتروكيماويات، رغم التراجع الطفيف في الطلب على وقود النقل التقليدي مثل البنزين والكيروسين وزيت الغاز خلال عام 2024. وتُشير التحولات الهيكلية إلى تغيير في نمط استهلاك النفط داخل الصين، مما قد يؤثر على توقعات الطلب مستقبلاً.

تفاصيل العقوبات الأميركية الأخيرة
في إطار الضغط على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، فرضت إدارة الرئيس جو بايدن الشهر الماضي أوسع حزمة من العقوبات تستهدف إيرادات النفط والغاز الروسية. وانضمت بريطانيا أيضًا إلى هذه العقوبات، مما زاد من الضغوط على الاقتصاد الروسي.
الشركات الروسية وردّها على العقوبات
- أكدت غازبروم نفت، إحدى أكبر شركات النفط الروسية، أن العقوبات لن تؤثر على عملياتها، ووصفتها بأنها غير مبررة ومخالفة لمبادئ المنافسة الحرة.
- شركة التأمين الروسية إنغوستراخ التي طالتها العقوبات أعلنت أنها تواصل العمل بشكل طبيعي وتفي بجميع التزاماتها تجاه عملائها.

ما هي طبيعة العقوبات؟
فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات صارمة استهدفت:
- غازبروم وسورغوتنفتيغاز، من أكبر منتجي النفط في روسيا.
- 183 ناقلة نفط روسية، بينها ناقلات ضمن أسطول الظل، الذي يُشغّل سفنًا قديمة خارج المنظومة الغربية.
- شركات تجارة النفط وخدمات الحقول النفطية ومسؤولين بارزين في قطاع الطاقة الروسي.
- شركتي تأمين بحري روسيتين، هما إنغوستراخ ومجموعة ألفاستراخوفاني.
- إلغاء إعفاء الوسطاء الماليين من العقوبات المفروضة على البنوك الروسية عند تنفيذ مدفوعات الطاقة.
مستقبل إنتاج النفط الروسي
رغم تصاعد العقوبات، تؤكد التقارير أن إنتاج النفط الروسي لا يزال قويًا بفضل قدرة موسكو على إيجاد طرق بديلة لتصدير الخام، سواء من خلال شركاء تجاريين جدد أو عبر استراتيجيات لوجستية معقدة. ومع استمرار العقوبات، يبقى التساؤل مفتوحًا حول مدى قدرتها على إحداث تأثير فعلي على تدفقات النفط الروسية خلال الأشهر المقبلة.
إنتاج النفط الروسي يواصل الصمود رغم العقوبات الأميركية المشددة، مما يعكس قدرة موسكو على التعامل مع الضغوط الاقتصادية، ويعيد رسم ملامح الأسواق النفطية العالمية في المستقبل القريب.

[…] الصينية قد لا يكون لها تأثير مباشر واسع، إلا أن قيود تصدير المعادن النادرة تُعتبر من أخطر الخطوات، حيث […]