تصعيد جديد في الحرب التجارية
دخلت العلاقات الاقتصادية بين الصين وأميركا مرحلة جديدة من التوتر بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية إضافية بنسبة 10% على الصادرات الصينية. جاء الرد الصيني قويًا، حيث أعلنت بكين عن مجموعة من التدابير الانتقامية، شملت تحقيقات لمكافحة الاحتكار، وفرض رسوم جمركية على سلع أميركية، وتشديد قيود تصدير المعادن النادرة التي تُعتبر ضرورية لصناعات التكنولوجيا والدفاع.
بحسب تقرير نشرته الإيكونوميست، فإن هذه الإجراءات الصينية لا تأتي كرد فعل انتقامي فحسب، بل تحمل تحذيرًا صريحًا من تصعيد اقتصادي قد يؤدي إلى حرب تجارية شاملة.
أبرز الإجراءات الصينية المضادة
1. تحقيقات مكافحة الاحتكار ضد “غوغل”
أعلنت الحكومة الصينية عن فتح تحقيق رسمي لمكافحة الاحتكار يستهدف شركة غوغل الأميركية. قد تؤدي هذه الخطوة إلى فرض قيود على أعمال غوغل داخل الصين، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لأحد أكبر عمالقة التكنولوجيا في العالم.

2. إدراج شركات أميركية في “القائمة السوداء”
في خطوة أخرى، وضعت الصين شركتي “إلومينا” المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية، و”بي في إتش” المالكة للعلامات التجارية كالفن كلاين وتومي هيلفيغر، ضمن قائمة الكيانات غير الموثوقة. هذا يعني أن هذه الشركات ستواجه قيودًا صارمة على استثماراتها في الصين، مما قد يؤثر على عملياتها في السوق الصينية الضخمة.
3. فرض قيود على تصدير المعادن النادرة
أحد أهم الإجراءات الصينية كان تشديد القيود على تصدير المعادن النادرة مثل الموليبدينوم والتنغستن، وهي عناصر حيوية لصناعة الإلكترونيات والمعدات الدفاعية والمكونات الصناعية. الجدير بالذكر أن الصين تسيطر على 80% من الإنتاج العالمي للتنغستن، مما يمنحها ورقة ضغط قوية في الحرب التجارية مع أميركا.

4. رسوم جمركية على سلع أميركية
ابتداءً من 10 فبراير/شباط، ستفرض الصين رسومًا جمركية جديدة على بعض السلع الأميركية، تشمل:
✔️ 15% على الفحم والغاز الطبيعي المسال
✔️ 10% على النفط الخام والمعدات الزراعية
✔️ زيادات على الشاحنات والسيارات الكبيرة
هل تؤثر العقوبات الصينية على الاقتصاد الأميركي؟
رغم أن بعض الإجراءات الصينية قد لا يكون لها تأثير مباشر واسع، إلا أن قيود تصدير المعادن النادرة تُعتبر من أخطر الخطوات، حيث تعتمد الشركات الأميركية بشكل كبير على هذه المواد في صناعات التكنولوجيا والدفاع.
وفقًا لتحليل معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، فإن التعريفات الأميركية الأخيرة قد تكلف الاقتصاد الأميركي أكثر من 100 مليار دولار بين 2025 و2040، حتى دون الأخذ في الاعتبار رد الفعل الصيني.
تصريحات متبادلة: ترامب يتوعد والصين تحذر
لم يتأخر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرد على الخطوات الصينية، حيث صرح قائلاً:
🗣️ “إجراءات الصين لن تمر دون رد، وقد نوسع نطاق الرسوم الجمركية قريبًا”
تشير مصادر إلى أن إدارة ترامب قد ترفع التعريفات الجمركية إلى 25% أو تفرض عقوبات إضافية على المزيد من الشركات الصينية.
على الجانب الآخر، أكد خبراء صينيون أن بكين لن تتراجع، بل تسعى إلى احتواء التصعيد دون تقديم تنازلات، معتبرين هذه الإجراءات ضربة استباقية تهدف إلى ردع واشنطن عن فرض مزيد من العقوبات.

هل يمتد الصراع التجاري إلى أوروبا؟
الأمر لا يقتصر على الصين وحدها، حيث هدد ترامب أيضًا بفرض “رسوم ضخمة” على الواردات الأوروبية، بحجة أن الفوائض التجارية للاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة غير عادلة.
في المقابل، صرحت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية قائلة:
🗣️ “سندافع عن مصالحنا بكل الوسائل المتاحة، وسنرد بشكل مناسب إذا لزم الأمر”
يبدو أن المواجهة التجارية لا تقتصر على أميركا والصين فحسب، بل قد تتسع لتشمل الاتحاد الأوروبي، مما يهدد الاقتصاد العالمي بمزيد من عدم الاستقرار.

ما القادم في الحرب التجارية بين الصين وأميركا؟
تشير التوقعات إلى أن أبريل/نيسان المقبل سيكون نقطة تحول، حيث من المقرر أن تنتهي مراجعة الحكومة الأميركية لممارسات الصين التجارية. قد تستغل إدارة ترامب ذلك لإعادة فتح ملف سرقة الملكية الفكرية وانتهاك اتفاقيات التجارة، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد.
السؤال الأهم الآن:
❓ إلى متى ستستمر هذه الحرب التجارية؟ وهل ستؤثر على الاقتصاد العالمي؟
