خطة ترامب للسلام: هل تفتح غزة صفحة جديدة في تاريخ المنطقة؟

في نيويورك، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عاد اسم دونالد ترامب إلى واجهة النقاش الدولي بعد إعلانه عن خطة سلام من 21 بندًا تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة ووضع تصور لما بعد حماس.
ورغم أن التفاصيل الكاملة لم تُكشف بعد، فإن ما تسرب عبر وسائل إعلام أميركية مثل Axios وReuters يكشف عن ملامح قد تغيّر المشهد في المنطقة.

أبرز ملامح الخطة المؤكدة

• وقف دائم لإطلاق النار: وهو مطلب أساسي لكل الأطراف الإقليمية والدولية.
• انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة: خطوة لو تحققت ستكون سابقة منذ سنوات طويلة من الحصار والتصعيد.
• إنشاء آلية حكم بديلة عن حماس: مع إشراك السلطة الفلسطينية “بصيغة ما”، لكن مع غموض حول طبيعة هذا الدور.
• تشكيل قوة أمنية مشتركة: تضم فلسطينيين وعناصر من دول عربية وإسلامية لضمان الأمن والاستقرار.
• تمويل عربي وإسلامي لإعادة الإعمار: ما يضع دول المنطقة في قلب عملية إعادة بناء غزة.
• التزام أميركي بعدم ضم إسرائيل لأي أراضٍ جديدة أو توسيع المستوطنات: نقطة لاقت صدى إيجابيًا في ردود الفعل العربية.

ردود الفعل العربية

رحّبت عدة دول عربية وإسلامية بالخطة كبداية للنقاش. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصفها بأنها “أساس يمكن البناء عليه”، فيما أكد قادة عرب ومسلمون دعمهم المبدئي لمبادرة ترامب. هذه الردود، وإن كانت حذرة، تعطي الخطة زخمًا لم يكن متاحًا لمبادرات سابقة.

التحديات الحقيقية

رغم التفاؤل الأولي، إلا أن التحديات أمام الخطة تبدو معقدة:

• الموقف الإسرائيلي لم يُحسم بعد، خصوصًا فيما يتعلق بالانسحاب الكامل والقبول بقوة أمنية عربية على الأرض.
• التفاصيل الغامضة حول طبيعة الحكم الجديد ودور السلطة الفلسطينية.
• مدى قبول سكان غزة لفكرة إدارة بديلة قد تُفرض من الخارج.
• الجدوى الأمنية لقوة متعددة الجنسيات في منطقة ملتهبة.

هل هي فرصة أم مجرد مناورة سياسية؟

بالنسبة لترامب، تبدو الخطة فرصة لإعادة تقديم نفسه كـ”صانع سلام” قبيل الاستحقاقات السياسية في الولايات المتحدة. أما بالنسبة للمنطقة، فهي تمثل اختبارًا حقيقيًا: هل يمكن تحويل الوعود إلى واقع ملموس، أم ستظل غزة رهينة التوازنات الدولية؟

نظرة مستقبلية

إذا تحولت هذه البنود إلى مسار تفاوضي حقيقي، فقد تشكل بداية صفحة جديدة في غزة، حيث يلتقي الأمن بالسياسة وإعادة الإعمار. لكن في المقابل، أي فشل في تطبيقها قد يعمّق فقدان الثقة ويفتح الباب أمام جولة جديدة من الصراع.

المصادر:

• Axios
• Reuters