إعلان

لم تهدأ النيران طويلاً في أرياف الساحل السوري، فبعد أسابيع من الهدوء النسبي، عادت الحرائق لتضرب مناطق ريف اللاذقية وطرطوس من جديد، مثيرة قلقاً واسعاً بين الأهالي والجهات المسؤولة.

تفاصيل الحرائق الأخيرة

اندلع حريق واسع يوم الأحد في الغابات الممتدة بين قريتي الريحانية والسكرية بمنطقة ربيعة شمال شرق اللاذقية. فرق الدفاع المدني بالتعاون مع أفواج الإطفاء الحراجي واجهت صعوبات هائلة في السيطرة على النيران، نتيجة التضاريس الوعرة وسرعة الرياح، إضافة إلى وجود ألغام وذخائر غير منفجرة زادت من خطورة الموقف.

وفي طرطوس، تمكنت فرق الإطفاء فجر الاثنين من إخماد حريق آخر قرب جسر الشيخ حسن في منطقة الشيخ بدر، مع تنفيذ عمليات تبريد للموقع لتفادي تجدد الاشتعال.

إجراءات وقائية مكثفة

لمواجهة هذه المخاطر، أعلنت مديرية الدفاع المدني في اللاذقية أنها أنجزت فتح نحو 200 كيلومتر من “خطوط النار” داخل الغابات والأحراش، بهدف عزل المساحات الخضراء عن بعضها، وتسهيل وصول آليات الإطفاء إلى بؤر الحريق المحتملة.

وأوضح مدير الدفاع المدني، عبد الكافي كيال، أن هذه الخطوط الوقائية تساهم في تقليل حجم الخسائر البيئية والاقتصادية، وحماية القرى المحيطة من وصول النيران إليها.

إعلان

حجم الخسائر السابقة

التجربة المريرة لا تزال حاضرة في أذهان السوريين. ففي يوليو الماضي استمرت حرائق الغابات بجبال اللاذقية 12 يوماً متواصلاً، أتت خلالها على أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات، منها 2200 هكتار من الأراضي الزراعية، وألحقت الضرر بـ45 قرية، تاركة نحو 1200 عائلة متضررة.

تحليل وتوقعات مستقبلية

الحرائق لم تعد مجرد حوادث موسمية بل تهديداً استراتيجياً للغابات السورية التي تُعد رئة طبيعية للبلاد، إذ توفر الغطاء النباتي، وتدعم التنوع الحيوي، وتؤمن مصدر رزق لآلاف الأسر عبر الزراعة والسياحة. استمرار موجات الحر والجفاف، مع ضعف الإمكانيات اللوجستية، يعني أن خطر الحرائق سيتضاعف في الأشهر المقبلة.

الخبراء يؤكدون أن الحل يتطلب خططاً بعيدة المدى تشمل: تعزيز الرقابة الجوية، الاستثمار في تقنيات الإنذار المبكر، رفع كفاءة فرق الإطفاء، والتعاون مع السكان المحليين في برامج توعية للحد من الأسباب البشرية للاشتعال.

إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، قد تتحول حرائق الساحل السوري إلى أزمة بيئية واقتصادية ممتدة، ليس فقط على مستوى الغابات بل على الأمن الغذائي للسكان. حماية الغابات اليوم تعني حماية مستقبل سوريا غداً.


قسم الأسئلة الشائعة

1. ما أبرز المناطق التي اندلعت فيها الحرائق الأخيرة في الساحل السوري؟

بين قريتي الريحانية والسكرية في ريف اللاذقية، ومنطقة الشيخ بدر في ريف طرطوس.

2. ما هي أبرز التحديات التي تواجه فرق الإطفاء؟

التضاريس الوعرة، سرعة الرياح، ووجود ألغام وذخائر غير منفجرة.

3. كيف تستعد مديرية الدفاع المدني لمواجهة الحرائق؟

بفتح خطوط نار بطول 200 كيلومتر لفصل المساحات الخضراء وتأمين وصول فرق الإطفاء.

4. كم بلغت خسائر الحرائق السابقة في اللاذقية؟

تدمير أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، وتضرر 45 قرية.

5. ما المتوقع في الفترة المقبلة؟

زيادة احتمالية اندلاع الحرائق بسبب الطقس الحار والجاف، مع تحذيرات من تأثيرات بيئية واقتصادية واسعة.

شاركها.

منصة شاملة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار الحديثة والمدونات التحليلية، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة، واختبارات تفاعلية، ومقاطع فيديو مبتكرة.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version