الدولار يتراجع واليورو يصعد.. والذهب يستقر قرب أعلى مستوياته

يشهد سوق العملات والذهب تقلبات ملحوظة مع بداية الأسبوع، حيث تراجع الدولار الأمريكي لأدنى مستوياته في أكثر من شهرين، في حين ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى له بعد فوز المحافظين المعارضين في الانتخابات الألمانية. وفي الوقت نفسه، استقرت أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها التاريخية، مما يعكس حالة من الحذر في الأسواق العالمية.

أسباب تراجع الدولار وصعود اليورو

شهد الدولار الأمريكي انخفاضًا ملحوظًا بسبب المخاوف المتزايدة بشأن آفاق نمو الاقتصاد الأمريكي. يأتي ذلك وسط توقعات بتباطؤ النشاط الاقتصادي وتزايد الضغوط التضخمية، مما دفع المستثمرين للابتعاد عن العملة الأمريكية.

من ناحية أخرى، ارتفع اليورو بعد فوز المحافظين في الانتخابات الألمانية، حيث حقق حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بقيادة فريدريش ميرتس تقدماً ملحوظاً. هذا الفوز يعكس تغييرات سياسية مهمة قد تؤدي إلى تشكيل حكومة ائتلافية قوية، مما يعزز الثقة في الاقتصاد الألماني المتعثر.

اليورو وصل إلى أعلى مستوى في شهر عند 1.0528 دولار، وهو ما يعكس توقعات بتحسن الاستقرار السياسي والاقتصادي في منطقة اليورو.

تأثير الانتخابات الألمانية على العملات الأوروبية

فوز فريدريش ميرتس يعكس صعوداً تاريخياً لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، مما يعكس انقسامات واسعة في المشهد السياسي الألماني. ومع ذلك، يتطلع المستثمرون إلى سرعة تشكيل حكومة ائتلافية لضمان استقرار الاقتصاد الألماني، الذي يعاني من ضعف النمو.

هذا الحدث السياسي دعم اليورو وساهم في ارتفاع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى في شهرين عند 1.2690 دولار. كما صعد الين الياباني إلى 148.85 مقابل الدولار.

استقرار الذهب قرب أعلى مستوياته التاريخية

في ظل تراجع الدولار الأمريكي، استقرت أسعار الذهب قرب أعلى مستوى لها على الإطلاق. فقد ارتفعت العقود الآجلة لمعدن الذهب بنسبة 0.14% إلى 2957.20 دولار للأونصة، بينما صعدت العقود الفورية بنسبة 0.27% إلى 2943.92 دولار للأونصة.

يُعزى استقرار الذهب إلى المخاوف من خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة، مما يدفع المستثمرين للجوء إلى الذهب كملاذ آمن.

نظرة مستقبلية على أسواق العملات والذهب

تترقب الأسواق المالية التقدير الثاني لبيانات النمو في الربع الرابع في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي. هذه البيانات ستكون حاسمة في تحديد اتجاه الدولار الأمريكي خلال الفترة المقبلة.

من ناحية أخرى، قد تشهد أسعار الذهب تقلبات إضافية في حالة تأكيد فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة، مما يعزز من جاذبية الذهب كاستثمار آمن.

الخلاصة

يعكس تراجع الدولار وصعود اليورو واستقرار الذهب حالة من الحذر والترقب في الأسواق العالمية. ومع استمرار المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي والتغيرات السياسية في ألمانيا، قد نشهد تقلبات إضافية في أسواق العملات والذهب.

يبقى المستثمرون في حالة ترقب لتطورات الأوضاع الاقتصادية والسياسية، مما يجعل متابعة تحليل الأسواق العالمية أمرًا ضروريًا لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.