إعلان

من تطبيق رسائل إلى ظاهرة اقتصادية عالمية

منذ ظهوره عام 2009، لم يكن أحد يتوقع أن تطبيق “واتساب” سيتحول من أداة بسيطة للدردشة إلى منصة تواصل ذات تأثير اقتصادي عالمي. واليوم، ومع أكثر من 2.5 مليار مستخدم نشط شهريًا في عام 2024، أصبح واتساب جزءًا لا يتجزأ من الحياة الرقمية لأكثر من ثلث سكان العالم، بل وتجاوز دوره التقليدي ليصبح أداة تسويق، خدمة عملاء، وحتى قناة بيع مباشرة.

استحواذ تاريخي وإيرادات بمليارات الدولارات

في عام 2014، قامت شركة “فيسبوك” (التي أصبحت تُعرف اليوم باسم “ميتا”) بشراء واتساب مقابل 19 مليار دولار، وهي أكبر صفقة في تاريخ الشركة حتى الآن. ما لا يعرفه كثيرون هو أن “غوغل” كانت قد عرضت شراء التطبيق قبلها بعام مقابل مليار دولار فقط، وفقًا لصحيفة الغارديان.

أما اليوم، فقد بلغ دخل التطبيق لعام 2024 حوالي 1.7 مليار دولار، ومعظم هذه الإيرادات جاءت من النسخة المخصصة للأعمال، والتي تستهدف الشركات بشكل مباشر، ضمن منظومة “ميتا” التي وصلت أرباحها السنوية إلى 164.5 مليار دولار.

واتساب يربح دون إعلانات؟ نعم!

رغم أن التطبيق لا يحتوي على إعلانات مثل فيسبوك وإنستغرام، فإن واتساب وجد طرقًا ذكية للربح، دون المساس بخصوصية المستخدمين. مؤسساه “جان كوم” و”براين أكتون” رفضا مبدأ الإعلانات منذ البداية، وأكدا أن تجربة المستخدم أهم من المكاسب السريعة.

ومع ذلك، قدم واتساب لاحقًا خدمات مدفوعة تستهدف الشركات، مثل:

إعلان
  • واجهة البرمجة الخاصة بالأعمال (Business API): تتيح إرسال رسائل جماعية للعملاء مقابل رسوم تختلف حسب البلد.
  • ميزة “انقر للرسالة” (Click-to-Message): وهي أداة تربط الإعلانات على فيسبوك مباشرة بحسابات واتساب للأعمال.

شركات كبرى مثل شيفروليه، سامسونغ، لينوفو، لوريال، وأوبر أصبحت تعتمد على واتساب في استراتيجياتها التسويقية، خاصة في مناطق مثل الهند وأميركا اللاتينية.

البرازيل والمكسيك تقودان أرباح واتساب

وفقًا لمنصة Contexto التقنية، جاءت البرازيل في المركز الأول من حيث العائدات المحققة من التطبيق بنحو 5.28 مليار دولار في 2022، تلتها المكسيك بـ 1.94 مليار دولار. هذا يعكس بوضوح كيف أصبحت أميركا اللاتينية سوقًا محوريًا لنمو واتساب، لا سيما في مجال التجارة الصغيرة وخدمة العملاء عبر التطبيق.

نمو مذهل بالأرقام

تُظهر الأرقام التالية تطور واتساب خلال السنوات الأخيرة:

السنة الإيرادات (بالمليون دولار)
2018 443
2019 507
2020 632
2021 790
2022 906
2023 1,300
2024 1,700

أما على صعيد الاستخدام، فقد قفز عدد المستخدمين من 103 ملايين عام 2012 إلى 2.5 مليار مستخدم في 2024، مع أكثر من 6.3 مليارات مرة تحميل.

أكثر 10 دول استخدامًا لتطبيق واتساب في 2024

الترتيب التالي يكشف عن أكثر الشعوب اعتمادًا على التطبيق:

  1. الهند – 390 مليون مستخدم
  2. البرازيل – 148 مليون
  3. إندونيسيا – 112 مليون
  4. الولايات المتحدة – 98 مليون
  5. الفلبين – 88 مليون
  6. المكسيك – 77 مليون
  7. تركيا – 56 مليون
  8. مصر – 55 مليون
  9. ألمانيا – 44 مليون
  10. نيجيريا – 40 مليون

المفاجأة؟ دخول مصر إلى قائمة العشرة الأوائل، ما يؤكد المكانة المتزايدة للتطبيق في العالم العربي.

تحديات واتهامات: هل واتساب في مأزق؟

رغم النجاح الباهر، لم يسلم واتساب من الانتقادات:

  • في 2021، أحدث تحديث سياسة الخصوصية ضجة كبرى في الهند، ما دفع بعض المستخدمين إلى رفع قضايا أمام محكمة نيودلهي. المحكمة اعتبرت السياسة الجديدة انتهاكًا للخصوصية.
  • تم اتهام التطبيق كذلك بلعب دور سلبي في نشر الشائعات والمعلومات المضللة، خصوصًا خلال الانتخابات في دول مثل البرازيل والهند.
  • الهيئات التنظيمية الأوروبية والأميركية تحاول كبح جماح “ميتا”، حيث تناقش لجنة التجارة الفدرالية إمكانية تفكيك استحواذ ميتا على واتساب وإنستغرام.

خاتمة: واتساب أكثر من مجرد رسائل

مع كل تحديث ومبادرة، يُثبت واتساب أنه ليس مجرد تطبيق دردشة، بل قوة اقتصادية تؤثر في ملايين الشركات والمستهلكين حول العالم. من المتوقع أن تواصل النسخة المخصصة للأعمال دورها في نمو إيرادات “ميتا”، خاصة في الأسواق الناشئة.

ولكن، يبقى التحدي الأكبر هو التوازن بين الربح والخصوصية. وبينما يكسب واتساب ثقة الشركات، فإن نظرة المستخدمين للتطبيق ستبقى مرهونة بمدى التزامه بالقيم التي بدأ بها.

المصدر: بيانات من منصات مثل SlickFlow وBusiness of Apps وContexto ونيويورك تايمز والغارديان


أسئلة شائعة حول أكثر الدول استخدامًا لتطبيق واتساب

ما هي أكثر دولة استخدامًا لتطبيق واتساب؟

الهند، بعدد مستخدمين يبلغ نحو 390 مليون في عام 2024.

هل مصر من بين الدول الأكثر استخدامًا لواتساب؟

نعم، مصر تحتل المركز الثامن بـ 55 مليون مستخدم نشط.

هل يربح واتساب من الإعلانات؟

لا، واتساب لا يعرض إعلانات للمستخدمين، لكنه يربح من أدوات مخصصة للشركات.

ما سبب انتقادات سياسة الخصوصية في 2021؟

التحديث الجديد فرض مشاركة بيانات المستخدم مع “ميتا”، ما اعتبره كثيرون انتهاكًا للخصوصية، خصوصًا في الهند.

شاركها.

أكتب بشغف عن التكنولوجيا والعلوم وكل ما هو جديد ومثير في عالم الابتكار. أشارك مقالات تهدف إلى تبسيط المفاهيم الحديثة وجعل المعرفة في متناول الجميع.

إعلان
Subscribe
Notify of
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
تعليقات داخلية
عرض كل التعليقات
إعلان
wpDiscuz
0
0
حابين نسمع رأيك، اترك تعليقك.x
()
x
Exit mobile version