النقاط الرئيسية
- البيتكوين تهبط دون متوسط شراء صناديق الـETF، ما يعني دخول غالبية المستثمرين في الخسائر.
- تراجع المزاج الاستثماري سببه ضغوط بيعية من حاملي المدى الطويل وتغير السياسة النقدية.
- رغم الهبوط، ما تزال كميات ضخمة من المراكز بين 40–70 ألف دولار في وضع رابح.
شهدت أسواق العملات الرقمية خلال الأيام الأخيرة واحدة من أكثر لحظات التغيّر المفاجئ منذ بداية العام، بعدما انقلب الارتفاع التاريخي للبيتكوين إلى موجة هبوط أربكت المستثمرين، خصوصًا الجدد منهم الذين دخلوا عبر صناديق الـETF الأميركية مستفيدين من سهولة الشراء والوصول المباشر للأصل الرقمي.
ورغم أن السوق اعتاد تقلبات البيتكوين، فإن الهبوط الأخير عبّر عن تحوّل واضح في شهية المخاطرة. إذ فقدت العملة جزءًا كبيرًا من زخمها، وكسرت مستوى 89600 دولار — وهو متوسط تكلفة شراء المستثمرين في صناديق الـETF، وفق تقديرات غلاس نود — ليجد معظم الداخلين الجدد أنفسهم في المنطقة السلبية.
مستوى 89600 دولار: لماذا هو مهم؟
يمثّل هذا المستوى متوسط السعر المُرجّح للبيتكوين وفقًا للتدفقات التي دخلت صناديق الـETF منذ إطلاقها بداية العام. ومع كسره، ينتقل المستثمرون الجدد — الذين انجذبوا إلى السوق بعد طفرة أكتوبر — إلى مرحلة الخسارة، ما يخلق ضغطًا نفسيًا إضافيًا ويزيد احتمالات البيع.
مع ذلك، ما تزال مستويات الشراء التاريخية بين 40 و70 ألف دولار في منطقة الأمان، وهو ما يشير إلى بقاء “اللاعبين القدامى” في السوق على أرباح حتى الآن.
لماذا حدث الهبوط؟
1. مزاج استثماري متحول
التفاؤل الذي ساد بعد الانتخابات الأميركية وعودة المؤسسات الضخمة إلى السوق بدأ يتراجع تدريجيًا مع:
- ارتفاع الدولار
- رسائل متحفظة من الاحتياطي الفدرالي
- مخاوف من تشديد تنظيمي جديد على القطاع
2. موجة بيع من حاملي المدى الطويل
بيانات السلسلة (On-chain data) تُظهر أن محافظًا قديمة بدأت بتسييل جزء من أرباحها، في إشارة إلى غياب الثقة بالاستمرار في مستويات الأسعار القياسية.
3. ضغط الصناديق
شهدت 12 صندوقًا مخصصًا للبيتكوين تدفقات خارجة تجاوزت 2.8 مليار دولار منذ بداية نوفمبر، وهي إشارة واضحة إلى توجس المستثمرين، خصوصًا المؤسسات.
4. غياب محفزات جديدة
بعد الصعود الحاد وقرب تسجيل قمم تاريخية، احتاج السوق “شرارة جديدة” للاستمرار — إلا أنها لم تظهر، ما جعل التصحيح يبدو أمرًا طبيعيًا.
كيف تفاعل وول ستريت؟
على الرغم من معرفة المؤسسات بطبيعة تقلب العملات الرقمية، فإن ما حدث كان مفاجئًا نظرًا لتدفق رؤوس الأموال الكبيرة خلال الأسابيع الماضية.
هبوط البيتكوين بأكثر من 30% من قمتها الأخيرة وضع مديري الأصول أمام اختبار صعب، خصوصًا أولئك الذين كانوا يعوّلون على استمرار الزخم حتى نهاية العام.
إلا أنّ بعض التحليلات تشير إلى أن الانخفاض الحالي قد يشكّل فرصة لإعادة التراكم، خصوصًا إذا استقرت الأسعار فوق مستويات دعم تاريخية.
سيناريوهات للمستقبل
سيناريو 1 — استقرار فوق 80 ألف (الأكثر واقعية)
عودة المشترين تدريجيًا مع تراجع الضغوط البيعية وبقاء الاهتمام المؤسسي تجاه الصناديق.
سيناريو 2 — العودة إلى 70–75 ألف
في حال استمرت التخوفات النقدية وواصلت الصناديق سحب سيولتها.
سيناريو 3 — ارتداد مفاجئ
قد يحدث في حال إعلان سياسات دعم تنظيمية أو دخول مؤسسات جديدة.
